الصدر ينتقد قمع احتجاجات الجامعات الأميركية
أعلن رجل الدين العراقي الشيعي النافذ وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر اليوم السبت دعمه للتظاهرات المؤيدة للفلسطينيين التي هزت الجامعات الأميركية. مطالباً بإنهاء “القمع” الذي يستهدف المتظاهرين، فيما يبدو أنه ينتهز الفرصة لإطلاق تصريحاته الحماسية المتضامنة مع غزة، ضمن مساعيه للعودة إلى المشهد السياسي.
وقال الصدر في بيان “نحن ننادي بالكف عن قمع الأصوات المنادية بالسلام والحرية ووقف المجازر والإرهاب الصهيوني القذر والوقح”. مضيفاً أن “صوت الجامعات الأميركية المنادية بوقف الإرهاب الصهيوني صوتنا”.
وأضاف أن “الطلاب في الجامعات الأميركية، نساءً ورجالاً، يقعون تحت وطأة الديمقراطية الزائفة للحكومة، وتحت عنف الحرية الزائفة الكاذبة لهذه الحكومة المتهالكة”. معتبرا ً أن “كل من يحاول إسكات ذلك الصوت الهادر في أي من بقاع العالم إنما هو حيوان ووحش كاسر لا رحمة في قاموسه”.
— مقتدى السيد محمد الصدر (@Mu_AlSadr) April 27, 2024
واشتهر الصدر بمناهضته للغزو الأميركي للعراق في العام 2003. وشكل أول فصيل مسلح لقتال القوات الأميركية خلال فترة عدم استقرار امتدت لسنوات.
وفي خريف عام 2019، تعرضت حركة واسعة وغير مسبوقة من التظاهرات المناهضة للسلطة لقمع الدموي أسفر عن مقتل أكثر من 600 شخص وإصابة الآلاف في جميع أنحاء العراق.
وكان احتشد على مدى أشهر عشرات الآلاف من الأشخاص في جميع أنحاء البلاد للتنديد بالفساد المستشري والبطالة بين الشباب.
وذهب الصدر إلى حد دعوته أربع دول مجاورة لفلسطين بالسماح لأنصاره بالوصول إلى المناطق المتاخمة لها للمشاركة في القتال ضد “العدو الإسرائيلي”. فيما أثارت هذه الدعوة سخرية في صفوف المتابعين للشأن العراقي. معتبرين أن الزعيم الشيعي يسعى إلى حشد الرأي العام وتقوية موقفه السياسي تحضيرا لإنهاء انكفائه.
كما وجه زعيم التيار الصدري بعد اندلاع الحرب على غزة انتقادات حادة إلى بعض الحكام العرب، معتبرا أنهم لم يدعموا القضية الفلسطينية. فيما وصف الرئيس الأميركي جو بايدن بـ”العجوز الخرف” لدعمه الدولة العبرية.
وفي العام 2022 أعلن الصدر اعتزاله العمل السياسي. وأعقب ذلك اندلاع اشتباكات إثر اقتحام متظاهرين من أنصاره القصر الحكومي في المنطقة الخضراء ببغداد رفضا لذلك. ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
وكان قيادي في التيار الصدري قد كشف في تصريح سابق لموقع “شفق نيوز” أن “تحركات الزعيم الشيعي نحو القواعد الشعبية وتوجيه نواب الكتلة الصدرية السابقين. تأتي ضمن الاستعدادات السياسية والشعبية لعودة الصدريين للمشهد السياسي عبر بوابة انتخابات مجلس النواب المقبلة والتي سيكون مشاركا وبقوة فيها”.
وامتدت التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين التي انطلقت من جامعة كولومبيا في نيويورك. إلى العديد من الجامعات بما في ذلك المؤسسات المرموقة مثل هارفارد، ويال، وبرينستون.
وينصب طلاب خياماً تنديداً بالدعم العسكري الذي تقدّمه الولايات المتحدة لإسرائيل والوضع الإنساني في قطاع غزّة .حيث أسفرت حملة عسكرية إسرائيلية واسعة عن مقتل 34388 غالبيتهم من المدنيين. وفق وزارة الصحة في القطاع.
وقد عملت شرطة مكافحة الشغب الأميركية في جامعات عدّة على إخراج المتظاهرين. واعتقلت 36 شخصا بينهم 16 طالبا بجامعة أوهايو على خلفية مشاركتهم في مظاهرات للتضامن مع فلسطين ضد إسرائيل.
واتسع الحراك الطلابي غير المسبوق في دعم فلسطين بالولايات المتحدة. إلى جامعات أخرى في دول مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا شهدت جميعها مظاهرات داعمة .لتلك التي عرفتها الجامعات الأميركية ومطالبات. بوقف الحرب على غزة ومقاطعة الشركات التي تزود إسرائيل بالأسلحة.