سياسة

أردوغان يلجأ للمخدرات وقمع الأكراد لمداواة أمراض اقتصاده


أثار الرئيس التركي رجب طيب أروغان المزيد من السخرية من قبل بعض معارضيه، بلجوئه إلى مخدر القنب لمداواة مرض حكومته الاقتصادي.

ودعا عبد الرحمن كآنن، رئيس جمعية الصناعيين ورجال الأعمال المستقلين (موصياد)، وهو من المقربين من أردوغان، إلى تسجيل القنب التركي كماركة عالمية، وقال في مؤتمر عقد في إسطنبول مؤخرًا أن القنب التركي عالي الجودة وخصوصًا الذي ينتج للصناعة ويجب أن نركز على زراعة القنب من البذور المحلية المسجلة كبذور قومية، وعندما نقوم بنشر وتعميم هذا النوع من البذور للزراعة فإنها ستتحول إلى قيمة إضافية تحسن من الاقتصاد التركي.

وقال كآنن إنه يجب أن نقوم بتعميم هذه البذور التي تم تحسينها في مختبراتنا وسنقوم بمضاعفة البذور في منطقة التجارب في وزير كبرو (محافظة سامسون) لكي ننقلها الى جميع المحافظات، كما أن جمعية موصياد ستدعم جميع الصناعات التي تبني على تصنيع القنب من ألياف وأدوية وغير هذا من منتجات القنب مما سيتيح فرصة عمل لمئات الآلاف من الفلاحيين والعمال والخبراء ومصانع النسيج التي تبدأ بتطوير صناعة الألياف.

وأعلنت الحكومة التركية السماح بزراعة القنب في 19 ولاية من ولايات تركيا، لكنها استثنت مقاطعة ليجا في ولاية ديار بكر، التي تعد من أفضل الأماكن لزراعة ونمو القنب وتنتج ثلث قنب البلاد غير الشرعي.

ويرى المعارضون أن الهدف من المنع، هو حرمان المناطق الكردية التي تعتبر من أشد المعارضين لأردوغان من التنمية، وجعل سكانها يغادرونها إلى المدن الكبرى لطمس هويتها.

وتتم زراعة القنب في تركيا بطرق غير شرعية وبعيدة عن الأعين، خصوصًا في المناطق التي تشهد توترا كبيرا جنوب شرق البلاد. وحسب المعطيات الرسمية فانه كان يزرع في عام 1989 أكثر من 42 ألف هكتار، انخفض إلى 5 آلاف و360 هكتارًا عام 1999 وإلى 66 هكتار عام 2009، لكنه ارتفع العام
الماضي إلى 200 هكتار يزرع بها القنب بطريقة غير شرعية وبدون ترخيص.

وصدر عام 2018 قانون سمح لـ 29 شخصًا بزراعة 113 هكتارًا من القنب، 54 هكتارًا لإنتاج البذور و59 هكتارًا للإنتاج الألياف التي تستخدم في الصناعة، بعد حصاد المحصول تم إنتاج نحو 9 أطنان من الألياف وطن واحد من الحبوب.

الأبحاث تشير إلى أن تكاليف هكتار من القنب بنحو 800 ليرة تركية (نحو 150 دولارًا أمريكيا)، وبما أنه يمكن جني 100 كيلوجرام من آلياف القنب في الهكتار ويتم بيع الكيلو بـ 15 ليرة تركية فان الهكتار الواحد يدر 1500 ليرة (282 دولار) وبهذا يكون متوسط مربح المزارع أكثر من 700 ليرة، وهذه نسبة مرتفعة جدا في القطاع الزراعي مقارنة بالمحاصيل الاخرى.

أما إذا أراد المزارع إنتاج بذور القنب، فإن كل هكتار يجني نحو 60 كيلوجرامًا من البذور، وبما أن سعر بيع الكيلو يتراوح بين 25 و30 ليرة فان الدخل للمزارع من كل هكتار سيبلغ نحو 1500 ليرة، منها 800 ليرة كلفة الإنتاج.
يقول سكان ليجا أنها تتمتع بأفضل الأجواء في تركيا لزراعة القنب، وتركها خارج المناطق المسموح لها بزراعة القنب، مما أصاب سكان البلدة الـ 26 ألفًا بخيبة أمل كبيرة.

ويذكر أن غالبية الجرائم التي ترتكب في بلدة ليجا تتعلق بزراعة القنب وإنتاج الحشيش، فحسب المعلومات الرسمية لقوات الأمن فأنها قبضت على 156 طن من الحشيش ما بين عامي 2017 و2018، كما تم العثور واتلاف 11 مليون نبتة.

المسؤولون والمزارعون في ليجا قدموا العديد من العرائض اعتراضا على القانون الذي يستثني البلدة خاصة، ودياربكر عامة من زراعة القنب، ولكن الجواب الذي يأتيهم دائمًا هو المعضلات الأمنية التي تعيشها المنطقة.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى