أسوأ عملية إفساد للتعليم شهدها اليمن من قبل ميليشيا الحوثي. في سلسلة من الانتهاكات أبرزها تغيير المناهج التعليمية، وبث الطائفية والكراهية في استهداف النشء في مناطق سيطرتها خلال الأعوام الماضية.
وعلى مدار أعوام حربها العبثية القائمة منذ صيف 2014، ارتكبت ميليشيا الحوثية الإرهابية العديد من الانتهاكات التي طالت قطاع التعليم، لتنجح في إفساده بشكل كلّي، وتطويعه وفقاً لنظرياتها الطائفية.
انتهاكات متواصلة
ودشنت ميليشيا الحوثي مع دخول عام 2023 مرحلةً جديدة من الانتهاكات ضد قطاع التعليم ومنتسبيه، وذلك في سياق استهدافها المنظم لذلك القطاع في جميع مناطق سيطرتها؛ حيث واصلت تغيير أسماء المدارس، وتحريف المناهج، ومعاقبة التربويين غير الموالين لها، حيث تواصل الميليشيا الإرهابية من ممارساتها العدائية بحق التعليم، والتي شملت جرائم الاقتحام، والقمع، والإغلاق، والفصل التعسفي من الوظيفة العامة، وتغيير أسماء المدارس، إضافة إلى إدراج الجماعة أخيراً تعديلات طائفية جديدة على ما تبقى من مناهج التعليم.
تجريف منظم
وتقوم الجماعة الإرهابية بعملية تجريف منظم للمناهج بما يتناسب مع المعتقدات الطائفية، من خلال مواصلة تحريف ما تبقى من مناهج التعليم؛ خصوصاً في مناهج المرحلتين الابتدائية والإعدادية، بما يخدم أفكارها وأيديولوجيتها المستوردة من إيران، وإدراج دروس وصور وتعليمات جديدة في بعض مناهج التعليم بهدف طمس الهوية الوطنية والدينية لليمنيين، وإنشاء أجيال جديدة منسلخة عن هويتها وعقيدتها، وتعتنق الفكر الطائفي والمذهبي.
مخطط الحوثي
يقول المحلل اليمني إبراهيم عبد القادر: تراهن جماعة الحوثي على قدرتها على توسيع رقعة الجهل في أوساط المجتمع وتبذل كل ما في وسعها من أجل مراكمة التخلّف لإضعاف مستوى الوعي. فمنه تستمد البقاء والاستمرارية وتحقق بذلك ما عجزت عنه بالسلاح والحرب.
وقد اعتمدت في انتشارها وراهنت في حشودها على الأميين وذوي التعليم المتدني، ووجدت فيهم ضالتها. حيث تنفذ الميليشيا الإرهابية مخططها من خلال استهداف شريحة العلم بالقمع والتجويع الممنهج. بالإضافة إلى إعادة برمجة مناهج التعليم من خلال تغييب القيم والمفاهيم الحديثة بما يضمن لهم توسيع دائرة التخلف ونشر المفاهيم الطائفية التي تجعل المجتمع قابلاً للتبعية والاستعباد باسم الدين.
وأضاف المحلل اليمني: أن الحوثي استهدفت العملية التعليمية برمّتها، حتى أنها حولت كثيرا من المدارس إلى ثكنات عسكرية، ومقرات تدريب وتجهيز، وغرف عمليات، وتلك التي أبقت عليها استخدمتها كمنصة لإرسال رسائلها، حيث تمارس غسيل أدمغة بشكل مباشر، وليس عبر تحريف المناهج وتغييرها، وفقًا للفكر السلالي والعنصري، وحسب، بل أصبحت المدارس في مناطق سيطرتها دعاية سياسية تنفّذ عبرها ما تريد، وترسل أفكارها وأهدافها بواسطتها؛ ما جعل الكثير من أولياء الأمور يمنعون ذويهم من الذهاب للمدارس، التي أصبحت بؤرة للمرض الطائفي المقيت.
وتابع: إن الحوثي يمارس حملات مسعورة على العملية التعليمية، فبالإضافة إلى آلية تطفيش المعلمين وأساتذة الجامعات من خلال عدم صرف الرواتب فقد عمد إلى تحويل المدارس والجامعات إلى مؤسسات للجباية والتحصيل. ما حرم كثيراً من الطلبة من الالتحاق بالتعليم وبدا ذلك من خلال تدني أرقام الطلبة المسجلين في كليات عدد من الجامعات.