أردوغان يتهم المعارضة بالقذارة والأخيرة تتهمه بالتآمر على البلاد
حروب كلامية لا تنتهي يخوضها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضد المعارضة، في استعراض يجتره محاولا تحقيق مكاسب سياسية وترميم شعبيته.
استهداف يشمل كالعادة “الشعب الجمهوري” أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، متهما إياه بالتآمر على البلاد.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها أردوغان خلال مشاركته في الاجتماع الاستشاري الإقليمي الموسع لحزب العدالة والتنمية الحاكم، وفق ما ذكرته صحيفة “جمهورييت” المعارضة، وتابعته “العين الإخبارية”.
وزعم أردوغان أن الشعب الجمهوري “كان يحاول تخريب المشروعات التي تنفذها الحكومة، ففي الوقت الذي تكافح فيه الدولة من أجل أن تخرج من وباء كورونا بأقل الخسائر، كان ذلك الحزب مشغولًا باختلاق الأكاذيب والافتراءات”.
وأضاف قائلا: “يريدون أن يروا مقدار القذارة الموجودة في عقلهم الباطن، لدينا أيضًا، فهم يركضون خلف حساباتهم الشريرة، كان همهم الوحيد اختلاق الأكاذيب والافتراءات”.
وتابع أردوغان: “في آخر سنة ونصف، هل كان هذا فقط ما فعله (كمال قليجدار أوغلو) رئيس حزب الشعب الجمهوري وشركاؤه؟ لقد حاولوا تخريب المشروعات التي نفذناها. ودعموا إرهابيي حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا. ودافعوا عن حجج القبارصة اليونانيين في شرق البحر الأبيض المتوسط”.
وفي سياق هجومه على زعيم المعارضة تابع: “أنا أقول للشعب إنك (قليجدار أوغلو) مريض، أي هناك مشكلة لديك. ولكن سيواصل تحالف الجمهور (مكون من حزبي العدالة والتنمية، والحركة القومية) طريقه بكل قوته. نحن نعمل ليلًا نهارًا لتقريب بلدنا ومدننا من تحقيق أهدافها”.
وأردف: “يلوث ويسمم حزب الشعب الجمهوري السياسة، ولن نستسلم لأي استفزاز ولن نقبل أي هجوم، ولن نتوقف عن خدمة الوطن”.
وزاد الرئيس قائلا “لم يتمكنوا (في إشارة للمعارضة) من اتخاذ أي موقف محلي ووطني تجاه أي قضية. في كل مرة فتحوا أفواههم بدأوا في تهديد التجار والبيروقراطيين والقضاة ورجال الأعمال. إنهم يزيدون جرعة تهديداتهم كل يوم حتى لا تتطور تركيا ولا يأتي المستثمرون الدوليون إلى بلدنا”.
وزعم قائلا: “طريقنا هو طريق القانون والعدالة، ورفاهية تركيا وخلاصها. كما فعلنا طوال الـ19 عامًا الماضية، سنتصرف بضبط النفس والحس السليم والصبر، ونتحدث بلغة الأخوة اليوم وغدًا”.
كما زعم أيضًا أنه “نجح في تحويل تركيا إلى ماركة عالمية في الصناعات الدفاعية، على الرغم من الأكاذيب والافتراءات التي تعمل على إعاقة كل خطوة تخطوها الحكومة”.
واعتبر أنه “سواء أرادوا ذلك أم لا، تركيا ستتخذ الخطوات اللازمة لتأمين استقلالها ومستقبلها وستصل إلى أهدافها بالتأكيد، سيد كمال قوتك لا تكفي لمنع ذلك.. وقوة من حولك لا تكفي لمنع ذلك”.
واستطرد أردوغان زاعمًا أن “جودة حياة كل فرد في تركيا، هل لدينا أي صعوبات؟ لا تزال لدينا القوة لحل المشاكل في هذه الدولة. لقد كنتم شاهدين على ذلك أثناء فترة الوباء”، في وقت يختنق فيه الأتراك جراء الأزمة الاقتصادية وتداعيات فيروس كورونا.
قناة إسطنبول
أردوغان أكد أيضا أنه “لا يمكن التنازل عن مشروع قناة إسطنبول الذي وضع حجر أساسه، السبت الماضي، رغم المعارضة الشديدة له، ورغم مخاطره البيئية”.
وقال عن ذلك: “لا يمكننا ترك هذا المشروع الذي سيجلب لبلادنا عصرًا جديدًا من أجل إنصاف المعارضة. هدفنا من هذا المشروع هو القضاء على الخطر البيئي، والتخلص من كل الحوادث التي تعرضت لها إسطنبول حتى الآن”.
وادعى أن “نهج المعارضة في هذه القضية قبيح جدًا، إذا قلنا لهم حسنًا، فلا يمكننا أن نفعل أي شيء”.
والسبت، دشّن أردوغان المشروع بتكلفة 15 مليار دولار، وسط انتقادات من المعارضة لما وصفته بـ”المشروع المجنون”، الذي سيلحق أضرارا واسعة بالبيئة.
وتقول الحكومة التركية إنه من الخطر بشكل متزايد على الناقلات أن تشق طريقها بين البحر الأسود، وبحر مرمرة عبر مضيق البوسفور المزدحم الذي يقسم النصفين الأوروبي والآسيوي لإسطنبول.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن معظم الأتراك يعارضون المشروع، وكذلك رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو وحزب الشعب الجمهوري المعارض الذي ينتمي إليه، ويقول منتقدون إنه سيدمر النظام البيئي البحري، ويعرض بعض إمدادات المياه العذبة في المدينة للخطر.
وقال مصرفيون بارزون لرويترز في أبريل/نيسان الماضي إن عددا من أكبر البنوك التركية كان مترددا في تمويل القناة بسبب مخاوف بيئية ومخاطر تتعلق بالاستثمار.
وعبرت روسيا عن قلقها من أن القناة ربما لا تكون خاضعة لاتفاقية مونترو لعام 1936 التي تقيد مرور السفن الحربية لغير دول البحر الأسود عبر مضيق البوسفور.