اللاجئين عالقين في الحدود بين اليونان والأمن التركي
تقوم أنقرة باتخاذ خطوة أخرى فيما يتعلق باللاجئين العالقين على الحدود مع اليونان، وتكمن في نشر قوات شرطة بكامل عتادها، مما وضعهم في حصار قاس بين اليونان التي تصدهم والأمن التركي الذي يمنعهم من العودة.
وقد قال من جهته وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، خلال جولة تفقدية على الحدود بأنه سيتم نشر ألف من عناصر القوات الخاصة التابعة للشرطة الخاصة بكل معداتهم لصد المهاجرين من العودة.
إن القوات ستتمركز تحديدا عند ضفة نهر ميريتش على الحدود بين تركيا واليونان، وقد بدأت هذه التطورات بعد أن أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في أواخر فبراير الماضي فتح حدود بلاده مع الاتحاد الأوروبي في وجه اللاجئين، وقد كان أعلن قبل ذلك بأن بلاده لم تعد قادرة على استيعاب المزيد منهم على أراضيها، وهذا ما رفضته بروكسل واعتبرته ابتزازا سياسيا.
ويتجمع آلاف المهاجرين الذين يرغبون في الوصول إلى أوروبا منذ يوم الجمعة الماضي على طول الحدود بين تركيا واليونان التي تشكل مدخلا إلى الاتحاد الأوروبي. غير أن السلطات اليونانية قامت بإغلاق حدودها ونشرت تعزيزات كبيرة للشرطة والجيش.
في حين تقول أنقرة بأن 135 ألف مهاجر قد قاموا بعبور الحدود التركية إلى اليونان من خلال ولاية أدرنة الشمالية الغربية. غير أن إرسال قوات شرطة تركية إلى الحدود سيضع اللاجئين العالقين هناك بين نارين عمليا، من جهة الأمن التركي ومن جهة الأمن اليوناني.
زيادة الضغط
ويقول من جهته الكاتب والباحث السياسي التركي، جواد غوك، في مقابلة مع موقع سكاي نيوز عربية، بأن أنقرة تسعى إلى إرسال الشرطة إلى الحدود لزيادة الضغط على أثينا حتى تسمح بمرور اللاجئين.
وتابع بأن الحكومة التركية تقوم بتوفير الحافلات المجانية للاجئين حتى تنقلهم إلى الحدود اليونانية، فتركيا تراهن على ضخامة عدد اللاجئين على الحدود حتى تتراجع اليونان.
وقال أيضا: الوضع سيء جدا على الحدود. اليونان قاسية جدا. تركيا كانت تعتقد أن الأمر سيتم مثل حدث في الماضي (السماح بمرور اللاجئين)، لكن اليونان كانت حاسمة في شأن عدم استقبال هؤلاء.
كما أشار إلى أن تركيا تريد أن تخفف من عدد المهاجرين في أراضيها، وقد انتظر أردوغان الفرصة السانحة ليطبق خطته التي تهدف لإرسال اللاجئين إلى أوروبا، وبالرغم من عدم وجود إشارة إلى استخدام الشرطة التركية العنف نحو اللاجئين على الحدود لكن يبقى خيار غير مستبعد.
وقد قال أيضا غوك بأن وسائل الإعلام في تركيا تركز بشكل أساسي على قضية المهاجرين على الحدود مع اليونان، لذلك إن عاد اللاجئون إلى تركيا فسيكون ذلك إفلاسا لسياسة أردوغان.
جزء من سياسة الابتزاز
بينما اعتبر المتخصص في الشأن التركي، خورشيد دلي، نشر قوات الشرطة التركية على الحدود يأتي في إطار استمرار سياسة الابتزاز، مضيفا لسكاي نيوز عربية أن ذلك جاء بعد الرفض اليوناني والأوروبي تجاه استغلال تركيا لورقة اللاجئين من أجل الحصول على دعم سياسي لموقف أنقرة في إدلب.
مصير مجهول
وقال أيضا دلي بأن أردوغان بخطوته هذه وضع اللاجئين أمام مصير مجهول وزاد من معاناتهم، وربما ينتظر حصول تطورات في الموقف الأوروبي واتضاح مسار المحادثات التركية الروسية كي يتم معرفة مصير هؤلاء، وتابع بأن أنقرة تريد أيضا من الاتحاد الأوروبي موقفا داعما لها فيما يخص مسألة إقامة منطقة آمنة في إدلب بسوريا.
ومن جهته، فقد اعتبر أيضا رئيس الاتحاد الدولي للصليب الأحمر فرانشيسكو روكا بأن قرار تركيا بخصوص التوقف عن منع المهاجرين من التوجه إلى أوروبا سيء للغاية، كما ندد برئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين التي رأت يوم الثلاثاء في كاستانييس أن الحدود اليونانية تشكل درعا.
وفي ختام زيارة في المنطقة العازلة بين اليونان وتركيا في كاستانييس (شمال شرق اليونان)، فقد قال روكا بأنه تم استخدام بشر كأسلحة سياسية وأدوات سياسية وهذا امر غير مقبول.
بينما ذكرت مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين بأن عدد المتواجدين عند الحدود البرية والبحرية بين تركيا واليونان يصل تقريبا إلى نحو 20 الفا. وقد وجه أيضا الرئيس التركي التهديد بإرسال ملايين المهاجرين إلى بلدانهم.