أمريكا تقوم بأكبر عملية إعادة الأميركيين من مخيمات الجهاديين
أعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء أنها أعادت 11 أميركيا بينهم خمسة قاصرين، من مراكز احتجاز الجهاديين في شمال شرق سوريا، وساهمت في نقل مواطنين غربيين آخرين، في “أكبر عملية إعادة” لأميركيين من هذه المراكز.
ونفذت العملية “المعقّدة” وكالات أميركية بالتعاون مع السلطات الكويتية والقوات الكردية. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بيان، إنه بالإضافة إلى مواطنيه، سمحت العملية أيضا بإعادة ستة كنديين وأربعة هولنديين وفنلندي واحد، بينهم ثمانية أطفال. وأضاف “هذه أكبر عملية إعادة حتى الآن لمواطنين أميركيين من شمال شرق سوريا”.
وقالت وزارة الخارجية الكندية إن الكنديين الستة أطفال “وسيتلقون الدعم والرعاية اللازمة لبدء حياة جديدة في كندا”.
كما أعادت الولايات المتحدة لأراضيها “طفلاً يبلغ من العمر تسع سنوات وهو ليس أميركياً ولكنه أخ أو أخت أحد القاصرين الأميركيين العائدين إلى وطنهم”.
وانتقل آلاف الأجانب، من بينهم نساء وأطفال، إلى سوريا من مختلف دول العالم للعيش في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية وأطلقوا عليها اسم “دولة الخلافة” حتى 2019 عندما استعادت القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة الأراضي السورية من قبضة المتشددين.
ومنذ إعلان قوات سوريا الديموقراطية التي يقودها مقاتلون أكراد وتدعمها واشنطن، دحر تنظيم الدولة الإسلامية جغرافيا في سوريا عام 2019، تحتجز الإدارة الذاتية الكردية قرابة 56 ألف شخص بينهم ثلاثين ألف طفل في 24 منشأة احتجاز ومخيّمين هما الهول وروج في شمال شرق سوريا. ويتوزع هؤلاء بين مقاتلي التنظيم وأفراد عائلاتهم ونازحين فروا خلال سنوات النزاع.
ولا يزال هناك ما يقرب من 30 ألف شخص، معظمهم أطفال، من أكثر من 60 دولة في مخيمي الهول وروج للنازحين في سوريا.
ويعيش المحتجزون وأكثر من نصفهم من الأطفال، في دوامة من العنف والفقر والحرمان، معزولين عن الحياة في الخارج. وتتلقى قلة من الأطفال تعليماً ويبدو مستقبلهم في المجهول.
وعلى رغم نداءات متكررة من السلطات المحلية، تتردد دول قدم منها مقاتلو التنظيم في استرداد أفراد عائلاتهم، وتلقي بحكم الأمر الواقع مسؤولية رعايتهم على الإدارة الكردية.
ورأى بلينكن ان “الحل الوحيد الدائم هو أن تقوم الدول بإعادة مواطنيها وأن تعيد تأهيلهم ودمجهم وضمان المساءلة عن الأخطاء عند الاقتضاء”. وتضغط واشنطن منذ فترة طويلة على الحكومات الأوروبية لاستعادة مواطنيها.
ورغم تجاهل الدول الغربية لمشكلة هؤلاء الأشخاص، إلا أن المتابعين يعتبرونها ضرورية للحد من خطر التنظيم المتطرف، وتقول الباحثة ديفورا مارغولين، في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى. أنه على الرغم من هزيمة الخلافة المادية للتنظيم، إلا أنه لا يزال قائماً كتنظيم إرهابي. فأتباعه لا يزالون يبايعونه، ولا يزال التنظيم متماسكاً، على الرغم من تنفيذ عمليتين ناجحتين للقضاء على كبار قادته. ومع استنزاف أعداد أتباعه، يرى التنظيم أن تحرير مرافق الاحتجاز والسجون في شمال شرق سوريا هو الأساس لاستمراريته ونجاحه.
ولكن وضع “قوات سوريا الديمقراطية” كجهة غير تابعة للدولة أدى إلى عرقلة الجهود العالمية الرامية إلى معالجة وضع المعتقلين المنتمين إلى تنظيم الدولة الاسلامية بشكل دائم.
ويُعد “مخيم الهول” أكبر هذه المخيمات، حيث كان يضم في ذروته في عام 2019 أكثر من 70 ألف شخص. وتجدر الإشارة إلى أن 23 في المائة من جميع السكان هم دون سن الخامسة من عمرهم، في حين أن 42 في المائة من السكان هم من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين خمس وثمانية عشر عاماً. وهناك أيضاً مخيمات أصغر مثل “مخيم روج”، الذي يبعد حوالي ستين ميلاً عن “مخيم الهول”، وتبلغ مساحته خُمس هذا الأخير.
وسبق أن أعلنت “الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا” التي يقودها الأكراد أنه نظراً للاستجابة البطيئة للمجتمع الدولي، فهي تعتزم البدء بمحاكمة المعتقلين المنتمين إلى تنظيم “داعش”.