هيمنة المسيرات على حرب أوكرانيا تدفع نحو تغيير الطريقة التي تقاتل بها وحدات المدفعية، السلاح الأساسي في القتال الدائر شرقي أوروبا.

وفي الولايات المتحدة، تدرس أطقم المدفعية بالجيش الحرب في أوكرانيا. وكيف يتم خوض معارك المدفعية تحت المراقبة التي لا تنتهي للطائرات المسيرة، والتي يمكن لأي منها أن تحمل قنبلة.

وفي تصريحات لموقع “بيزنس إنسايدر” الأمريكي، قال الجنرال روري كروكس مدير فريق إطلاق النار الدقيق بعيد المدى المتعدد الوظائف في قيادة مستقبل الجيش الأمريكي، إن القدرة على الحركة والتشتت ستكون مفتاحًا للبقاء في المعارك المستقبلية.

وأكد أنه “عندما نكون تحت المراقبة المستمرة أو شبه المستمرة، يجب أن نكون أكثر قدرة على الحركة”.

وأضاف “يجب أن نكون أكثر تشتتًا، ويجب أن يكون لدينا معدل إطلاق نار يسمح لنا بإيقاف أو زرع مدفعيتنا، وإطلاق ذخيرة كافية. ثم الانسحاب قبل أن تتمكن التأثيرات المتوقعة لبطاريات مضادة”.

وأدى وجود المسيرات إلى تعقيد عمل وحدات المدفعية. حيث يمكن استخدام الأنظمة غير المأهولة بشكل مباشر لمهاجمة موقع إطلاق النار، أو بشكل غير مباشر للمساعدة في توجيه نيران البطاريات المضادة.

ووفقا لتقرير قانون تفويض الدفاع الوطني للسنة المالية 2025. فإن “الملاحظات من أوكرانيا تعزز الدور الحاسم للمدفعية المتحركة، كما أن الاستخدام المكثف للأنظمة الجوية دون طيار والاستشعار في كل مكان تقريبًا يزيد من المخاطر فقط”.

• شبح بيجر في أوكرانيا.. تكنولوجيا التجسس تدخل الحرب

• الحرب بدون واشنطن.. هل تصمد أوكرانيا أمام هذا السيناريو؟

وقال كروكس إنه من المهم لقوات المدفعية أن تكون في حالة حركة مستمرة. مشيرا إلى أنه في أي وقت تكون فيه أطقم المدافع ثابتة، فإنهم يعرضون أنفسهم للخطر خاصة مع تزايد انتشار المسيرات.

تناسب

من الأمور بالغة الأهمية أيضا، معدل إطلاق النار وإعادة الإمداد، وضمان وجود ذخيرة كافية في متناول اليد لإبقاء المدافع تضرب دون انقطاع. كما يجب أن تتناسب إعادة الإمداد مع معدل إطلاق النار، وإلا فستكون هناك مشكلات خطيرة.

وأضاف كروكس “يتعيّن علينا أن نتمتع بالقدرة على إعادة الإمداد بسرعة بقدرات أصغر. ولكن الاستمرار في التحرك وإعادة الإمداد في فترات توقف قصيرة.. سيكون ذلك مهمًا لبقائنا في المستقبل”.

• قبل مقترح ترامب.. أوروبا تسعى لتعزيز دفاعات أوكرانيا

• هدنة الانتخابات: كيف يخطط ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا؟

وأكدت نيران المدفعية عالية الكثافة في حرب أوكرانيا الحاجة إلى مخزونات كافية من الذخيرة والقدرة على توصيل الذخيرة إلى أطقم المدفعية في الخطوط الأمامية.

ودفع الطلب المتزايد الولايات المتحدة والدول الأوروبية إلى تعزيز إنتاج القذائف الرئيسية. ليس فقط لدعم كييف ولكن أيضًا لضمان استعدادها للصراعات المستقبلية.

المعادلة

في تقرير الشهر الجاري، قال باحثون في معهد “رويال يونايتد سيرفيسز” وهو مركز أبحاث مقره لندن، إن الوجود المستمر للمسيرات فوق ساحة المعركة أجبر أوكرانيا وروسيا على تغيير كيفية استخدامهما للمدفعية.

• صفقة أوكرانيا على طاولة ترامب.. جدول زمني يمتد من ساعات إلى شهور

• قبضة روسية على توريتسك.. أوكرانيا في اختبار صعب على جبهة الإمداد

وأضاف التقرير أن “المدافع الثقيلة تميل إلى إطلاق النار لفترة طويلة .حيث توفر المواقع المحفورة حماية كبيرة من نيران البطاريات المضادة”.

وأشار كروكس إلى أن الصراع في أوكرانيا شهد أيضًا إدخال مسيرات هجومية يتم إطلاقها من الأرض مثل الذخائر المتسكعة المستخدمة لتنفيذ مهام كانت تتم حصريًا بواسطة المدفعية .لكن هذا لا يعني انتهاء دور المدافع.

وأكد كروكس أن “المدفعية تحتاج بالتأكيد إلى تهيئة الظروف المناسبة لاستغلال وتنفيذ حرب المناورة بشكل كافٍ في العمليات القتالية واسعة النطاق”.