أزمات وانقسامات في صفوف إخوان موريتانيا تظهر للعلن
يعرف تنظيم الإخوان في موريتانيا، أزمات وانقسامات خصوصا بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة والتي عرفت فوز محمد ولد الغزواني. هذه الانقسامات قد ظهرت في بداية الإعلان عن إجراء انتخابات رئاسية، وحينها رشح رئيس الوزراء الموريتاني محمد ولد بوبكر نفسه لينافس بذلك محمد ولد الغزواني.
وكان أعضاء التنظيم قد اختلفوا على المرشح الذي سيؤيده الحزب، إذ اختار محمد جميل منصور القيادي والمؤسس للتنظيم هناك أن يدعم محمد ولد الغزواني، في حين قام أعضاء آخرون بتأييد رئيس الوزراء محمد ولد بوبكر.
وفي الوقت الذي هنأ محمد جميل منصور الغزواني إلى جانب عدد كبير من قيادات التنظيم، ظهرت الانقسامات للعلن، بينما أخذت القيادة الحالية للحزب اتجاها معاكسا وذلك عندما قامت بالتوقيع مع عدد من أحزاب المعارضة بيانا يرفض هذه النتائج.
ومن جهته، فقد وجه في الفترة الأخيرة محمد جميل منصور، الرئيس السابق المؤسس لحزب إخوان موريتانيا (تواصل)، انتقادات ضمنية إلى قيادات الإخوان، وذلك جراءموقفهم من دعم المرشح الرئاسي رئيس الوزراء محمد ولد بوبكر.
وقد انتقدت سلسلة تدوينات ولد منصور وهو أكبر منظري التنظيم في موريتانيا، خطه السياسي حيث شكلت ضربة قوية لوحدة التنظيم الداخلية في مقتل، ووجهت له أيضا أكبر صفعة لحزبه منذ أن تم إنشاءه عام 2007.
أزمة مستمرة
عكست نتائج الانتخابات الرئاسية أزمة الإخوان في موريتانيا، والمتمثلة في التراجع الذريع للتنظيم وخروجه بشكل كلي من نواكشوط التي كان يسيطر على اثنتين من بلدياتها التسعة. في حين حل المرشح الذي يدعمه التنظيم في المرتبة الثالثة حيث تراجع إلى الخلف، عكس ما كان متوقعا. وخلال الأشهر الأخيرة، تزايدت الانشقاقات التي دبت في التنظيم وذلك عقب إعلان حزبهم تواصل دعم المرشح المهزوم في الانتخابات الرئاسية المنصرمة محمد ولد بوبكر.
وقد أدت هي الخطوة إلى تمرد العديد من القيادات المؤسسة للتنظيم والأطر الشبابية والكتل الانتخابية عن الحزب والتحقت بالرئيس المنتخب محمد ولد الشيخ الغزواني وذلك غداة ترشحه للرئاسيات.
وقد تمثلت آخر انقسامات التنظيم في مغادرة عضو مجلس شورى الحزب ورئيس لجنة الرقابة المهندس أحمد سالم دكلة، وقبله كتلة راشدون السياسية التي يقودها سيناتور التنظيم السابق الشيخ عمر الفتح، إذ قد كشفت تصريحات أخيرة له عن حقيقة الإخوان وما يمتهنونه من ممارسة التدين المغشوش واحتكار الدين.
وفي رسالة موجهة إلى الرأي العام، ذكر الفتح بأنه ورفاقه ملتزمون بالمنهج الإسلامي الوسطي المعتدل، كما أنهم منحازون لاستقرار موريتانيا ومؤسساتها السيادية والرئيس المنتخب (وهو المرشح حينها) محمد ولد الشيخ الغزواني.
انقسام القيادات وتمرد الكتل الشعبية عن سيطرة التنظيم، لا يعتبر فقط المأزق الوحيد الذي يتردى فيه التنظيم الإرهابي على الساحة الموريتانية، لكن هذه الانقسامات جاءتمتزامنة مع استمرار حملة الهدم والإغلاق ضد الجمعيات المحسوبة عليه، والتي بدأت بدورها تسقط تباعا وبوتيرة متزايدة في قبضة الأمن.
وما بين هذه الانشقاقات وإغلاق الجمعيات، فالتنظيم يتلقى الضربات التي تهدد كيانه، حسب ما يراه الكثير من المراقبين للوضع الموريتاني.