سياسة

الثورة القادمة في سماء المعارك.. غوست بات تمزج بين الذكاء الاصطناعي والقوة النيرانية


تستعد شركة بوينغ لعرض طائرتها المسيرة القتالية من الجيل الجديد، “إم كيو-28 غوست بات”.

وتصف الشركة الطائرة بأنها نموذج متقدم للتكامل بين المنصات المأهولة وغير المأهولة، معتمدةً على تقنيات الاستقلالية والذكاء الاصطناعي لإعادة تشكيل مفهوم القوة الجوية، بحسب مجلة “نيوزويك” الأمريكية.

تندرج الطائرة الجديدة ضمن فئة ما يُعرف بـ«الجناح المخلص»، وهي طائرات مسيرة نفاثة تعمل إلى جوار المقاتلات التقليدية لتمديد مدى المهام، وتعزيز القدرة على الاستطلاع وتقليل المخاطر التي يتعرض لها الطيارون.

ويتبلور مستقبل القتال الجوي، وفق خبراء عسكريين، حول تكامل قدرات المقاتلات المأهولة مع أنظمة غير مأهولة توفر مرونة عملياتية وتكلفة أقل وقابلية أعلى للبقاء في بيئات التصادم المعقدة.

على المستوى الأمريكي ينفذ هذا المفهوم ضمن برنامج الطائرات القتالية التعاونية (CCA)، الذي يهدف إلى دمج طائرات الجناح المخلص مع المقاتلات المأهولة لرفع مرونة المهام وتحسين فاعلية العمليات الجوية المستقبلية.

طائرة

طوّرت “بوينغ إم كيو-28” بالشراكة مع سلاح الجو الملكي الأسترالي، ويستمد اسمها من نوع خفاش أسترالي يُعرف بتعاونه في مجموعات أثناء الصيد، في إشارة إلى عمل الطائرة كعنصر جماعي ضمن تشكيلات قتالية.

وتعتمد الطائرة على أنظمة ذكاء اصطناعي وتحكم ذاتي متقدمين لفهم أهداف المهمات والتكيّف مع ظروف المعركة المتغيرة، بما يمكنها من العمل إلى جانب المقاتلات المأهولة وتعزيز مدى العمليات وقدرة البقاء.

تصميم الطائرة معياري بطول يبلغ نحو حوالي 11.6 متر، ويمتد مداها لأكثر من نحو 3700 كيلومتر، ما يمنحها أداء يقارب قدرات المقاتلات من حيث المدى والسرعة.

وتُستخدم لتعزيز مهام الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع والإنذار التكتيكي المبكر عبر دمج ومعالجة بيانات الحمولات والمستشعرات من منصات متعددة.

منذ أولى رحلاتها الاختبارية في فبراير/شباط 2021، اجتازت إم كيو-28 أكثر من مئة رحلة اختبار بحلول عام 2025، وأجرت في يونيو/ حزيران رحلة تشغيلية من قاعدة تابعة لسلاح الجو الأسترالي، بحسب بوينغ.

وقد أُنشئت بالفعل أنظمة للإنتاج والتدريب والصيانة، مع هدف إعلان الجاهزية التشغيلية الكاملة لدى سلاح الجو الأسترالي بحلول عام 2028.

تُعد إم كيو-28 جزءًا من مشهد عالمي متسارع التطور لطائرات «الجناح المخلص»، إلى جانب نماذج أخرى مثل إكس كيو-58إيه فالكييري من كراتوس، وسوخوي إس-70 الروسية، وبايكارطر كيزيل إلما التركية، ونِيورون من داسو الفرنسية، وفِيهونغ إف‎إتش-97 الصينية، وسي إتش-إيه إتش إل سي إيه تي إس ووريور الهندية، وإيرباص وينغمان الأوروبية، وفق تقارير متخصصة مثل إيروتايم.

كما أبدى الجيش الأمريكي اهتمامًا متزايدًا بمنصات مماثلة في سياق برنامج الطائرات القتالية التعاونية، الذي اختار حتى الآن عدة تصاميم أولية من شركات أمريكية.

تؤكد تصريحات بوينغ ومسؤولي الحلفاء أن التعاون الدولي – وعلى رأسه الشراكة بين الولايات المتحدة وأستراليا – يشكل نموذجًا لتطوير هذه القدرات المتقدمة، حيث تُشارك الدول الحليفة في التصميم والإنتاج والتشغيل للاستفادة من مزايا الاستقلالية والتصميم المعياري في صدارة العمليات الجوية المستقبلية.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى