سياسة

الإخوان والحجاب.. استراتيجية صراع حضاري ضد الغرب بحسب خبير فرنسي


في خضم الجدل المتصاعد في أوروبا حول الحجاب، حذّر الخبير الفرنسي جان-مارك ألبرت من توظيف جماعة الإخوان المسلمين لهذا الزي كأداة استراتيجية في معركتهم الثقافية والسياسية ضد الغرب، مشيرًا إلى أن الحجاب لم يعد مجرد رمز ديني بل بات يحمل أبعادًا سياسية وديموغرافية عميقة.

وفي تصريحات لصحيفة لوجورنال دوديمانش، اعتبر ألبرت أن الإخوان المسلمين “حوّلوا الحجاب إلى رمز في صراعهم الثوري ضد الغرب”. مشددًا على أن النقاش حوله لا يقتصر على مسألة علمانية أو مساواة بين الجنسين، بل يتصل مباشرة بالهوية والسلطة والماضي الاستعماري. وأوضح أن الحجاب يُستخدم اليوم لاختبار حدود المجتمعات الأوروبية وفرض حضور مغاير في الفضاء العام.

وتابع الخبير الفرنسي: “منذ حادثة حجاب كريل عام 1989، كان هناك تحذيرات من هذه الظاهرة، إلا أن الأصوات المنتقدة كانت تُهمّش وتُتهم بالإسلاموفوبيا”. واليوم، ومع تصاعد الظاهرة، بات الرأي العام الفرنسي أكثر وعيًا بخطورة التمدد الإسلامي. حسب تعبيره، في إشارة إلى مشروع قانون حظر الحجاب على الفتيات دون 15 عامًا والنقاشات حول الرموز الدينية في الفضاء العام.

وأكد ألبرت أن المعالجة القانونية وحدها غير كافية. داعيًا إلى رد حضاري شامل يأخذ في الاعتبار الجوانب الثقافية والديموغرافية. وأشار إلى أن “الحجاب الحديث لم يعد مجرد غطاء أبيض باهت كما في الماضي، بل بات أسود اللون، معلنًا نفسه كعلامة انتماء واضحة في الفضاء العام”.

ويرى أن تمسك بعض النساء بالحجاب لا يعود فقط لضغوط اجتماعية. بل يعكس أحيانًا شعورًا بالرفض والتمرد على الإرث الاستعماري. وتحولًا في رمزية الحجاب من “أداة قهر” إلى “علامة فخر” لدى البعض.

واختتم ألبرت بالقول إن “الحجاب ليس جزءًا من التاريخ الثقافي الفرنسي. لكنه أصبح ساحة صراع حول الهوية الوطنية. غير أن حظره، برأيه. لن يكون كافيًا لمواجهة التغيير العميق الذي يشهده المجتمع الفرنسي، داعيًا إلى حوار شجاع يعيد رسم ملامح التعايش في البلاد”.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى