الدوحة الممول الرئيسي للمتطرفين بأوروبا وأميركا
قامت جمعية عيد الخيرية للشيخ عيد بن محمد آل ثاني بتقديم قرابة 46000 منحة للمنظمات الإسلامية المتشددة بجميع أنحاء العالم.
وقد أشارت شبكة “ميدل إيست فوريوم” أن عدد هائل من هاته المنح انتهى بها المطاف بأروبا وأمريكا الشمالية. حوالي 380 منحة إلى 41 متلقياً، بمجموع ما يقارب 37 مليون دولار، موزعة بين عامَيْ 2004 و2019.
مضيفة أنه رغم تدني هذا العدد أمام إجمالي 770 مليون دولار على مستوى العالم. والذي يتجلى أن بعضها يجري تقديمه لمنظمات إرهابية معينة. إلا أن إنفاق العيد الخيرية بكافة أرجاء الغرب يوضح نهج الأموال القطرية التي يجري توزيعها بطريقة شبه حصرية على المنظمات المتطرفة.
وتابعت قائلة ليس من المدهش أن تبرز هاته الجمعية كراعي أساسي للتطرف الديني بالغرب. فقد لفت صحافيون سابقا بهولندا تحديدا إلى تمويل الجمعية للتنظيمات السلفية المتشددة. كما أشاروا إلى تحويل مسؤوليها مبالغ مالية بتجاه القاعدة بالعراق وحركة حماس الفلسطينية.
تمويل القاعدة
ويشتهر عبد الرحمان النعيمي مؤسس الجمعية الخيرية بتمويل القاعدة، حيث جرى تصنيفه كإرهابي من طرف الحكومة الامريكية سنة 2013.
وقد استطاعت برغم كل الروابط التي تجمعها مع الجماعات المتطرفة من الاشتغال على الصعيد الدولي والتملص من العقاب. فقد كانت المملكة المتحدة هدفها الرئيسي إذ جرى توزيع قرابة 97 منحة تقدر بما لا يقل عن 9 ملايين دولار.
تمويل بوكو حرام
وقد جرى منح قرابة 2 مليون دولار لصندوق المنتدى الإسلامي الذي يعد جمعية خيرية سلفية متشددة. وقد تم عام 2004اعتقال الشيخ محي الدين عبد الله مسؤول بصندوق المنتدى من طرف قوات الأمن النيجيرية. وقد اعترف باشتغاله كوسيط بين المنتدى والجهاديين النيجيريين.
وقد قدم ناشط نيجيري سنة 2013 إفادته أمام مجلس النواب الأمريكي. حيث قال إن المنتدى هو منظمة تقوم بتمويل بوكو حرام الإرهابية كما يدير مسجدا بغرب لندن.
علاقة قطر بتمويل الإرهاب
في حين أعلنت صحيفة “ذا تايمز” عن العلاقة الوطيدة بين المنتدى وقطر وارتباطه بجوامع ومدارس للجماعات الإسلامية بمناطق مختلفة من المملكة المتحدة.
بالإضافة لذلك تداول الإعلام البريطاني بفترة سابقة العلاقات المتطرفة لهاته الشبكة الخيرية. كما أشار الصحفي أندرو جيليجان لوجود علاقات متينة للمنتدى بجوامع بريطانية المدانة بتطرف الشباب بداعش.
نبيل العوضي
وقد تضمن شركاء المنتدى ممول داعش نبيل العوضي، علاوة لرجال الدين المتطرفين كهيثم الحداد، أحد أكثر الدعاة الراديكاليين نشاطًا بالبلاد.
وقد جرى منح حوالي 600000 دولار لصندوق الإيمان بشفيلد من طرف جمعية العيد الخيرية ما بين عامي 2013 و2014. وذلك من أجل تشييد مسجدها.
وقد لفت أندرو إلى أنه تم ضم قادة (إيمان تراست) أشخاصا على علاقة بتنظيم الإخوان المسلمين.
كما استلم الصندوق مبالغ مالية ضخمة من قطر الخيرية بالمملكة المتحدة. وهي إحدى الفروع التي يهمين عليها النظام بالدوحة وقد اشتغلت لمدة كبيرة مع عيد الخيرية.
كما تم أيضا منح ما مقداره يزيد عن 6.3 مليون دولار لمؤسسة خيرية بريطانية مسلمة بلدن. حيث كشفت مصادر عن وجود علاقة رسمية بينها وجمعية عيد الخيرية. كما أن مسؤوليها يتقلدون مناصب مهمة بمنظمات مقرها الدوحة ودول عربية أخرى.
