بطلب من الصليب الأحمر.. تأجيل اتفاق تبادل الأسرى في اليمن
بطلب من الصليب الأحمر بينما تتزايد المخاوف من تبعات تصعيد المتمردين في بعض المناطق مثل محافظة مأرب أعلنت الحكومة اليمنية السبت تأجيل تنفيذ صفقة تبادل الأسرى مع الحوثيين إلى 14 أبريل الجاري بعدما كنت مقررة في 11 من الشهر ذاته.
وقال ماجد فضائل، عضو الفريق الحكومي بملف الأسرى في تغريدة “نظرا للأعداد الكبيرة المتفق على مبادلتهم وبرغم من الترتيبات والجهود الكبيرة المبذولة من الجميع. إلا أنه لم يتم استكمال كل المقابلات (مقابلات الأسرى)”.
وأضاف أن “الصليب الأحمر بحاجة لاستكمال الإجراءات لكي يبدأ بالتنفيذ. فما زال هناك بعض الترتيبات والمقابلات التي من اللازم القيام بها”.
وأشار إلى أن “الصليب الأحمر طلب بعض الوقت الإضافي- 3 أيام-، وطلب من الجميع ضبط النفس حتى يستكمل إجراءاته ويتم التنفيذ”.
بدوره، قال مسؤول ملف الأسرى في جماعة الحوثي عبدالقادر المرتضى “تم إبلاغنا من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه تم تأجيل البدء في تنفيذ صفقة التبادل ثلاثة أيام عن الموعد المحدد”.
وكان من المتوقع أن تبدأ عملية تبادل الأسرى بين الحكومة والحوثيين في 11 أبريل الجاري.
وفي 20 مارس الماضي، أعلنت الحكومة اليمنية عن اتفاق مع جماعة الحوثي. يقضي بالإفراج عن 887 أسيرا ومختطفا من الجانبين، في ختام مشاورات عقدت بسويسرا بشأن تبادل الأسرى بين الطرفين.
وأواخر مارس 2022، وقعت الحكومة اليمنية اتفاقا مع الحوثيين برعاية أممية لتبادل أكثر من 2200 أسير من الطرفين، لكن عملية إطلاقهم تعثرت وسط اتهامات متبادلة بعرقلتها.
وخلال مشاورات في السويد عام 2018، قدم الطرفان قوائم بأكثر من 15 ألف أسير ومعتقل ومختطف، لكن لا يتوفر إحصاء رسمي دقيق للأعداد بعد هذا التاريخ.
وفي خضم تأجيل الاتفاق أعلن الحوثيون مساء السبت، إفراج الرياض عن 13 من أسرى الجماعة مقابل أسير سعودي تم إطلاقه في وقت سابق.
وبدأ وفد عماني زيارة إلى صنعاء لإجراء محادثات مع الحوثيين ضمن وساطة تهدف إلى التوصل لهدنة جديدة في اليمن وإحياء عملية السلام بعد التقارب السعودي الإيراني، حسبما أفادت مصادر يمنية مسؤولة السبت.
ويرى مسؤولون في الامم المتحدة وخبراء في الشأن اليمني ان اتفاق طهران والرياض اللتين تدعمان اطرافًا متنازعة في اليمن الغارق في الحرب. على استئناف العلاقات الدبلوماسية، قد يدفع باتجاه حل سياسي في أفقر دول شبه الجزيرة العربية.
وقالت مصادر مسؤولة في مطار صنعاء الدولي “وصل وفد عماني برفقة محمد عبدالسلام المتحدث الرسمي باسم الحوثيين إلى صنعاء لإجراء مباحثات مع القيادية الحوثية” بشان هدنة جديدة “وعملية السلام”.
واكد عبدالسلام المقيم في عمان في تغريدة على تويتر وصوله “والوفد العماني الشقيق الى العاصمة صنعاء”.
وأدت الحرب في اليمن منذ 2014 إلى مقتل مئات الآلاف بشكل مباشر وغير مباشر واعتماد معظم السكان على المساعدات للبقاء على قيد الحياة.
تقود السعودية منذ 2014 تحالفا عسكريا يدعم الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، في حين تدعم إيران المتمردين الحوثيين الذين سيطروا على العاصمة في 2014.
وأحيا الإعلان الشهر الماضي عن اتفاق تقارب بين السعودية وإيران، أهم قوّتَين إقليميّتَين في الخليج هما على طرفَي نقيض في معظم ملفّات منطقة الشرق الأوسط. التفاؤل الذي بدأ العام الماضي بالتوصل إلى الهدنة.
وقد حذّر مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ الأحد من أن البلد الذي مزقته الحرب يواجه “وقتا حرجا”، داعيا إلى إنهاء النزاع بشكل دائم. وذلك بعد عام بالضبط من التوصل الى هدنة أدت لتوقف القتال بشكل كبير.
واعتبر الدبلوماسي السويدي أن الهدنة التي تم التوصل اليها في 2 أبريل 2022 بوساطة من الأمم المتحدة “لحظة من الأمل”. مشيرا إلى أنها قائمة بشكل كبير رغم انتهاء مفاعيلها في أكتوبر.
وبحسب مصادر حكومية يمنية، فإنّ اعضاء مجلس الرئاسة اليمني “وافقوا” مؤخرا على تصور سعودي بشأن حل الازمة اليمنية بعد مباحثات سعودية حوثية برعاية عمانية استمرت لشهرين في مسقط.
ويقوم التصور السعودي وفقا للمصادر على الموافقة على هدنة لمدة ستة اشهر في مرحلة اولى لبناء الثقة، ثم فترة تفاوض لمدة ثلاثة اشهر حول ادارة المرحلة الانتقالية التي ستستمر سنتين، يتم خلالها التفاوض حول الحل النهائي بين كل الاطراف.
وتتضمن المرحلة الاولى خطوات اجراءات بناء الثقة واهمها دفع رواتب الموظفين الحكوميين في كل المناطق وبينها مناطق سيطرة الحوثيين، وفتح الطرق المغلقة والمطار.
والأربعاء، حث المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيموثي ليندركينغ الإيرانيين على “أن يظهروا حقا أنهم يحدثون تحولا ايجابيا في النزاع. عندها لن يكون هناك تهريب أسلحة للحوثيين بعد الآن في انتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولي”.
وكان المبعوث قد زار سلطنة عمان في الاسابيع الأخيرة. فيما رحّبت إيران بالدعوة، معتبرة ان تصريحات ليندركينغ “مرضية”.