سياسة

أردوغان تاجر أزمات


بعدما بدأ الإعلام النيوزيلندي والأسترالي مهاجمة وفضح أردوغان نتيجة تصريحاته المتهورة والمشينة، ومتاجرته بدماء المسلمين، فقد أعلنوها صريحة بأنه يتاجر بدماء الضحايا والشهداء من أجل حملته الانتخابية، وليس له الحق الحديث أو التدخل في الشؤون الداخلية في البلدين، عاد بعض الإعلام الأمريكي والألماني محذرا رعاياه من السفر إلى تركيا وأنها لم تعد آمنة، لا سيما أن أردوغان يقول إنه سيُعيد الأستراليين بتوابيت.

يبدو أن أردوغان المصاب بهستيريا العظمة تحول إلى زعيم حكواتي، وشخص انتخابي ليس إلا، فهو مهرج وكاذب بدرجة امتياز، وهو رئيس استغلالي وانتهازي وفي الوقت نفسه ازدواجي تجاه حقوق المسلمين في نيوزيلندا وضد حقوق السُنّة في إيران والأكراد في تركيا وسوريا والعراق، وهو مع حركة حماس وضد حركة فتح، إنه بكل بساطة يرى نفسه خليفة للمسلمين، لكنه يقتل المسلمين في مصر وليبيا وسوريا والصومال و.. إلخ.

‏من يعرف أردوغان جيداً لا يتعجب من تناقضاته، هو تاجر أزمات ويجيد فن الجعجعة، يقول ما لا يفعل، وهو إنسان لا يؤمن بالمبادئ والقيم، ويضح مصلحته الخاصة على رأس أولوياته، ولهذا أصبحت تناقضاته شيئا طبيعيا، فهو يقول الشيء ويفعل نقيضه.

‏لقد تملق وتمسكن أردوغان كثيرا للأوروبيين بهدف الانضمام للاتحاد الأوروبي، لكنهم طردوه في الوقت الذي تقترب فيه الانتخابات، فما كان منه إلا الاستمرار في مساره المتناقض وافتعال معارك وهمية، وتزوير التاريخ، لهذا نجده ما زال متمسكا وغارقا بقشة الشعبوية الإخوانية، لعلها تمنعه من الغرق في وحل الخزي والعار، فهو يجيد الضحك على المغفلين ويستغل دائما أي شيء ليحرك به عاطفة المساكين خصوصا الأحداث الخارجية، وهو بذلك يعتمد على الأسلوب الإيراني نفسه في استغلال الأزمات ليصدقوه السذج وإخونجية العرب وبعض الخبثاء والعملاء.

‏سياسة التحريض والتآليب والخطابات العنصرية والكراهية وزرع الفتن التي يمارسها الرئيس أردوغان وحكومته سنجني ثمارها بؤسا وندامة وإرهاباً في العالم الإسلامي وكرهاً واتهامات متزايدة للإسلام، وهذا ما يريده أردوغان ذو الوجهين على ما يبدو، من أجل تحقيق أهدافه البغيضة، فهو يتغذى ويستثمر في دماء ومصائب المسلمين. وأكد ذلك الرئيس التشيكي ميلوش زيمان، بقوله إن أنقرة تهاجم الأكراد لأنهم يقاتلون داعش وإن تركيا حليف حقيقي لداعش.

وبذلك، أصبح أردوغان مثار للسخرية نتيجة تناقضاته، وأصبح يتشابه مع تنظيم داعش الإرهابي الذي ينسب أي عملية إرهابية له، ولكن الفارق الوحيد هو أن أردوغان يتاجر بأي عملية تستهدف المسلمين ويحاول استغلالها لصالحه، إيماناً منه أنها ستجعله بطلاً قومياً، ومن هنا أؤكد على أنه وداعش لن يدوما كحال أولئك الذين كانوا من قبلهم والذين تاجروا بالقضايا نفسها.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى