إخوان اليمن يستغلون أزمة الكهرباء في عدن لتحقيق مكاسب سياسية.. التفاصيل كاملة

استغل حزب الإصلاح، ذراع الإخوان في اليمن، أزمة الكهرباء الحادة التي تعيشها عدن. لتدعيم مركزه داخل السلطة الشرعية اليمنية وتسجيل نقاط سياسية على حساب المجلس الانتقالي الجنوبي صاحب النفوذ الأكبر في المحافظة. التي يعتبرها عاصمة دولة الجنوب المستقلة التي يعمل على تأسيسها.
-
“الجبايات” في اليمن.. الإخوان يضغطون على المدنيين
-
لماذا تعتبر الولايات المتحدة الإخوان المسلمين تهديدًا في اليمن؟
وفرض القيادي في الحزب سلطان العرادة محافظ مأرب والعضو في مجلس القيادة الرئاسي نفسه كمنقذ لعدن من أزمة الكهرباء. الناتجة عن توقّف توريد الوقود الضروري لتشغيل محطة التوليد من محافظة حضرموت، التي باتت تعيش حالة أقرب إلى تمرّد القبائل المحلية. التي بادرت إلى التحكّم بحركة نقل النفط ومشتقاته تحت عنوان الحفاظ على ثروات المحافظة وتوجيهها لخدمة أبنائها، وفقا لموقع “الأمناء” المحلي.
وقد شهدت عدن خلال الأيام الأخيرة انقطاعات مطوّلة للكهرباء وصلت إلى حوالي سبعة عشرة ساعة في اليوم. وتسببت في إرباك للحياة العامة في المدينة وفجرت موجة غضب في صفوف السكان.
-
كيف دمّر التحالف الحوثي-الإخواني الممنهج قطاع الصحة في اليمن؟
-
ميليشيات الحوثي والإخوان يفسدون القطاع الصحي في اليمن
وتحرّكت السلطة المحلية في مأرب بقيادة العرادة لتعويض النقص في الوقود ولإعادة تشغيل محطة الرئيس لتوليد الطاقة الكهربائية.
وكتب الصحافي فتحي بن لزرق عبر حسابه في منصة إكس “بخصوص مستجدات كهرباء عدن. وبعد تنصل الجميع قاد محافظ مأرب الشيخ سلطان العرادة جهودا أفضت إلى توفير كميات من النفط الخام لتشغيل محطة الرئيس وضمان استمرارها خلال الفترة القادمة.” وأضاف، بحسب ما نقل “الأمناء”: “نيابة عن أهالي عدن نقول شكرا للشيخ العرادة ومأرب الخير والجود.”
-
33 عاماً على سجل جرائم حزب الإصلاح الإخواني في اليمن
-
الإخوان في اليمن: إرهاب وتأثيرات سلبية على الاستقرار
يستفيد الحزب أيضا من ثراء محافظة مأرب التي يديرها لتركيز حكم محلي مستقر هناك
وحملت مبادرة العرادة أبعادا سياسية متعددة في مقدمها أن السلطة المحلية. التي يديرها في مأرب تعطي نموذجا عن قدرة حزبه في إدارة الشأن العام والتحكم بالموارد وبسط الاستقرار وتقديم الخدمات. قياسا بما هي عليه الحال في عدن معقل نفوذ الانتقالي الجنوبي .والمرتهنة في إدارة شؤونها لحكومة رئيس الوزراء أحمد عوض بن مبارك. التي تواجه تهما بسوء التصرف والعجز عن إدارة الشأن العام.
-
سلاح الإخوان في اليمن للسيطرة على البلاد اقتصاديًا
-
تضييق الخناق على الصحفيين في اليمن.. الإخوان والحوثي في مواجهة حرية التعبير
ولا يستفيد حزب الإصلاح فقط من الوضع المستقرّ في مأرب. لتثبيت نفوذه داخل الشرعية اليمنية. إذ أنّ التراجع الحادّ في مكانة منافسه حزب المؤتمر الشعبي العام .والخلافات المستمرة بين الانتقالي الجنوبي وحكومة بن مبارك .والصراعات بين قبائل حضرموت والسلطة المحلية هناك ساهمت في إبراز الحزب الإخواني باعتباره الكيان السياسي الأكثر تماسكا.
وغير بعيد عن هذا الإطار كثّف الحزب من تحركاته السياسية صوب القوى المحلية جاعلا من نفسه نواة للتقريب بينها وجمعها في مواجهة الحوثيين. كما كثّف من اتصالاته الخارجية كمُحاور للدول الأجنبية والمنظمات الدولية باسم الشرعية اليمنية.
وباستثناء حزب التجمّع اليمني للإصلاح الذي ساعده انتماؤه إلى تنظيم أكبر منه هو جماعة الإخوان المسلمين على التماسك .وتجسيد ذلك إلى سيطرة فعلية على الأرض بسيطرته على محافظة مأرب والتصرّف بمقدّراتها. فقد عانت باقي الأحزاب بمختلف توجهاتها السياسية والأيديولوجية من قومية ويسارية وغيرها حالة من التراجع الشديد .والانكماش في شعبيتها حتى تحوّلت إلى مجرّد تشكيلات نخبوية يكاد يتلخّص جمهورها في قادتها وبعض المقربين منهم.
هذا ويستفيد الحزب أيضا من ثراء محافظة مأرب التي يديرها لتركيز حكم محلي مستقر هناك. وفي الوقت الذي تشهد فيه المحافظة حالة من النشاط الاقتصادي وانتظاما في تقديم الخدمات للسكان تعاني محافظة عدن من شحّ الموارد. التي تتضافر مع سوء إدارتها من قبل الحكومة المعترف دوليا ما يجعل الانتقالي الجنوبي دائم التذمّر من الشراكة معها. وذلك بدافع التوجّس من تحمّل تبعات أخطائها ودفع فاتورة ذلك من رصيد شعبيته في مناطق الجنوب .التي يريد تأسيس الدولة المستقلة على أرضها.