تركيا وقطر: سباق لتعزيز النفوذ في سوريا ما بعد الأسد
تحركت تركيا وقطر سريعا لتأمين موطئ قدم في سوريا بعد أيام قليلة فقط من سقوط بشار الأسد وأرسلتا وفدا مشتركا لعقد لقاءات مع القيادة الجديدة. كما عينت أنقرة رئيسا جديدا لبعثتها في السفارة بدمشق المغلقة منذ وقت طويل، بينما كانت قد تعهدت بإعادة فتح أبوابها بعد سقوط النظام السوري.
-
مصير الإخوان بعد طردهم من تركيا وقطر
-
علاقات مع اسرائيل بالخفاء و دعم فلسطين في العلن غطاء تركيا وقطر
ويأتي هذا الحراك السريع لترتيب الوضع في سوريا بالتنسيق مع أحمد الشرع والحكومة المؤقتة التي يقودها محمد البشير، بينما ينظر للتحرك التركي القطري على أنه محاولة للاستفراد بالساحة السورية في مواجهة أي جهود دولية وعربية لمساعدة السوريين على بناء مستقبلهم.
ولا يخلو الحراك من ـأجندة معلومة خاصة وأنه كان للبلدين دور واضح في دعم الفصائل المسلحة التي أسقطت النظام السوري.
وقالت وكالة الأناضول الحكومية، إنه تم تعيين برهان كوروغلو قائما جديدا بالأعمال في السفارة التركية، من دون أن تحدد موعد بدء عمله.
-
عبد القادر الونيسي يكشف أعمال الغنوشي المشبوهة في تركيا وقطر
-
تركيا وقطر تتنافسان على السيطرة على ميناء هوبيو بالصومال
وأصبحت تركيا التي لعبت دورا واضحا وحاسما في اسقاط النظام السوري، أول دولة ترسل مسؤولا كبيرا إلى دمشق، في محاولة على ما يبدو لتأمين موطئ قدم سريع في مستقبل البلاد الذي يشكل مستقبلها.
قال مصدران مطلعان إن رئيس الاستخبارات التركية إبراهيم كالين زار دمشق الخميس للمشاركة في ما قالت وزارة الإعلام السورية إنها محادثات تشمل القيادة الجديدة للمعارضة.
وقالت الوزارة إن كالين ورئيس جهاز الأمن القطري خلفان الكعبي وصلا إلى العاصمة للقاء زعيم هيئة تحرير الشام ورئيس أحمد الشرع (أبومحمد الجولاني) ورئيس الوزراء المؤقت محمد البشير.
ونفت وزارة الخارجية التركية الإشعار الإضافي للوزارة السورية بأن وزير الخارجية هاكان فيدان موجود أيضا في دمشق لإجراء محادثات، قائلة إنه بقي في تركيا.
وحضر فيدان فعاليات في أنقرة يوم الخميس بما في ذلك وصول رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، والتقىالجمعة بنظيره الأميركي أنتوني بلينكن في أنقرة، بينما لم تؤكد الدوحة على الفور وصول الكعبي.
لقد أدى سقوط نظام الأسد الذي وجه ضربة لرعاته في روسيا وإيران، إلى خلق فرص استراتيجية في المنطقة لدول مثل تركيا والولايات المتحدة وإسرائيل، فخلال الحرب الأهلية التي استمرت 13 عاما، كانت أنقرة التي تشترك في الحدود مع شمال سوريا، واحدة من الداعمين الرئيسيين للمتمردين ضد الأسد ويُعتقد أنها لعبت دورا في الهجوم الخاطف الأخير الذي أطاح بالنظام.
وتدرك تركيا أن وجود نظام صديق في دمشق من شأنه أن يخدم مصالحها خاصة ضد الأكراد في شمال سوريا بالقرب من حدودها وكذلك في تعاملاتها مع إسرائيل.
وزيارة كالين لدمشق هي الأولى لمسؤول أجنبي كبير منذ أطاح المتمردون بالرئيس السابق بشار الأسد يوم الأحد، منهين حكم عائلته الذي استمر 50 عاما في استيلاء سريع بعد 13 عاما من الحرب الأهلية. ولم تعلق وكالة الاستخبارات التركية على الفور على الزيارة.
ونشرت صحيفة يني شفق التركية وقناة تي في نت مقطع فيديو لكالين وهو في المسجد الأموي بدمشق وسط إجراءات أمنية مشددة. وشاهد مراسل رويترز سيارة واحدة على الأقل تتجه نحو المسجد وسط إجراءات أمنية مشددة وحشود كبيرة، لكن لم يتضح على الفور من كان داخل السيارة.
لقد دعمت تركيا والولايات المتحدة، الدولتان العضوان في حلف شمال الأطلسي (الناتو) المتمردين خلال الحرب الأهلية في سوريا، لكن مصالحهما تباينت في ما يتعلق بفصيل واحد على وجه الخصوص: قوات سوريا الديمقراطية المعروفة اختصارا باسم ‘قسد’.
وبقيادة وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها تركيا فرعًا لحزب العمال الكردستاني، تعد قوات سوريا الديمقراطية حليفا رئيسيا للولايات المتحدة في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). ومع استمرار وجود داعش في شرق سوريا، حذر بلينكن مؤخرا من أن الصراع قد يشجع الجماعة الإرهابية.
وتأتي زيارة بلينكن إلى تركيا بعد أن استولى المتمردون المدعومون من تركيا على مدينة منبج الشمالية من قوات سوريا الديمقراطية التي انسحبت أيضا من تل رفعت وأجزاء من حلب منذ بدء هجوم المتمردين.
كما هاجمت القوات التركية أيضا مواقع وحدات حماية الشعب في الأيام الأخيرة، مما أدى إلى تدمير 12 شاحنة صواريخ في شمال شرق سوريا.
وأبدت أنقرة استعدادها لدعم سوريا مستقرة وآمنة تحت حكومة تمثيلية. ومع ذلك، من المتوقع أن يؤكد فيدان على الحساسيات التركية في ما يتعلق بشمال سوريا.
-
تركيا وقطر…الوجه الحقيقي للسياسات المزدوجة
-
بعد سنوات من القطيعة ..الإمارات وقطر تعيدان فتح سفارتيهما
وأعلنت روسيا حليفة الأسد القوية طوال الصراع، الخميس أنها بدأت اتصالات مباشرة مع الجناح السياسي لهيئة تحرير الشام. وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إن موسكو تهدف إلى الحفاظ على وجودها العسكري في غرب سوريا لمواصلة “محاربة الإرهاب الدولي”.