سياسة

أردوغان يسعى إلى زيادة الدعم لحكومة فايز السراج في طرابلس الليبية


جاء مؤخرا تعهد على لسان الرئيس رجب طيب أردوغان، بزيادة الدعم لحكومة فايز السراج في طرابلس الليبية، غير أن هذا التعهد يوجد له مقابل حيث كشف عن أطماع أنقرة في الموارد الطبيعية الليبية شرقي البحر الأبيض المتوسط، وسعيها لتوسيع عمليات التنقيب عن النفط والغاز في حقول جديدة، بالرغم من الاعتراضات الدولية المستمرة.

لقد تعهد أردوغان في لقاء في العاصمة التركية بزيادة الدعم للسراج غير أنه تحدث أيضا عن مقابل لهذا الدعم قائلا: نهدف إلى تحسين تعاوننا للاستفادة من الموارد الطبيعية شرقي البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك عمليات الاستكشاف والتنقيب والحفر.

وأعلن أيضا أردوغان بأن الجانبان قد اتفقا على توسيع مجالات التعاون في الأراضي الليبية والتي اقتحمها أصلا الرئيس التركي من خلال المرتزقة الذين نقلهم إلى ليبيا من سوريا ليشاركوا في معارك ضد الجيش الوطني الليبي إلى جانب مستشارين عسكريين أتراك.

إن تلك التصريحات كانت كفيلة بتوضيح طبيعة العلاقات بين تركيا والسراج، وكذا الهدف من ورائها، فإن أنقرة تسعى لموطئ قدم آخر في البحر المتوسط، إذ يدور خلاف بينها وبين دول الجوار على حقوق التنقيب عن الغاز، في تلك المنطقة، وبعد أن جرى توقيع الاتفاق البحري العام الماضي مع السراج، أثار أردوغان حفيظة العديد من الدول المتوسطية، التي تعتقد بأن تصرف أنقرة استفزازي، وهو بمثابة انتهاك لقانون البحار الدولي.

خريطة الأطماع التركية في ليبيا

وبما أن أكبر دليل على أهداف أردوغان من الدعم غير المحدود للسراج، جاء ضمن خريطة نشرتها الخارجية التركية تبرز الحقول الجديدة في منطقة شرق المتوسط  والتي تخطط أنقرة للتنقيب فيها عن النفط والغاز، كما ترسم الخريطة حدودا موسعة لأهداف تركيا شرقي البحر الأبيض المتوسط، والتي ادعت أنقرة بأنها تقدمت سابقا بطلب حول ذلك إلى الأمم المتحدة.

ورغم أن التحركات التركية في ليبيا وأطماعها بثروات المتوسط قد أثارت اعتراضات أوروبية ودولية مستمرة، فإن اليونان جددت انتقادها باستدعاء السفير التركي في أثينا، وقد أظهر هذا الأخير تمسكا بموقفه فيما يتعلق بالملف الليبي، بما في ذلك دعم ميليشيات طرابلس المنضوية تحت راية حكومة السراج، وأنشطة التنقيب شرقي البحر المتوسط.

أطماع الدولة العثمانية الثانية

يعتقد من جانبه الباحث السياسي الليبي محمد العمامي بأن أردوغان يسعى لتأسيس دولة عثمانية ثانية، حيث شدد على أن الشعب الليبي سيقاوم ولن يقبل بذلك، وقال العمامي لسكاي نيوز عربية بأن ما يقوم به الرئيس التركي الآن تطاول على حقوق الآخرين. نعلم أن الحكومة الليبية وقّعت مع إيطاليا عقودا في نفس المنطقة التي وقعت عليها مع أردوغان، فهل نتصور أن إيطاليا ومن وراءها سيسمحون بذلك؟.

وأضاف: أردوغان يقوم بدور محدد إن تمادى فيه سيُلجم في أي وقت.. هو يريد أن يؤسس الدولة العثمانية الثانية، ونحن نعلم ما حدث منها خلال سنوات تسلطها، كما أكد: لا أعتقد أن كل ما اتفق عليه ووقع عليه سيكون ساريا، ليس من حكومة الوفاق بالتأكيد، لكن من دول المتوسط التي لها نفس الحقوق“.

وقال المتحدث ذاته بأن القوة مهما كانت كبيرة فإنها لا تنهي أي أمر في الواقع، وإلا أنهت أميركا كثيرا من مغامراتها (على سبيل المثال)…الشعب هو من يقرر، مضيفا: لا أحد في طرابلس يقبل بوجود قتلة ومرتزقة. ستقوم مقاومة حقيقية في معظم المناطق الليبية للتواجد التركي لأنه أتى بقوة السلاح لا بالتوافق. لا يمكن أن يكون هناك رخاء وأمن تحت أفواه البندقية.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى