غرائب الفوبيا لدى الزعماء.. جبابرة تخشاهم الشعوب لكنهم هُزموا بمخاوف غريبة
خاضوا حروبا التهمت العالم ونحتوا التاريخ بمقولات لا تعرف الخوف، لكن أشياء صغيرة -وأحيانا غريبة- هزمتهم.
الرهاب، أو الفوبيا، ذلك العدو الخفي الرابض في أعماق أشهر زعماء العالم عبر التاريخ، هو وحده من استطاع «كسرهم» ليدون جانبا خفيا من شخصيات «جبابرة» صنعوا ملامح العالم.
فالزعيم البريطاني وينستون تشرشل، كان يخاف من الأماكن المفتوحة والواسعة، وهو نوع من الرهاب يعرف بـ«الأغورافوبيا».
ولذلك حين وجد نفسه ذات يوم أمام الجمهور ليلقي أول خطاب له كنائب في البرلمان، وقف مرعوبا لدقائق عاجزا عن النطق بحرف، مرتجفا، لدرجة أن أنفاسه المتقطعة كانت تصل الجالسين عبر المصدح (الميكروفون) في شكل متضخم أثار تعجبا.
وحين أدرك أنه لن يتمكن من النطق بحرف، عاد إلى مقعده، والواقع أن ما زاد في تعقيد الأمور بالنسبة له هو أنه عانى من تأتأة في صغره، وكانت السبب في تعرضه للسخرية من أقرانه، وهو ما أورثه عبر السنين هذا الرهاب.
-
اليمين البريطاني المتطرف يستهدف الأطفال بأساليب لغسيل الأدمغة من عمر 9 سنوات
-
أقوى رجال الرايخ الثالث هتلر
لكن الرجل الشهير بمقولة «لن نستسلم أبدا»، لم يستسلم بالفعل، وعمل جاهدا من أجل تجاوز رهابه، وبالفعل أصبح أشهر خطيب في القرن العشرين وأفضل نحات كلمات في الزمن الحديث.
هتلر.. الوجه الآخر
الزعيم النازي أدولف هتلر كان أيضا يعاني من رهاب الأماكن الضيقة، حيث تشير بعض كتب التاريخ إلى أن القائد العسكري كان يصاب بحالة هستيرية في حال تواجد صدفة في مكان ضيق.
كانت تنتابه حالة مفاجئة خارجة عن سيطرته، حيث يبدأ جبينه بالتصبب بالعرق، قبل أن تتسارع دقات قلبه لدرجة ترجف معها أطرافه وقد تصاب بحالة من البرودة الغريبة شبيهة بمن غرق في حوض جليد.
-
أردوغان يشبّه نتنياهو وحكومته بهتلر وموسوليني وستالين
-
تشرشل واليسار: جدل حول إرثه السياسي وتجاوزاته الحدودية
وانعكس ذلك الرهاب على تصميم مساحاته الشخصية سواء منزله أو حتى مخابئه، حيث كانت جميعها بمساحات ممتدة.
ولم تلك الفوبيا الوحيدة التي عانى منها هتلر، فالرجل الذي حاول تطويع العالم بأسره، كان مجرد طبيب أسنان يرعبه.
وكشفت وثائق شكلت ما يشبه التقرير الطبي حول صحة فم الزعيم النازي المتدهورة، أنه كان يعاني من رهاب الألم.
ولهذا السبب، كان يمكن أن يستغرق مجرد خلع سنه أكثر من 8 أيام، وقد يدفعه الخوف لإلغاء التدخل الطبي، أي أنه يمكن أن يفضل شعور الألم الشديد على خوف التعرض للشعور نفسه.
«كوابيس»
أما الفوبيا المبكية المضحكة، فعانى منها جورج واشنطن، الرئيس الأمريكي الراحل الذي كان أكثر ما يثير رعبه أن يدفن حيا.
ولذلك كانت كل وصيته وهو على فراش الموت أن لا يدفن إلا بعد يومين من وفاته، وأن يتم التأكد من أنه فارق الحياة فعلا.
وعلى نفس الوتيرة تقريبا، كان الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين مصابا بحالة خوف شديد من الخيانة والاغتيال، وهو الرهاب المعروف بـ«البارانويا».
وتلك الفوبيا كانت تجعله في حالة مستمرة من القلق والحذر حتى مع المقربين منه، فنظرية الشك والمؤامرة كانت جاهزة في عقله الباطني لتقفز مع أي إشارة أو حركة أو حتى كلمة في مجرى حديث عادي.
وكلفه ذلك الرهاب، وفق تقارير، الكثير من راحته وصحته النفسية، لدرجة أنه كان لا يستطيع النوم بشكل مسترسل، حيث يستيقظ دوريا للتأكد من أن لا أحد اخترق غرفة نومه أو دس له السم في الماء الموضوع قرب سريره.