سياسة

قطر تعود للوساطة في غزة وسط ضغوط لإنهاء الحرب


أعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني السبت عودة بلاده للوساطة في مفاوضات وقف إطلاق النار بقطاع غزة، مشيرا لوجود زخم للتوصل لتوافقات وذلك في كلمته في افتتاح منتدى الدوحة في نسخته الـ22، بعد نحو شهر من تعليق قطر لوساطتها بسبب عدم “الجدية” من الأطراف، فيما تحدث قيادي في حركة حماس عن استئناف متوقع للمفاوضات خلال الاسبوع المقبل.
وقال رئيس الوزراء القطري “عدنا إلى دورنا في المفاوضات بشأن غزة بعد أن رأينا زخما جديدا بمحادثات وقف إطلاق النار بعد انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب” مؤكدا أن “المأساة الإنسانية في غزة تستمر وتمتد تداعياتها إلى لبنان وسوريا ويجب بذل كل جهد ممكن لوضع حد لها”.

وشدد على أن “الخلافات حول الاتفاق بين حماس وإسرائيل ليست جوهرية” موضحا أن ” الإدارة الأميركية تتفهم موقفنا بشأن التعامل مع حماس بأنه ليس من المتوقع أن نفرض حلولا عليها”.

وفي سياق متصل أعلنت حركة حماس في بيان أن رئيس المجلس القيادي للحركة محمد درويش التقى في الدوحة اليوم السبت وزير المخابرات التركي إبراهيم كالين، وتم بحث الحرب في قطاع غزة والجهود المتعلقة بوقف إطلاق النار.

وأضافت حماس أن درويش “استعرض ما يقوم به الاحتلال من حرب إبادة مفتوحة ضد الشعب الفلسطيني والتجويع المستمر للمواطنين ومنع إمدادات المياه والطعام وتدمير ونسف المباني والمنشآت السكنية والبنى التحتية وانهاء مظاهر الحياة وخصوصا في شمال قطاع غزة الذي حوله الاحتلال إلى منطقة أشباح”.

وتطرق اللقاء إلى الأوضاع في الضفة الغربية والقدس واتفاق حركتي حماس وفتح في القاهرة على تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي لإدارة قطاع غزة.

وقال البيان إن وزير المخابرات التركي “أكد على موقف بلاده تجاه القضية الفلسطينية، مشيرا إلى الجهود التي تبذلها الجمهورية لتحقيق وقف إطلاق النار والتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني”.

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل لهدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهرا.
وتأتي تصريحات الوزير القطري وسط جهود من قبل الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن لعقد اتفاق في غزة على غرار الاتفاق الذي عقد بين حزب الله اللبناني وإسرائيل لإنهاء الحرب وإطلاق سراح الرهائن.
كما عمل الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب على خطة تشمل تفاصيل هدنة في غزة قبل توليه السلطة في 20 يناير /كانون الثاني المقبل، حيث قال مسعد بولس مستشاره لشؤون الشرق الأوسط أنه تم تحديد الخطوط الرئيسة لاتفاق وقف إطلاق النار في القطاع وتم وضع خارطة طريق للتنفيذ خلال شهر أو اثنين، في حين زار مبعوثه الخاص للشرق الاوسط ستيف ويتكوف قطر واسرائيل في نوفمبر/تشرين الثاني وناقش تفاصيل الخطة مع مسؤولين قطريين وإسرائيليين. 

ويعتقد أن الدوحة ستعمل على تقديم خدماتها للإدارة الاميركية الجديدة وتصعد من الضغوط على حركة حماس الفلسطينية رغم أن الاوراق باتت قليلة مع الحديث قبل فترة عن مغادرة مسؤولي التفاوض في الحركة وعائلاتهم الدوحة.
وقال ترامب يوم الاثنين الماضي إن الثمن سيكون باهظا في الشرق الأوسط إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة قبل تنصيبه في 20 يناير/كانون الثاني.
والاسبوع الجاري تقدمت مصر بمقترح جديد لوقف إطلاق النار لمدة 45 إلى 60 يوما في قطاع غزة، يشمل تبادل أسرى بين إسرائيل و”حماس“، ونقل المسؤولية عن معبر رفح من جانب القطاع إلى السلطة الفلسطينية وفق اعلام عبري.
لكن مصدر أميركي تحدث أنه من المرجح أن يعود مفاوضون من الحركة الفلسطينية إلى العاصمة القطرية الدوحة لتسهيل عقد جولة جديدة من المحادثات “قريبا”.

ويتوقع أن تستضيف القاهرة الأسبوع المقبل جولة جديدة من المفاوضات سعيا للتوصل الى هدنة بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، حسبما أفاد مصدر مقرّب من الحركة.
وقال المصدر الذي طلب عدم كشف هويته “بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع… لبحث أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى”.
وأضاف أنّ “الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافا أخرى يبذلون جهودا مثمّنة من أجل وقف الحرب”.
كما قال عضو المكتب السياسي في حركة حماس باسم نعيم لفرانس برس إنّ “الوسطاء استأنفوا الاتصالات والمفاوضات مع الحركة، وإسرائيل لبدء جولة مفاوضات جديدة حول التوصل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة”.
وأضاف أنّ الحركة “أبلغت الوسطاء هذا الأسبوع أنّها مستعدة لإظهار مرونة بشأن التوصل لاتفاق لوقف الحرب وتنفيذ ذلك، بما يشمل جدولا زمنيا محددا بمواعيد ومتفق عليه لانسحاب القوات الإسرائيلية الكلي من المحاور الرئيسية” في غزة.

وتطرق نعيم الى محوري فيلادلفيا، وهو الشريط الحدودي مع مصر، ونتساريم الذي يعزل من خلاله الجيش الإسرائيلي مدينة غزة وشمال القطاع عن بقية أجزاء القطاع المحاصر والمدمّر.
ويستمر “منتدى الدوحة 2024 يومين تحت شعار “حتمية الابتكار” بفندق شيراتون الدوحة، بمشاركة عدد من قادة الدول ورؤساء الحكومات والمنظمات الإقليمية والدولية”.
وتشهد نسخة هذا العام التي تبحث التحديات الراهنة والتحولات العالمية في السياسة والاقتصاد والأمن والتكنولوجيا مشاركة أكثر من 4500 مشارك من أكثر من 150 دولة، وأكثر من 300 متحدث، بينهم 7 رؤساء دول، و7 رؤساء حكومات، و15 وزير خارجية،، بحسب معلومات رسمية.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى