الجنوب السوري بين الرفض والضغوط: جدل حول “الممر الإنساني” الإسرائيلي

قال مصدر حكومي سوري، الأربعاء، إنه لا ممر إنساني عبر الحدود، مشيرا إلى أن المساعدات الإنسانية يتم إيصالها عبر مؤسسات الدولة حصرا وذلك وفق ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” عن مصدر حكومي لم تسمه، عقب لقاء وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، في باريس مع وفد إسرائيلي.
وقال المصدر “لن يكون هناك ممر إنساني عبر الحدود، وتقديم المساعدات الإنسانية يتم حصراً بالتنسيق المباشر مع مؤسسات الدولة في العاصمة دمشق، حرصاً على ضمان وصولها بشكل آمن ومنظّم إلى جميع المستحقين، بما في ذلك محافظة السويداء (جنوب) وغيرها من المناطق”.
و”الممر الإنساني” مطلب لطالما تكرر بإسرائيل في الفترة الأخيرة في إطار ذرائع تختلقها للتدخل في الشأن السوري.
لن يكون هناك ممر إنساني عبر الحدود
والثلاثاء، التقى زعيم الدروز في إسرائيل موفق طريف، مع المبعوث الأميركي إلى سوريا توماس باراك في باريس، وجدد طرحه لفكرة الممر، في إطار تحريضه المتكرر على الدولة السورية.
و”الممر الإنساني” تطرحه تل أبيب لعدم وجود حدود مباشرة مع السويداء، إذ لا بد أن يمر من محافظة درعا المحاذية، أو ريف دمشق وصولا إلى السويداء، وهو ما ترفضه دمشق.
في السياق ذاته، أكد المصدر الحكومي أن “الحكومة السورية منحت المنظمات الأممية المختصة (لم يسمها) التسهيلات والموافقات اللازمة للقيام بمهامها الإنسانية”.
وتابع “تواصل القوافل الوطنية والإغاثية السورية عملها بشكل منتظم، بما يعكس التزام الجمهورية العربية السورية بتأمين الاحتياجات الإنسانية بالتعاون مع شركائها الدوليين (لم يسمهم)”.
والثلاثاء، بحث الشيباني مع وفد إسرائيلي في باريس، “خفض التصعيد وعدم التدخل بالشأن السوري”، والتوصل إلى تفاهمات تدعم الاستقرار في المنطقة.
أفادت بذلك وكالة “سانا”، بعد أنباء نقلها إعلام عبري عن اجتماع لوزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، برفقة باراك مع الشيباني.
وشهدت محافظة السويداء مظاهرات رفعت فيها الاعلام الإسرائيلية وسط مطالبات بحق تقرير المصير وانتقادات لسلطات الرئيس السوري أحمد الشرع.
وفي 24 يوليو/ تموز الماضي، قال باراك، في تدوينة عبر منصة شركة “إكس” الأميركية، إن “وزراء إسرائيليين وسوريين بارزين (لم يحددهم) اتفقوا على الحوار في إطار جهود خفض التصعيد، وذلك خلال اجتماع جمعهم في العاصمة الفرنسية باريس”.
وعقب ذلك بيوم، ادعت “القناة 13″ العبرية الخاصة، نقلا عن مسؤول إسرائيلي وصفته بـ”الكبير” دون تسميته، أن ديرمر التقى في باريس الشيباني بحضور باراك، واصفا اللقاء في حينه بأنه كان “مهما للغاية”.
ومنذ 19 يوليو/تموز الماضي، تشهد السويداء وقفا لإطلاق النار عقب اشتباكات مسلحة دامت أسبوعا بين مجموعات درزية وعشائر بدوية، خلفت مئات القتلى.
لكن إسرائيل استغلت الموقف، وتذرعت بـ”حماية الدروز” لتصعيد عدوانها على سوريا وانتهاكاتها ضد البلد العربي، وهو ما اعتبرته دمشق تدخلا سافرا في شؤونها، مطالبة بإلزام إسرائيل الامتثال لاتفاقية فصل القوات الموقعة بين الجانبين عام 1974.