تأثير الإخوان المسلمين في سوريا: تكوين كيانات وهمية للسيطرة على المعارضة
تعيش جماعة الإخوان الإرهابية أوضاعًا، يبدو أنها الأسوأ منذ أن بدأت الجماعة نشاطها من حوالي 95 عاماً، واليوم تعيش الجماعة هبوطاً حاداً داخل الدول العربية.
حيث خسرت نفوذها في منطقة الشرق الأوسط، إلا دولتين فقط هما من يعبث الإخوان بداخلهما، وهما اليمن وسوريا.
وتعاني سوريا بشكل عام من حرب لأكثر من عقد من الزمن، سيطر من خلالها الإخوان على المعارضة السورية والحركات الإرهابية لخدمة مصالحها، ولكن عقب انهيار الحركات الإرهابية المتمثلة في داعش أو القاعدة وخسارة الإخوان لقواعدها في الدول العربية بات عليها محاولة السيطرة على قواعد المعارضة في سوريا.
الإخوان وبدايات الثورة السورية
والإخوان المسلمون في سوريا هم من يسيطرون ويتحكمون في الأجسام السياسية المعارضة التي تمثل وتفاوض باسم الثورة منذ انطلاقها في 2011. بداية من المجلس الوطني السوري ثم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، خرج المراقب العام السابق للإخوان السوريين يتحدث عن تضحيات الإخوان في الثورة وتنازلهم عن مناصب الصف الأول.
وزعم المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا، محمد حكمت وليد: سياستنا الرسمية حقيقة هي التماهي مع الحالة الوطنية. حتى في نطاق المعارضة السورية”، وأضاف “شاركنا وما زلنا لكن اخترنا أن نكون في الصف الثاني وليس الأول، عن سابق قصد، لتجنيب الثورة الكثير من الصعوبات التي نصادفها كجماعة، فلا نريد أن نحمل الثورة الصعوبات التي تتحملها الجماعة”.
سيطرة الإخوان علي قواعد المعارضة في سوريا
وأفادت مصادر خاصة مطلعة، بأن المعارضة السورية نجحت في البداية في استقطاب الإخوان كفصيل معروف عنه أنه الأكثر تنظيماً ويملك المال السياسي. ولهم تواجد كبير في أوروبا والخارج وجماعة الإخوان كانوا منتشرين عبر هيئات تحمل مسميات عديدة، يقومون بتبديلها وتغييرها ودمجها.
وأضافت المصادر أن الجماعة قامت بتقسيم المعارضة إلى عدة ائتلافات، ومنهم الاتحاد الوطني لطلبة سوريا الحرة، ورابطة علماء بلاد الشام. والتيار الديمقراطي الإسلامي المستقل، ورابطة علماء سوريا، واتحاد منظمات المجتمع المدني وهو كتلة من 40 جماعة تنتسب إلى الإخوان.
وحرصت الجماعة على وضع عناصر تابعين لها في معظم المنظمات والروابط والهيئات والاتحادات، كنوع من التغلغل في المجتمع السوري. ورفده بكيانات تدعم رؤية الإخوان المسلمين، وتتبنى أفكارهم عن طريق التبعية الخفية وليس الارتباط المباشر، وهو ما يزيد في الوقت الحالي بعد النفور الشعبي العربي من جماعة الإخوان.
وتابعت المصادر أن جماعة الإخوان المسلمين مارست ببراعة السيطرة على مكونات الائتلاف الوطني السوري بالخداع والتضليل منذ أكثر من عشرة أعوام وحتى الآن. بتسمية كيانات افتراضية من دون أساس، ولا وجود تنظيمي وبشري لها، ثم توزيع منتسبيها والموالين لها والمتعاقدين معها عليها حتى تخرج بنهاية المطاف بالسيطرة الكاملة على المعارضة .