أردوغان يستولي على أموال ليبيا عن طريق الودائع.. كيف ذلك؟
أعلن مصرف ليبيا المركزي عبر صفحته الرسمية في فيسبوك، أن محافظ المصرف الصديق الكبير، التقى بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الاثنين، حيث تناول الطرفان المواضيع ذات الاهتمام المشترك، دون ذكر مزيد من التفاصيل، ما أثار جملة من التساؤلات عن دوافعه، ومدى قانونيته، والرسائل التي يحملها، وتداعياته على الملف الليبي.
والتقى الصديق الكبير بأردوغان عقب سلسلة من الاجتماعات التي عقدها مع مسؤولين ماليين أتراك بارزين، مثل وزير المالية والخزانة التركي براءت ألبيرق، ومحافظ البنك المركزي التركي مراد أويصال، الجمعة.
ورغم التعتيم الذي صاحب هذه اللقاءات، إلا أن خبراء ومراقبين أكدوا أن تقديم الصديق الكبير لأموال على شكل ودائع لتركيا، جاء لضمان استمرار دعم أردوغان لحكومة فايز السراج غير الشرعية، حيث أفاد رئيس لجنة إدارة أزمة السيولة في مصرف ليبيا المركزي، رمزي الآغا، بأن إجمالي الودائع التي قدمها محافظ المصرف الليبي المركزي لتركيا بلغت 8 مليارات دولار.
ونقلت سكاي نيوز عربية عن رمزي الأغا قوله إن الاجتماع الذي عقده الصديق الكبير مع محافظ البنك المركزي التركي ووزير المالية التركي، هو لوضع الصيغة التنفيذية للاتفاقية الموقعة من جانب فايز السراج، والتي تدور حول تعويض الشركات التركية المتعاقدة مع الدولة الليبية إبان حكم الرئيس الراحل معمر القذافي، والتي قد تصل قيمتها لحوالي ثلاثة مليارات دولار، معتبرا أن الصورة التي جمعت بين أردوغان والكبير، تبعث برسالة إيجابية للشركات التركية بأن الرئيس التركي قد نجح في كسب تعويضات لها، كما أنها تكشف بشكل صارخ هيمنة تركيا على موارد ليبيا وثرواتها.
وفي نفس السياق، أكد الباحث السياسي الليبي عبد الحكيم فنوش أن اجتماع أردوغان والصديق الكبير، باطل، ويعكس انتفاء السيادة الليبية، والسعي المستمر من جانب حكومة السراج لـشرعنة التدخل التركي في الشأن الليبي، بعيدا عن أي مرجعية قانونية أو دستورية ليبية.
وحول مدى قانونية اللقاء أو أي قرارات يتخذها محافظ مصرف ليبيا المركزي، أوضح الآغا أن الصديق الكبير مقال من جانب مجلس النواب الليبي، ووجوده في هذا المنصب هو بفضل دعم الميليشيات له، علما أنه لا يعمل تحت مظلة مجلس إدارة مصرف ليبيا حسب القانون، مضيفا: اللقاء مخالف للقوانين الناظمة للعمل الدبلوماسي، فالقانون يمنع هذه اللقاءات إلا من خلال وزارة الخارجية، مشيرا إلى أنه يعد جريمة يعاقب عليها قانون العقوبات الليبي في مواده 168 و169 و170.
من جانبه وصف فنوش اللقاء أيضا بأنه غير قانوني، وذلك لكون الصديق الكبير مقالا من جانب مجلس النواب الليبي، إلا أن دعمه من جانب أطراف خارجية تدفعه للقيام بمثل هذه التصرفات.
وبحسب خبراء فإن الودائع التي حصل عليها أردوغان ستستخدم لسد العجز المتفاقم في البلاد، إذ أظهرت بيانات من معهد الإحصاءات التركي، الثلاثاء، ارتفاع عجز التجارة الخارجية لتركيا 102.7 في المئة على أساس سنوي في مايو إلى 3.42 مليار دولار، كما سجلت الليرة التركية في منتصف يونيو الجاري، أدنى مستوى لها منذ نحو شهر، بهبوطها أكثر من 1 في المئة إلى 6.8610 مقابل الدولار.
كذلك ستمثل الودائع مرحلة جني أردوغان لثمار التدخل العسكري التركي في ليبيا، حيث أكد الآغا أن حكومة السراج وقعت عقودا خاصة بالطاقة والإسكان ومشاريع أخرى مع الجانب التركي منذ عدة أشهر، تصل قيمتها إلى خمسة مليارات أيضا.