وقد تم أيضا تقديم منحة من طرف عيد الخيرية لمسجد أوريبرو بالسويد تقدر بـ4 مليون دولار بين عامي 2007 و2016. ويشار إلى أن هذا المسجد تجمعه علاقات مع التنظيمات الإرهابية.
وقد جاء ببيان سابق من جهاز الأمن بأنه يملك صورة واضحة تدعو للكراهية عن التطرف الموجود بأوريبرو.
وقد جرى منح مليون دولار من طرف عيد الخيرية لمسجد الراشدين او جافيل بالسويد. وقد أشاد أبو رعد إمام المسجد بعام 2014 بداعش للهيمنة على الموصل كما شجع على تمويل التنظيم الإرهابي. وقد أصدرت الحكومة السويدية فيما بعد قرار ترحيله لكنه لم ينفذ جراء خطر الاضطهاد المزعوم الذي عاشه بالعراق.
دعم جماعة الإخوان
كما تم منح حوالي 1.7 مليون دولار لمؤسسات ذات علاقة مع الجماعات الإخوانية المصرية بفرنسا. ك(IESH) المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية الذي شيد على أساس أنه معهد للإخوان المسلمين.
وقدمت 442 ألف دولار لمسجد سانت كوين المعروف بمركز السلام والذي يشتغل امامه كأستاذ ب IESH.
ومنحت عيد لمركز إسلامي بفرنسا سنة 2008 مبلغ يقدر 66000 دولار. ومن المدهش أن تمويل المركز قد تم تمريره عبر وسيط جمعية المسلمين في الألساس أمل. هاته الجمعية التي استلمت بدورها 262 ألف دولار من جمعية عيد بغية تأسيس مركز النور الإسلامي بمولهاوس.
قطر ودعم الإرهاب
وقد حذرا كريستيان شينو وجورج مالبرونو الصحفيان الفرنسيان من محاولات قطر بتأسيس مجتمعات صغيرة ذاتية الاكتفاء بأروبا.
كما كشفا عن إدارة منظمة أمل لمنحة من جمعية قطر الخيرية المرتبطة بالإرهاب بكل من المملكة المتحدة وفرنسا.
وتستمر عيد الخيرية بتبرعها ففي سنة 2008 ساهمت بحوالي 457 ألف دولار من أجل بناء مركز إسلامي بفيلنوف داسك الفرنسية. وقد تلقى هذا المركز أيضا دعما من قطر الخيرية.
كما ساهمت عيد بمبلغ 400000 دولار للجمعية الثقافية العربية بألمانيا المعروفة باسم مسجد المحسنين الذي يعد مركزا للأنشطة السلفية.
ويتوضح أن المستفيدين من مؤسسة عيد الخيرية يشتغلون كوسطاء لتوزيع الأموال على المؤسسات الراديكالية الأخرى. فكمثال على ذلك، منحت الجمعية الثقافية العربية مبلغ 68000 دولار لمسجد السلام بإيسن، وهو أيضًا “مركز سلفي” معروف.
وقامت السلطات الألمانية سنة 2009 بترحيل أحد المصلين والذي قيل بأنه كان على صلة بالسائق الشخصي لأسامة بن لادن. كما كان يملك تعليمات لصنع قنابل.
وتم منح مبلغ قيمته1.1 مليون دولار من طرف عيد الخيرية لمؤسسة الوقف الهولندية بغية تمويل مسجد الفرقان. وقد حضر ندواتها أعضاء من خلية هامبورغ التابعة للقاعدة، والتي جسدت دورًا رئيسيًا في هجمات 11 سبتمبر.
في حين استلم مجلس الشورى الإسلامي السويسري 208000 دولار أميركي من جمعية العيد الخيرية. وجرى إدانة أحد أعضاء مجلس إدارتها بتهمة إنتاج دعاية جهادية.
كما وزع أزيد من 6.7 مليون دولار من منح العيد الخيرية على ثماني منظمات. وحذرت السلطات سابقا من تأثير جمعية العيد الخيرية. حيث أشارت وكالة الإيرادات الكندية الحكوميةCRA بأن الجمعية الخيرية القطرية ظهرت وكأنها “تسيطر” على مؤسسة العيد الخيرية.