أردوغان.. هكذا أجبر تركيا على معاداة العالم
نجحت سياسات أردوغان في تحويل تركيا من بلد يدعم الديمقراطية ويسير على خطى التحضر إلى واحدة من أكثر الأنظمة استبدادًا في العالم. ولم يتفاجأ العالم برغبة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن تصبح بلاده عضوًا في منظمة شنجهاي للتعاون. فبالرغم من أن تركيا كانت ذات يوم حليفًا قويًا لحلف شمال الأطلسي “الناتو” خلال الحرب الباردة.
تحوّل تركي
في تقريره يقول موقع “أحوال” التركي : إن تركيا التي تم قبولها كمرشح لعضوية الاتحاد الأوروبي في قمة هلسنكي عام 1999، في عهد رئيس وزرائها السابق، بولنت أجاويد. واستمرت في موجة الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي بدأها أجاويد. وبدأت محادثات الانضمام في عام 2005، كحزب معتدل، متجه نحو الغرب، وليبرالي جديد. وبالتالي قوبل بالاستحسان. وفي عام 2007. صرحت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أن حزب العدالة والتنمية كان “حكومة مكرسة لجذب تركيا غربًا نحو أوروبا”.
وبعد ذلك بعام، أعلن وزير الخارجية السويدي كارل بيلت أن “حكومة حزب العدالة والتنمية مكونة من إصلاحيين أوروبيين عميقين”، وفي عام 2016، اعتبر الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما المحبط من الوهم أن أردوغان فاشل وسلطوي.
وتابع أنه علاوة على ذلك، اتبع حزب العدالة والتنمية سياسة استبدادية من أجل نشر التطرف في التعليم والعلوم والسياسة والاقتصاد والقوات المسلحة والمجتمع المدني، وباختصار، كانت الديمقراطية في تركيا موجودة إلى حد كبير بشكل مجرد، ولم يعد حكم القانون. وهو أحد الركائز الأساسية للحضارة الغربية، على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي. أرسل 84 من المشرعين الأميركيين السابقين والمسؤولين الحكوميين وخبراء الأمن القومي رسالة من الحزبين إلى الرئيس أوباما، يحثونه فيها على توضيح أن تصرفات رئيس الوزراء أردوغان الاستبدادية والديماغوجية كانت تخرب المؤسسات السياسية التركية، وتهدد العلاقة الأميركية التركية.
أردوغان الطاغية
بداية تغير السياسة التركية كانت في عام 2002، وبعدها بدأت آليات الضوابط والتوازن في تركيا في التآكل، ومنذ عام 2008. تحول أردوغان إلى عقلية غير ليبرالية وبعيدًا عن وجهات نظر الاتحاد الأوروبي. حيث تميزت الفترة من 2008 إلى 2013 بسلسلة من المحاكمات الصورية التي استهدفت المعارضين العسكريين والعلمانيين، وبحلول نهاية هذه الفترة. جاء الدور لأنصار حزب العدالة والتنمية الليبراليين. كما أوضح عزيز بابوشكو، رئيس فرع حزب العدالة والتنمية في إسطنبول. لم يعد هناك مكان لليبراليين الذين ساندوهم طوال العقد الأول من حكمهم.
حيث قال: “إن تركيا التي سنبنيها، والمستقبل الذي سنحققه، لن يكون مستقبلًا سيكونون قادرين على قبوله”. وتابعت الصحيفة، أن الحملة الصارمة التي شنتها حكومة حزب العدالة والتنمية على احتجاجات جيزي بارك. والتي بدأت كاحتجاج بيئي في إسطنبول في مايو 2013 ولكنها امتدت إلى 80 من أصل 81 مقاطعة في تركيا، كانت دليلاً على ذلك. وقالت بعدها ماريتي شاكيه، العضوة الليبرالية الهولندية في البرلمان الأوروبي: “لقد تحول حلمنا بتركيا أوروبية إلى كابوس وحان وقت دعوة للاستيقاظ”. استنتج وزير البرلمان البريطاني أندرو داف وهو ليبرالي أوروبي آخر، أن حزب العدالة والتنمية قد استبدل الكمالية بالإسلاموية.