دخلت الحكومة البلجيكية على خط المواجهة القضائية لحمل اسرائيل على وقف تهديداتها بالترحيل القسري لسكان غزة وارتكاب جرائم الابادة الجماعية. وذلك بعد قرار جنوب افريقيا تقديم دعوى ضد الدولة العبرية في محكمة العدل الدولية.
وصرحت نائبة رئيس الوزراء البلجيكي بيترا دي سوتر بأن بلادها. لا يمكنها أن تبقى صامتة ضد تهديد إسرائيل بـ”الإبادة الجماعية” في غزة مؤكدة أنها ستقدم مقترحا لحكومتها. بأن تحذو حذو جنوب إفريقيا في إقامة دعوى قضائية ضد تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي.
وقالت دي سوتر وهي ممثل حزب الخضر الفلمنكي في الائتلاف الحاكم. في بيان على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي “إكس” “لا يمكن لبلجيكا أن تقف بموضع المتفرج حيال المعاناة التي لا نهاية لها للشعب في غزة .
ودعت إلى دعم القضية التي رفعتها جمهورية جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية. والتي تتهم إسرائيل بارتكاب “إبادة جماعية”.
وأوضحت “علينا أن نتحرك ضد خطر الإبادة الجماعية. أريد من بلجيكا أن تحذو حذو جنوب أفريقيا. وأن تتخذ إجراءً في محكمة العدل الدولية، سأقدم هذا الاقتراح للحكومة البلجيكية”.
وقالت في تصريح سابق “لقد حان الوقت. لمقاطعة إسرائيل إن إسقاط القنابل مثل المطر أمر غير إنساني، ومن الواضح أن إسرائيل .لا تهتم بالدعوات الدولية لوقف إطلاق النار”.
Belgium cannot stand by and watch the immense human suffering in Gaza. We must act against the threat of genocide.
I want Belgium to take action at the International Court of Justice, following the lead of South Africa.
I will propose this within the Belgian government. #begov
— Petra De Sutter (@pdsutter) January 9, 2024
والثلاثاء قالت وزارة العدل بجنوب إفريقيا الثلاثاء أن الوزير رونالد لامولا سيترأس .وفد بلاده في محكمة العدل الدولية خلال جلسة الاستماع في قضية الإبادة الجماعية. التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل بسبب حرب غزة فيما واصل القادة الإسرائيليون انتقاد الدعوى .رغم قرار الحضور في الجلسة المقررة غدا الخميس.
وقالت الوزارة في بيان. إن الوفد الجنوب الإفريقي سيترأسه لامولا في جلسة الاستماع الأولى للقضية المقرر عقدها في لاهاي يومي 11 و12 يناير/كانون الثاني الجاري.
وفي بيان صحفي، أوضح الوزير الجنوب افريقي أن بلاده عازمة على إنهاء .”الإبادة الجماعية في غزة عبر هذه الدعوى”.
وأضاف أن بلاده “تستمد القوة من قادة العالم الذين يقفون على الجانب الصحيح من التاريخ”.
ورغم الدعوى الدولية ضد إسرائيل تمسك نيسيم فاتوري النائب الإسرائيلي من حزب “الليكود” اليميني الذي يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. بدعوته لإحراق غزة عوضا عن إلحاق الأذى بالجنود الإسرائيليين وذلك في تصريحات أدلى بها صباح الأربعاء. على إذاعة “كول باراما “العبرية، ونقلتها صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية.
ونقلت هآرتس عن فاتوري قوله اليوم “أقف وراء كلامي.. أن نحرق ونهدم المباني خير من أن يتأذى الجنود”.
وأضاف “في شمال قطاع غزة، قمنا بإجلاء الجميع. وتمكنا من إجلاء مليون و 900 ألف شخص بشكل منظم، وبقي 100 ألف. ولا أعتقد أن هناك أي أبرياء هناك الآن”.
وكان فاتوري أثار ضجة في ديسمبر/كانون الأول الماضي. على خلفية تدوينة كتبها على منصة “إكس” قال فيها إنه يجب “حرق غزة الآن”.
وخلال مقابلته استخف فاتوري أيضا بمحاكمة إسرائيل في محكمة العدل الدولية، بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية، وفق الدعوى التي تقدمت بها جنوب إفريقيا ضد تل أبيب متابعا “نحن ممتنون لأننا حظينا بشرف محاكمتنا في لاهاي”.
وقالت حركة حماس الأربعاء إن المواقف الأميركية من الدعوى. التي رفعتها جنوب إفريقيا لمحاكمة إسرائيل في محكمة العدل الدولية. بمثابة “استخفاف” بالقانون الدولي.
وأضافت في بيان إن “المواقف التي عبّر عنها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من الدعوى القضائية التي رفعتها .جنوب إفريقيا في محكمة العدل الدولية ضد كيان الاحتلال الصهيوني. للنظر في جرائم الإبادة التي يرتكبها جيش الاحتلال الإرهابي في قطاع غزة؛ هي استخفاف بالقانون الدولي”.
وأضافت أن المواقف الأميركية في هذا الشأن هي “محاولة لتعطيل أدوات العدالة الدولية عن القيام بدورها، في إطار دعمها الكامل للمجازر التي يرتكبها الاحتلال ضد المدنيين في القطاع”.
وفي السياق، دعت حماس “الإدارة الأميركية مجددا إلى التوقف عن سياساتها التي تطيل أمد العدوان. والإبادة المرتكبة في قطاع غزة”، بحسب المصدر ذاته.
وطالبت الولايات المتحدة “بالعمل فورا على وقف هذا العدوان الإجرامي. والكف عن العبث بالقوانين والأنظمة الدولية. لصالح كيان الإرهاب وجرائم الحرب الصهيوني”.
والثلاثاء، قال بلينكن في ختام مباحثات أجراها مع مسؤولين في إسرائيل. إن رفع جنوب إفريقيا قضية ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية “يشتت جهود احتواء التصعيد” في قطاع غزة.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تعتقد أن “دعوى الإبادة الجماعية .التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بلا أساس”.
ومن المقرر أن تبدأ محكمة العدل الدولية. الخميس، الاستماع إلى مواقف إسرائيل وجنوب إفريقيا على مدار يومين، بشأن الدعوى التي رفعتها الأخيرة ضد تل أبيب. بهدف محاكمتها على ارتكاب “جرائم إبادة جماعية” في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب مدمرة منذ أكثر من 3 أشهر.
وانتقد رئيس إسرائيل اسجاق هرتزوغ في لقائه بوزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن الثلاثاء جنوب افريقيا بسبب الدعوى المقدمة قائلا إنه “لا يوجد ما هو أكثر وحشية .وسخافة” من الدعوى المرفوعة أمام محكمة العدل.
وأضاف “سنكون هناك في محكمة العدل الدولية .وسنعرض بفخر قضيتنا المتعلقة باستخدام الدفاع عن النفس بموجب حقنا الأصيل وفقا للقانون الدولي الإنساني”.
وقررت الحكومة الإسرائيلية ايفاد ارسال القاضي السابق بالمحكمة العليا الإسرائيلية. أهارون باراك لحضور جلسة الاستماع أمام محكمة العدل فرغم انتقاده لسياسات نتنياهو خاصة. فيما يتعلق بالتعديلات القضائية لكنه يحظى باحترام دولي. كما تعتزم تل ابيب تقديم فلم .وثائقي عن هجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتعتبر قرارات محكمة العدل الدولية ملزمة غير أن القضاة ليست لديهم سلطة .لفرض تنفيذ هذه الأحكام على الدولة وبالتالي سيكون من الصعب .تنفيذ أي قرار على الدولة العبرية المدعومة من القوى الغربية على رأسها الولايات المتحدة.