السودان.. جثث في شوارع أم درمان ومعارك شرسة بدارفور
أوضاع كارثية يعيشها السودان جراء الاشتباكات المستمرة منذ أبريل/نيسان الماضي بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وبحسب شهود عيان فإن جثثا لأشخاص بالزي العسكري تنتشر في شوارع أم درمان في غرب العاصمة السودانية، فيما حذرت الأمم المتحدة من احتدام القتال في إقليم دارفور بين الجيش وقوات الدعم السريع مع دخول الحرب بينهما شهرها السابع.
وقال شهود عيان في أم درمان لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي من ود مدني “هناك جثث لأشخاص يرتدون زيا عسكريا ملقاة في الشوارع بوسط المدينة بعد معارك أمس (الأربعاء)”.
وأفاد آخرون بسقوط قذيفة على مستشفى النو شمال أم درمان، آخر المرافق الطبية التي تخدم هذه المنطقة، “ما أسفر عن مقتل عاملة”.
المعارك مستمرة في كل من الخرطوم بضواحيها وإقليم دارفور في ظل إخفاق مفاوضات جديدة هذا الأسبوع حول وقف إطلاق النار ترعاها السعودية والولايات المتحدة.
وقال نائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في دارفور طوبي هارورد، الخميس، في حسابه على منصة إكس للتواصل الاجتماعي (تويتر سابقا) “يتعرض مئات آلاف المدنيين والنازحين لخطر كبير الآن في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، مع تدهور الوضع الأمني، ونقص الغذاء والماء، والخدمات المحدودة جدا”.
وأشار إلى أن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يتقاتلان من أجل السيطرة على المدينة، محذرا من التداعيات الكارثية على المدنيين جراء هذا الأمر.
كما أبدت السفارة الأمريكية في السودان “قلقا بالغا حيال تقارير شهود عيان عن انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان من جانب قوات الدعم السريع.. بما في ذلك عمليات قتل في منطقة أردمتا بولاية غرب دارفور، والاستهداف العرقي لزعماء وأفراد إثنية المساليت”، إحدى أبرز المجموعات العرقية غير العربية في غرب دارفور.
والإثنين الماضي نعى مجلس السيادة الحاكم في بيان “أحد أعمدة الإدارة الأهلية بغرب دارفور محمد أرباب.. الذي اغتيل غدرا على يد مليشيات الدعم السريع المتمردة، بعد اقتحامها منازل المواطنين في منطقة أردمتا”.
كما “تم قتل ابنه وثمانية من أحفاده، في جريمة نكراء يندى لها جبين الإنسانية”، حسب البيان ذاته.
ويحتدم القتال منذ أبريل/نيسان الماضي في مناطق مكتظة بالسكان بين قوات الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان ونائبه السابق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقب “حميدتي“.
أدى الصراع بين الجنرالين المتنافسين إلى شلّ الخدمات الأساسية في السودان وتدمير أحياء بكاملها في العاصمة وإقليم دارفور الشاسع في غرب البلاد.
وأسفرت الحرب عن سقوط 10400 قتيل وفق منظمة “أكليد” المعنية بإحصاء ضحايا النزاعات، بالإضافة إلى نزوح ولجوء أكثر من 6 ملايين سوداني، وفق الأمم المتحدة.