سياسة

الإمارات وروسيا.. رؤية مشتركة نحو مكافحة الإرهاب


تتفق دولة الإمارات وروسيا على توحيد الجهود والرؤى المشتركة لكبح جماح الإرهاب، لتحقيق قيم السلام والتعايش السلمي والتسامح

وتشهد علاقات البلدين تعاونا كبيرا في مكافحة الإرهاب، حيث أكد وزير الداخلية الروسي فلاديمير كولوكولتسيف، خلال لقاء الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الإماراتي في أغسطس الماضي، أهمية محاربة الإرهاب والتطرف وضرورة تعزيز التعاون في مجال تبادل المعلومات الأمنية، قائلا: إن موسكو تسعى إلى توسيع التبادل المعلوماتي مع الإمارات في مجال محاربة الجرائم الإرهابية والمخدرات والجرائم الأخرى بشكل عام.

ومن جانبه، أكد الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، أن علاقات بلاده مع روسيا تشهد ازدهارا ملموسا في جميع المجالات.

ووقع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وفي يونيو 2018، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إعلان الشراكة الاستراتيجية بين روسيا والإمارات، جاء فيه: إن الجانبين مقتنعان بأن الانتشار غير المسبوق للإرهاب والتطرف وكذلك الهياكل والتنظيمات التي تهدد أمن الدول وسيادتها يتطلب من المجتمع العالمي كله اتخاذ تدابير حازمة وجماعية بعيدا عن ممارسة المعايير المزدوجة ومبدأ الانتقائية وبالتوافق مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

وأوضحت الوثيقة أن روسيا والإمارات تدعوان إلى تشكيل تحالف دولي واسع لمكافحة الإرهاب والتطرف يقوم على احترام سيادة الدول التي عانت مباشرة من العمليات الإرهابية.

وأكد البلدان أن الدول والمؤسسات المختصة يجب أن تلعب دورا رائدا في التصدي للإرهاب والتطرف ومنع انتشارهما إقليميا ودوليا، وذلك مع الالتزام بمبدأ المساواة السيادية لجميع الدول، كما تعهدت روسيا والإمارات بأنهما ستسهمان في ضمان أمن الفضاء الإلكتروني وسلامته ومنع استغلاله لأغراض نشر أيديولوجية التطرف.

وجاء في إعلان الشراكة الاستراتيجية أن الجانبين يعربان عن عزمهما على تعزيز وتطوير التعاون السياسي الخاص بالقضايا الثنائية والإقليمية والدولية، بما في ذلك الحوار الاستراتيجي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية ومنتدى التعاون الروسي العربي والمنصات الأخرى.

وأوضحت الوثيقة أن روسيا والإمارات ستشجعان لهذا الهدف تبادل الزيارات لرؤساء الدولتين وحكومتيهما وأعضاء البرلمانين ورؤساء الوزارات، بالإضافة إلى عقد مشاورات دورية بين وزارتي الخارجية للبلدين وترتيب الاتصالات والعلاقات بين أقاليمهما والتنسيق في إطار الأمم المتحدة.

واتفق الجانبان، حسب الوثيقة، على دعم وتقوية دور الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي في تعزيز السلم والأمن الدوليين وكذلك إكمال قدرات المنظمة الدولية على منع الأزمات والنزاعات الدولية وتسويتها.

كما أعرب البلدان، في إعلان الشراكة الاستراتيجية، عن عزمهما على تعزيز التعاون في مجال الدفاع.

وقالت الوثيقة في هذا السياق: سيعزز الجانبان التعاون في مجال الأمن والدفاع خاصة من خلال تفعيل المشاورات بين الأجهزة المعنية للدولتين.

منطقة خالية من أسلحة الدمار

واتفقت روسيا والإمارات في هذه الوثيقة كذلك على الإسهام المشترك في عملية تحويل الشرق الأوسط إلى منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل.

وجاء في إعلان الشراكة المشتركة بهذا الصدد: سيسهم الجانبان بشكل نشط في عملية نزع السلاح على المستويين الدولي والإقليمي، عن طريق تعزيز نظام حظر انتشار أسلحة الدمار الشامل والتكنولوجيا المرتبطة به. وأعلنت الدولتان في هذا السياق أنهما ستنسقان الجهود الرامية إلى تحويل الشرق الأوسط إلى منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل.

استمرار التنسيق والتشاور

وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عقب المحادثات: “إن جمهورية روسيا الاتحادية دولة كبرى، لها دورها المهم والمحوري في تحقيق الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والعالمي، وإن استمرار التنسيق والتشاور معها بشأن قضايا المنطقة، أمر ضروري لضمان تحقيق الأمن والاستقرار اللذين ننشدهما”.

وأشار إلى أن هناك العديد من المصالح المشتركة التي تربط بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية روسيا الاتحادية، ويأتي على رأسها موقف البلدين الثابت والحاسم بشأن مواجهة ظاهرة الإرهاب والتطرف باعتبارها تشكل تهديدا عالميا يستهدف الكل دون استثناء، وهذا يتطلب مزيدا من التنسيق والتعاون الدولي والإقليمي لمواجهة خطرها على الأمن والاستقرار العالميين.

وأكد أن دولة الإمارات العربية المتحدة تسهم باستمرار في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم من خلال تعاونها الإيجابي مع القوى الإقليمية والدولية الفاعلة، ومن بينها جمهورية روسيا الاتحادية التي تربطها علاقات ومصالح قوية وتاريخية بهذه المنطقة.

زيارة بوتين

وتعد زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدولة الإمارات، المقررة الثلاثاء، تتويجا لسلسلة من الزيارات بين قادة ومسؤولي الدولتين، ساهمت بشكل كبير في تعزيز العلاقات في مختلف المجالات سواء السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية.

ومن المقرر أن يبحث الرئيس الروسي خلال الزيارة مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة علاقات التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين وآليات تنميتها وتعزيزها في المجالات المختلفة.

كما تتناول المناقشات مجمل التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية والقضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى