الجولاني يمنح تركيا أولوية في إعادة إعمار سوريا
من المتوقع أن تجني تركيا ثمار دعمها للفصائل السورية بقيادة هيئة تحرير الشام التي أطاحت بنظام الرئيس السوري بشار الأسد من خلال الظفر بعقود إعادة الاعمار وإعادة تشكيل وتسليح الجيش السوري الجديد وهو ما أكده علانية رأس القيادة الجديدة أحمد الشرع المعروف باسم أبومحمد الجولاني في مقابلة مع صحيفة ‘يني شفق’ التركية الحكومية.
-
“خطط الجولاني”: إلغاء التجنيد الإجباري وسحب البساط من أكراد سوريا
-
الجولاني يحدد توجه سوريا: إدانة إيران ومهادنة إسرائيل وفرصة لروسيا
ولعبت تركيا دورا حاسما في الهجوم المباغت الذي شنته هيئة تحرير الشام وفصائل متحالفة معها على العاصمة دمشق حتى اطاحة النظام وتعمل حاليا على حشد المجتمع الدولي للاعتراف بالسلطة الجديدة وقد طلبت علانية منحها فرصة للحكم.
وكانت أول من بادر بإرسال وفد رفيع المستوى بعيد اسقاط بشار الأسد قاده رئيس المخابرات المستشار السابق للرئاسة التركية إبراهيم كالين وأول من بادر أيضا بتعيين بعثة دبلوماسية في سوريا.
وقال الجولاني، إن تركيا التي عرضت اللجوء لملايين السوريين خلال الحرب الأهلية، سيكون لها الأولوية على الدول الأخرى في إعادة إعمار سوريا.
-
من الجهاد إلى السياسة.. مسيرة أبو محمد الجولاني
-
الجولاني يعلن ملاحقة “مجرمي الحرب” والمتورطين في تعذيب السوريين
وتحدث في مقابلة مع ياسين أقطاي من صحيفة ‘يني شفق’ عن انهيار نظام بشار الأسد وعملية إعادة إعمار سوريا وعن علاقة الحكومة السورية الجديدة بتركيا ورسالته للشعب التركي.
وقال إن أنقرة احتضنت واحترمت السوريين الفارين من الحرب أكثر من أي دولة أخرى، مضيفا “آمل أن لا تنسى سوريا هذا اللطف”، مضيفا أن تركيا سيكون لها الأولوية في إعادة بناء الدولة السورية الجديدة بما في ذلك العلاقات التجارية المتبادلة.
وتابع “إننا نثق في قدرة تركيا على تقاسم تجربتها التنموية الاقتصادية مع سوريا وسنحافظ على الروابط الاجتماعية… هذا النصر ليس للشعب السوري فقط، بل للشعب التركي أيضا، لأنه انتصار للمظلوم على الظالم”.
-
الجولاني يدعو السوداني للنأي بالعراق عن الحرب السورية
-
إسقاط الجولاني: مطلب شعبي يتصاعد ويهدد بقاء سلطة تحرير الشام
ومنذ اندلاع الحرب الأهلية السورية في عام 2011، أصبحت تركيا الدولة المضيفة لأكبر عدد من اللاجئين السوريين، حيث بلغ عددهم نحو 3.6 ملايين لاجئ. كما قدمت دعما سخيا للفصائل المسلحة ولعبت المخابرات التركية دورا كبيرا في بناء قدراتها العسكرية وحتى في هيكلتها وتنظيمها.
وفي ما يتعلق بخطة الحكومة الجديدة لعودة اللاجئين خاصة المتواجدين في تركيا، قال الجولاني إنه يجب تهيئة البيئة المناسبة لعودة النازحين إلى مناطقهم لحل هذه الوضعية، مضيفا “علينا أن نبني مساكن عالية الجودة ونقدم الخدمات، ثم نركز على تنمية الاقتصاد. وأعتقد أن الناس، نصفهم على الأقل، سيعودون إلى سوريا بأعداد كبيرة”.
