سياسة

الداخلية التركية تمنع حملات التبرع لمواجهة كورونا في البلديات التابعة للمعارضة


أرسلت وزارة الداخلية التركية تعميما لجميع الولايات في البلاد تمنع فيه أي حملات لجمع تبرعات تقوم بها بلديات تابعة للمعارضة لمواجهة فيروس كورونا.

وطالبت الوزارة الولايات بفتح تحقيقات مع البلديات التي تدشن أية حملات لجمع تبرعات لدعم المتضررين من الفيروس، وذلك بعد يومين من إطلاق الرئيس رجب طيب أردوغان وحزبه العدالة والتنمية، حملة لمواجهة فيروس كورونا، فيما يعد اعترافاً رسمياً بإفلاس البلاد، بحسب صحيفة جمهورييت المعارضة.

ليس هذا فحسب، بل قامت الداخلية التركية كذلك بحظر الحسابات البنكية التي أعلنت عنها بعض بلديات المعارضة للتبرع عليها ضمن الحملات التي دشنتها، وفي مقدمتها بلديتا العاصمة أنقرة، وأسطنبول، اللتان يسيطر عليهما حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة بالبلاد.

وتعليقا على ذلك، انتقد مراد أمير، نائب الشعب الجمهوري عن العاصمة أنقرة، في تصريحات للصحيفة نفسها، إجراءات حكومة أردوغان، مشيرًا إلى أنها تتنافى مع ما ينص عليه قانون البلديات، وأن هناك مادة في هذا القانون تشير إلى أن من حق سلطات البلديات، ورؤسائها قبول التبرعات، مؤكداً سعي النظام لوقف حملات التبرعات التي تطلقها المعارضة؛ لأنها ستكشف حقيقة شعبيته في الشارع.

حديث المعارض التركي يشير بوضوح إلى الحملة التبرعات الأخيرة التي أطلقها أردوغان الإثنين الماضي تحت عنوان نحن نكفي أنفسنا والتي لاقت ردود فعل غاضبة من كافة أحزاب المعارضة، والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، موضحا أن حملات التبرع التي أطلقها كل من منصور يافاش، رئيس بلدية أنقرة، وأكرم إمام أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول؛ لمساعدة المواطنين الذين فقدوا أعمالهم بسبب فيروس كورونا، ويعيشون ظروفًا صعبة، أزعجت النظام الحاكم؛ لذلك سارع باتخاذ مثل هذه الإجراءات.

وأضاف: البلديات التابعة لحزب الشعب الجمهوري كانت هي أول من نادى بفكرة تدشين حملات لجمع تبرعات لا تنضوي تحت سيطرة الحكومة.

وكانت البلديات التابعة للمعارضة قد أعلنت في وقت سابق عن تدشين حملات لجمع التبرعات، وتأكيدًا للمصداقية نشرت بيانات شددت فيها على أنه سيتم بشكل يومي توثيق المصادر التي أنفقت فيها أموال التبرعات على المواطنين ليعلم الجميع أين أنفقت أموالهم.

وفي المقابل، تؤيد كافة أجهزة الدولة الحملة التي أطلقها أردوغان، والتي لاقت انتقادات حادة من كافة أحزاب المعارضة في البلاد، التي اعتبرت أن هذه الخطوة اعتراف بإفلاس الدولة.

وانتقد، نائب رئيس الكتلة النيابية لحزب الشعب الجمهوري، أنغين آلطاي، الحملة، مشيرًا إلى تصريحات سابقة لأردوغان قال فيها إذا لزم الأمر، سننفق 40 مليار دولار أخرى على السوريين.

واختتم حديثه، قائلا: في الوقت الذي لم تلجأ الدول الأكثر فقرًا منا إلى مثل هذه الحملات، نرى رئيس الجمهورية التركية يسارع بتدشين حملة ونحن ما زلنا في مستهل الأزمة، وهذا يعني أن الدولة ليست قوية كما يعتقد المواطنون، وهذا أمر مؤسف.

الحملة ذاتها قوبلت، بحالة كبيرة من الاستهجان والتذمر والتهكم على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، منذ الإعلان عنها وحتى الساعة، حيث أعرب عدد من النشطاء والثقفين رفضهم لها بشدة.

وارتفع عدد حالات الوفاة جراء فيروس كورونا في تركيا إلى 214، فيما بلغت الإصابات 13 ألفًا و431.

وفرضت السلطات التركية حجرا صحيا على 50 بلدة وقرية ومزرعة في 21 ولاية، للحد من تفشي الفيروس.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى