انقلابات الإخوان الفاشلة.. كتاب جديد يكشف “عقيدة الفوضى” من اليمن إلى تونس

ناقش كتاب “انقلابات الإخوان الفاشلة (1948–2024)”، الصادر عن مركز المسبار للدراسات بدأ الباحث المصري طارق أبو السعد بمناقشة أول محاولة انقلابية نفّذها الإخوان ضد الإمام يحيى حميد الدين في اليمن عام والبحوث، بشكل معمّق عقيدة الفوضى، التي تعتمدها الجماعة لاستغلال الاضطرابات السياسية عبر وسائل الانقلاب والعنف، بدءًا من انقلاب اليمن عام 1948 بقيادة حسن البنا، مرورًا بمحاولات انقلابية في مصر وتونس، وصولاً إلى استثمار تنظيمات إرهابية للخلايا النائمة بغرض زعزعة الاستقرار الإقليمي.
وفي تفاصيل نشرها موقع “اليوم السابع”، يُظهر الكتاب كيف بدأ الباحث المصري طارق أبو السعد بمناقشة أول محاولة انقلابية نفّذها الإخوان ضد الإمام يحيى حميد الدين في اليمن عام 1948.
وقد وصف الكاتب هذه المحاولة بأنها “تمويهيّة”، حيث تظاهر حسن البنا بدعم الحكم، بينما كان ينسّق في الخفاء تنفيذ انقلاب دموي عبر تحريض وتمويل وتسليح، مستغلاً البيئة الملائمة من حيث الدين والطبقة الاجتماعية والإقليمية.
وفي نصوص الكتاب، يتابع الباحث حسين حمودة مصطفى مسار الانقلابات الإخوانية في مصر، بدءًا بمحاولة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر، مرورًا بسلسلة محاولات مسلحة لاحقة.
ويُسلّط الباحث سامح فايز الضوء على الانقسامات الداخلية داخل الجماعة، ومنها محاولة البنا الهيمنة على القيادة من خلال إقصاء المؤسسين الآخرين، ما أدى إلى نشوء بيئة داخلية مضطربة مليئة بالشقاق.
أما في تونس، فيُبرز المفكر محمد الحدّاد وجود “انقلاب مزدوج”؛ أحدهما مسلّح، والآخر براغماتي ناعم، عبر شبكة تأثير داخلية وسياسية.
ويطرح الأكاديمي عماد الدين إبراهيم عبد الرازق إطارًا فلسفيًا يؤكد أن فكرة الانقلاب – كما يُستثمَرها الإخوان – تستند إلى نقل استعاري لمفهوم الثورة من مجال العلوم الطبيعية إلى الساحة السياسية، في محاولة لتبرير العنف كوسيلة للتغيير الجذري غير المشروع.
كما يستند الكتاب إلى الفكر النقدي الغربي، حيث يستدعي مدرسة فرانكفورت ونظريات حنة آرندت، لبيان أن العنف يُعبّر عن فشل السياسة في تقديم حلول سلمية، وأن استخدامه لتحقيق أهداف جماعية يعكس غياب عقلانية سياسية، وليس ركيزة لأي تحول اجتماعي مستدام.
وفي خاتمة الكتاب، تبرز دراسة محمود الطباخ حول جيل الصحويين المستورد من الشام، الذي يؤسّس للخلايا النائمة ويربط رموز الصحوة بالتراتيب القُطرية، مستثمرًا انشغال الأجيال العربية بفوضى مُمنهَجة، مما يجعل الانقلاب أداة يُعاد تعبئتها باسم الشرعية الدينية.