إسرائيل تتحدث عن ضم أجزاء من غزة: هل هو ضغط أم مخطط للتطبيق؟
تحدثت إسرائيل عن ضم أجزاء من قطاع غزة في تصعيد جديد يتزامن مع توسيع العمليات البرية في القطاع، وسط تساؤلات بشأن إمكانية التطبيق من عدمه أم أنه مجرد ضغط على «حماس» لإطلاق سراح الرهائن.
فقد أوعز وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إلى الجيش” بالاستيلاء على مناطق إضافية في قطاع غزة إذا استمرت حماس في رفض إطلاق سراح المخطوفين”.
وقال كاتس “لقد أصدرت تعليماتي للجيش الإسرائيلي بالاستيلاء على أراضٍ إضافية في غزة، مع إخلاء السكان، وتوسيع المناطق الأمنية حول غزة من أجل حماية المجتمعات الإسرائيلية وجنود الجيش الإسرائيلي”.
وأضاف: “كلما استمرت حماس في رفضها إطلاق سراح الرهائن، كلما خسرت المزيد من الأراضي لصالح إسرائيل”.
وتابع: “نحن نتمسك بمقترح المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، بالإفراج عن جميع الرهائن، أحياء وأمواتاً، مسبقاً وعلى مرحلتين مع وقف إطلاق النار بينهما – دون تعريض المصالح الأمنية الإسرائيلية للخطر”.
وأردف: “إذا استمرت منظمة حماس في رفض إطلاق سراح الرهائن، فقد أصدرت تعليماتي لجيش الدفاع الإسرائيلي بالاستيلاء على أراضٍ إضافية، مع إخلاء السكان، وتوسيع المناطق الأمنية حول غزة لحماية المجتمعات الإسرائيلية وجنود الجيش الإسرائيلي، من خلال السيطرة الإسرائيلية الدائمة على المنطقة”.
وتابع كاتس: “نحن نكثف القتال بضربات من الجو والبحر والبر، وتوسيع المناورة البرية حتى إطلاق سراح الرهائن وهزيمة حماس، مع استخدام كل وسائل الضغط العسكرية والمدنية – بما في ذلك إخلاء سكان غزة إلى الجنوب وتنفيذ خطة الرئيس الأمريكي ترامب للانتقال الطوعي لسكان غزة”.
وفيما حاول كاتس إظهار الأمر وكأنه وسيلة للضغط على حماس فإن التحركات على الأرض تشير إلى وجود مخطط يهدف على دفع مخطط دونالد ترامب حتى بعد تراجع الرئيس الأمريكي عنه.
فالجيش الإسرائيلي عاد إلى ممر نتساريم الذي يفصل شمال قطاع غزة عن باقي القطاع كما عادت التوغلات البرية في مناطق واسعة بغزة.
رد حماس
وردا على ذلك قالت حركة “حماس”: ” إن تكرار التهديدات على لسان وزير الحرب بتهجير شعبنا من أرضه، يكشف عمق الأزمة التي تعيشها حكومة مجرم الحرب نتنياهو، وهي تهديدات لن تُضعف عزيمة شعبنا الفلسطيني، ولن تنال من تمسّكه بأرضه وحقوقه الوطنية”.
وأضافت: “شعبنا الفلسطيني سيبقى صامدًا في أرضه، متشبثًا بحقوقه، وسيُفشل كل محاولات التهجير القسري أو الطوعي، ونقولها بوضوح: لا هجرة إلا إلى القدس”,
وتابعت: “نؤكّد تمسّكنا باتفاق وقف إطلاق النار الموقّع، وندعو الوسطاء الضامنين إلى تحمّل مسؤولياتهم في لجم هذه الخروقات والانتهاكات غير المسؤولة، وإلزام مجرم الحرب نتنياهو بالتراجع عنها، وتحميله المسؤولية الكاملة عن أي تداعيات قد تنجم عنها”.
استطلاع
وتزامنت تصريحات كاتس مع نشر صحيفة “معاريف” الإسرائيلية استطلاعا للرأي العام.
وجاء في الاستطلاع: “ما هي الخطوات التي يجب أن تتخذها إسرائيل إذا لم يتم الإفراج عن الأسرى خلال أسبوعين؟ 38% يؤيدون السيطرة على مناطق في قطاع غزة وضمّها و23%يؤيدون توسيع القتال، بما في ذلك دخول بري و29% يؤيدون وقف القتال والعودة إلى طاولة المفاوضات حول الأسرى”.
وبحسب الجيش الإسرائيلي فقد أجرى رئيس هيئة الأركان العامة، الجنرال إيال زمير، ورئيس جهاز الأمن العام، رونين بار، تقييمًا أمنيًا في قيادة المنطقة الجنوبية بمشاركة أعضاء منتدى هيئة الأركان العامة.
مقتل قائد استخبارات حماس
وميدانيا، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل قائد الاستخبارات العسكرية التابعة لحماس في جنوب قطاع غزة.
وقال “هاجم الجيش والشاباك أمس وقضيا على أسامة طبش قائد الاستخبارات العسكرية التابعة لحماس في جنوب قطاع غزة وقائد مديرية الاستطلاع والأهداف التابعة لها”.
وأضاف: “كان طبش من النشطاء القدامى في حماس وشكل عنصرًا ذا خبرة خاصة ومهمة ولعب أدوار رفيعة في التنظيم ومنها قائد كتيبة في لواء خانيونس”.
وتابع: “على مدار السنوات كان متورطا في أنشطة وتوجيه اعتداءات ومن ضمنها العملية الانتحارية في العام 2005 في مفرق غوش قطيف والتي أسفرت عن سقوط مسؤول الشاباك عوديد شارون”.
وأردف: “خلال منصبه الأخير كان طبش مسؤولًا عن بلورة استراتيجية القتال الميدانية لحماس وقام بتركيز صورة الاستخبارات الميدانية لدى حماس في جنوب القطاع وأدار عمليتها في المنطقة. كما كان يتورط في عمليات بناء قوة حماس وعمل لإعمار قوتها العسكرية في أعقاب الضربات التي منيت بها خلال الحرب”.
وأضاف: “كانت مديرية الاستطلاع والأهداف التي ترأسها مسؤولة عن جمع استخبارات مصورة وخلق أهداف لتستهدفها حماس داخل إسرائيل وفي قطاع غزة. كما وفي إطار وظيفته كان مسؤولًا عن تخطيط عمليات إطلاق القذائف والتسلل خلال مجزرة السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023”.
وتابع: “خلال الحرب قاد منظومة الاستطلاعات في حماس التي جمعت المعلومات عن عمليات الجيش ووجهت النيران نحو قواتنا وشكل عنصرًا مركزيًا في بلورة رؤية حماس عن الجيش الإسرائيلي وعملياته”.