وقال إن القيادة الجديدة تركز على إعادة بناء سوريا، وإن الأولوية العاجلة ستكون استعادة الاستقرار وتوفير الخدمات الأساسية، مثل الأمن والكهرباء والغذاء والوقود للشعب.
وفي المقابلة الصحفية، تحدث الجولاني كذلك عن أهوال سجن صيدنايا، حيث نفذ النظام عمليات إعدام جماعية وتعذيب وفظائع أخرى. وأكد على ضرورة توثيق هذه الجرائم لمنع تكرارها وتقديم المسؤولين عنها، وخاصة الجلادين، إلى العدالة. كما اقترح تحويل سجن صيدنايا إلى متحف، قائلا إنه يجب الحفاظ عليه باعتباره “نصبا تذكاريا لجرائم النظام ضد الشعب السوري”.
وتطرق زعيم هيئة تحرير الشام أيضا إلى السقوط السريع لنظام الأسد، عازيا انتصار الهيئة والفصائل المتحالفة معها إلى التخطيط الاستراتيجي وتصميم الشعب، موضحا أنه لم تكن هناك أي اتفاقات خارجية مع دول مثل روسيا أو إيران.
-
مصير استثمارات إيران في سوريا: سيناريوهات ما بعد سقوط الأسد
-
الإمارات غير مطمئنة لقيادة سوريا الجديدة بسبب ارتباطها بالإخوان
وأكد على الأساس الأخلاقي للثورة قائلا “لقد قاتلنا من أجل رفع الظلم وليس من أجل الانتقام”، مشيرا إلى أن الرحمة هي مفتاح انتصارهم.
ولتركيا صلات قوية مع الجماعات السورية المسلحة التي انحسر نفوذها في شمال سوريا لسنوات بعد أن نجح الأسد بدعم إيراني روسي في قلب موازين القوى لصالحه قبل أن تنقلب الأمور رأس على عقب في الأشهر القليلة الماضية.
ولم تكن أنقرة وهيئة تحرير الشام على وفاق تام خاصة بعد أن أبدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انفتاحه على مصالحة مع النظام السوري وسعى إلى مصالحة قالت حكومة الأسد حينها إنها لن تتحقق قبل انسحاب القوات التركية وحل ملف الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا.
-
سقوط الأسد ينعش شعبية أردوغان ويعزز موقفه الإقليمي
-
مصير قادة نظام الأسد: أين اختفى أبرز المسؤولين بعد سنوات من الحرب
وخلال تلك الفترة شهدت المناطق التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام أكبر الفصائل الإسلامية المسلحة، مظاهرات حاشدة تنديدا بمحاولات التقارب التركي السوري. ووصف قادة منها مساعي المصالحة التركية مع الأسد بأنها “طعنة في الظهر”.
لكن بعد تعنت النظام السوري ووضعه شروطا لم يكن من الممكن لتركيا تنفيذها، عمل الأتراك على معادلة جديدة للضغط على الأسد من خلال تحريك الفصائل التي سيطرت على حلب ومنها زحفت الى حماة وصولا إلى دمشق من دون أن يكون مخططا أن تُسقط النظام، إلا أنها تفاجأت بانسحابات مريبة للجيش السوري، ما سهل سيطرتها على العاصمة ودفع بشار الأسد للفرار إلى موسكو بترتيبات أعدت على ما يبدو بشكل مسبق.
وذكرت تقارير غربية أن الروس والإيرانيين أبلغوا الأسد بأن جيشه لا يريد القتال، بينما تحدثت أخرى عن فساد كبير في الجيش كأحد أسباب الانهيارات السريعة لقواته.
-
سقوط الأسد.. بين أمل بسوريا جديدة وخطر التطرف القادم
-
بالدعوة إلى مفاوضات مع النظام.. المعارضة السورية تسعى لفكّ عزلتها
-
فصائل المعارضة السورية تحقق تقدمًا باتجاه حمص
-
زيادة رواتب الجيش السوري: خطوة من الأسد لتعزيز المعنويات