الإسكندرية تحت الصدمة.. ظهور سفاح جديد بأسلوب “ريا وسكينة”

في حادثة صادمة تذكرنا بالجرائم الشهيرة التي هزت مصر في الماضي، مثل جريمة “ريا وسكينة”، أعلنت الأجهزة الأمنية في الإسكندرية عن ظهور “سفاح جديد” يثير الرعب في المنطقة بعد سلسلة من الجرائم البشعة التي استهدفت النساء. الحادثة أثارت تساؤلات عديدة عن أسباب تفشي مثل هذه الجرائم في المجتمع، وطريقة التعامل مع القضايا المماثلة من قبل السلطات.
-
قضية «سفاح التجمع» تشهد تأجيل الاستئناف بسبب تطورات مفاجئة
-
من الاعترافات إلى الحكم النهائي: رحلة سفاح التجمع في أروقة العدالة
تفاصيل الجريمة
على طريقة “ريا وسكينة”، الشقيقتين اللتين ارتكبتا أشهر جرائم قتل النساء في التاريخ المصري الحديث بمدينة الإسكندرية عامي 1919 و 1920، قام محام بقتل سيدتين وإخفاء جثتيهما بمنزله بالمدينة، في واقعة مأساوية تصدرت اهتمام الرأي العام.
وتواصل النيابة العامة تحقيقات موسعة في واقعة العثور على جثتين مدفونتين بشقة يستأجرها محام بالعقد الخامس من العمر، والذي سرعان ما أطلقت عليه منصات التواصل “سفاح الإسكندرية الجديد”.
وكشفت تحقيقات النيابة عن بضع مفاجآت منها أن إحدى الجثتين لزوجة المحامي بعقد عرفي، حيث قتلها الأخير على إثر خلافات بينهما، أما الجثة الثانية فتخص موكلة لديه.
وأفاد شهود عيان أن أصحاب العقار عرضوا على المتهم إحدى الشقق بالطابق العلوي، إلا أنه فضل استئجار شقة بالطابق الأرضي بحجة إصابة زوجته بآلام في القدم تمنعها من الصعود.
وأوضح الشهود أن المتهم منذ استئجاره للشقة قبل عامين بمنطقة “المعمرة البلد”، ظهرت عليه علامات الريبة والسلوك غير السوي، حيث كان يقوم بإغلاق النوافذ بالكامل ولا يفتحها إطلاقًا، فضلًا عن إقامة سهرات تفوح منها رائحة الخمور والمخدرات؛ ما أثار حفيظة الملاك وحذروه أكثر من مرة وطلبوا منه مغادرة الشقة.
وأكد شاهد عيان أنه يوم الحادث، سمع أصوات صرخات استغاثة من داخل شقة المحام، وعلى الفور نزل لاستطلاع الأمر فوجد المحامي بصحبة شخص آخر وسيدتين، ويبدو عليهم جميعًا الارتباك فطلب منه جمع متعلقاته ومغادرة الشقة.
وأكد الشاهد، أنه وجد إحدى غرف الشقة مغلقة، فطلب منه فتحها، إلا أن المتهم رفض وتحجج بضياع المفتاح، فقام بكسرها وعند الدخول كانت المفاجأة بوجود أعمال حفر بالأرضية، فقرر إبلاغ الشرطة.
وتمكنت قوات الأمن من القبض على المتهم وتم تحرير محضر بالواقعة حيث تولت النيابة العامة التحقيق.
التحقيقات والمشتبه بهم
الشرطة المصرية أطلقت حملة واسعة للبحث عن السفاح المجهول، حيث تم توزيع أوصاف المشتبه به على مختلف الأقسام الشرطية في المدينة، وبدأت فرق البحث في جمع الأدلة التي قد تقودهم إلى القبض على القاتل. السلطات أشارت إلى أن المتهم قد يكون شخصًا مختلًا نفسيًا، أو ربما يكون لديه دوافع شخصية وراء تلك الجرائم الوحشية. كما تم فتح تحقيقات حول تفاعل المجرم مع ضحاياه قبل تنفيذ جريمته، لمحاولة الكشف عن أي روابط اجتماعية أو نفسية قد تساهم في تفسير سلوكاته.
جريمة تذكرنا بريا وسكينة
حادثة “سفاح الإسكندرية” أثارت تفاعلًا واسعًا في وسائل الإعلام المحلية، حيث رأى البعض أن هذه الجرائم تشبه إلى حد كبير جرائم “ريا وسكينة” الشهيرة التي وقعت في بداية القرن العشرين. الجريمة التي نفذتها ريا وسكينة مع شريكهن، “عبده”، كانت واحدة من أبشع جرائم القتل في تاريخ مصر، حيث قامت تلك العصابة باختطاف وقتل النساء بغرض سرقة ممتلكاتهن. الجريمة كانت مثارًا للرعب في مصر لعدة سنوات، وظل اسم “ريا وسكينة” في ذاكرة الأجيال.
أثر الجريمة على المجتمع
هذه الجريمة الجديدة في الإسكندرية، وإن كانت مختلفة في تفاصيلها عن جريمة “ريا وسكينة”، إلا أنها تثير نفس الشعور بالخوف والقلق في المجتمع. يتساءل الكثيرون عن أسباب زيادة هذه الأنماط من الجرائم في العصر الحديث، وعن الأثر الذي تتركه على الأحياء التي حدثت فيها هذه الجرائم، إذ تساهم مثل هذه الحوادث في نشر الرعب بين السكان، خاصة النساء اللواتي يتعرضن لتهديدات متواصلة.
-
تفاصيل مرعبة في محاكمة «أم شهد» شريكة سفاح التجمع
-
انسحاب فريق الدفاع بعد ظهور مقاطع صادمة جديدة لـ سفاح التجمع
التعامل مع الجرائم المشابهة
تطرح الحادثة أيضًا تساؤلات حول كيفية تعامل الحكومة والمجتمع مع هذه الجرائم. رغم الجهود التي تبذلها السلطات للكشف عن المجرمين والقبض عليهم، يظل دور التوعية والتثقيف المجتمعي في غاية الأهمية. مكافحة الجرائم الوحشية تتطلب ليس فقط تنفيذ قوانين صارمة ولكن أيضًا تعزيز ثقافة الأمن المجتمعي ومواصلة نشر الوعي حول حقوق الأفراد وضرورة اتخاذ الحيطة والحذر في الأماكن العامة.
في النهاية، تظل الحوادث مثل “سفاح الإسكندرية” تذكرنا بضرورة تكاتف الجهود بين المجتمع، السلطات، والمؤسسات القضائية لمكافحة مثل هذه الجرائم البشعة. لا بد من إيجاد حلول جذرية للحد من تكرار هذه الحوادث، وتوفير الدعم الاجتماعي والنفسي للأسر والأفراد المتضررين. كما أن تقديم محاكمات عادلة وسريعة لمجرمي مثل هذه الجرائم قد يساعد في إعادة بناء الثقة في النظام القضائي والأمني، ويعزز من الأمن والسلامة في المجتمع.