لودريان: فرنسا تلعب دورًا محوريًا في حسم الملف الرئاسي اللبناني
أكد المبعوث الفرنسي الخاص إلى لبنان جان إيف لودريان الجمعة في ختام زيارة لبيروت، الحاجة الملحة لانتخاب رئيس للجمهورية خلال الجلسة التي دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري لعقدها في 9 كانون الثاني/يناير، فيما رجح سياسيون أن ينتهي الشغور الرئاسي في هذا التاريخ.
وجاءت زيارة لودريان بعد دخول وقف لإطلاق النار بين لبنان وإسرائيل حيز التنفيذ، منهيا الحرب المفتوحة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله.
وقال لوكالة فرانس برس الجمعة قبل رحيله “جئت إلى لبنان فور إعلان وقف إطلاق النار لإبداء دعم فرنسا لتطبيقه بالكامل ولتأكيد الضرورة الملحة لانتخاب رئيس للجمهورية واستئناف العملية المؤسساتية”. وأعرب عن “ارتياحه” لإعلان بري الخميس عقد جلسة لانتخاب رئيس في 9 كانون الثاني/يناير المقبل.
ومنذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في نهاية تشرين الأول/أكتوبر 2022، فشل البرلمان 12 مرة في انتخاب رئيس، إذ لا يحظى أي فريق فيه بأكثرية واضحة تخوله إيصال مرشحه، على وقع انقسام سياسي يزداد حدة بين حزب الله وحلفائه من جهة، وخصومهم من جهة ثانية.
لكن الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم الذي خلف حسن نصر الله الذي قُتل في غارة إسرائيلية نهاية أيلول/سبتمبر، تعهّد في خطاب ألقاه في 20 تشرين الثاني/نوفمبر تقديم مساهمة “فعّالة لانتخاب رئيس الجمهورية من خلال المجلس النيابي عبر مجلس النواب تحت سقف اتفاق الطائف، بالتعاون مع القوى السياسية بالطريقة الدستوريّة”.
و”اتفاق الطائف” وقعته قوى لبنانية في مدينة الطائف السعودية عام 1989 لإنهاء الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت 15 سنة. وبموجبه، أُعيد توزيع السلطات بين الطوائف اللبنانية لتعزيز المشاركة السياسية، حيث نُقلت بعض صلاحيات رئاسة الجمهورية إلى مجلس الوزراء والبرلمان، وأضحت مراكز السلطة توزع مناصفة بين المسيحيين والمسلمين، بدلا من النظام السابق الذي كان يميل لصالح المسيحيين.
والأربعاء، أعرب رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في كلمة عن أمله بأن تكون الهدنة “صفحة جديدة في لبنان… تؤدي إلى انتخاب رئيس جمهورية”، فيما دعا بري في كلمة إلى “الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية” بعد عامين من شغور المنصب.
والتقى لودريان الخميس بري وعددا من القادة السياسيين اللبنانيين. واستقبل كتلا نيابية، لا سيما تلك التي تمثل المعارضة المسيحية، وحضر جانبا من الجلسة التشريعية التي كانت ملتأمة، بعد ذلك التقى رئيس الحكومة.
وأشار النائب سيمون ابي رميا، في حديث لصحيفة لـ”اللواء” المحلية، بعد لقائه الموفد الرئاسي الفرنسي لودريان مع وفد من “اللقاء التشاوري النيابي المستقل”، إلى أن “الموفد الفرنسي لم يطرح أي مقترحات جديدة بل جاء مستطلعاً مواقف الكتل النيابية مما جرى على صعيد وقف اطلاق النار وعلى صعيد الدفع لانتخاب رئيس للجمهورية. وبعدما أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري موعداً جدياً لجلسة انتخابية، اعتقد أن زيارته لن تكون الاخيرة للبنان، لا سيما وأن كل الكتل بدأت تتحرك بعد اعلان بري وزيارة لودريان، واعتقد انه سيكون لنا رئيس في 9 يناير/كانون الثاني”.
وأوضح اننا “لم نطرح اسماء مرشحين للرئاسة برغم أن لدينا كوسطيين على علاقة جيدة مع كل الأطراف مرشحاً تنطبق عليه المواصفات المطلوبة هو النائب ابراهيم كنعان لكن تركنا أمر التسمية للنقاشات والتوافق”.
كما التقى لودريان سفراء الدول الخماسية الولايات المتحدة والسعودية ومصر وقطر، والسفير الفرنسي في قصر الصنوبر، لمناقشة تحريك الاستحقاق الرئاسي، في موازاة عودة الاستقرار إلى البلاد.
وكان بري وميقاتي تلقيا مكالمتين هاتفيتين الخميس من الرئيس ماكرون، ناقش معهما التحضير للانتخابات الرئاسية، ووقف النار، وذلك مع بداية تحرك موفده، كي يضفي مزيدا من الاهتمام المباشر على انتخاب الرئيس والضغط على القيادات اللبنانية لتجاوز خلافاتها والانقسامات.
وفرنسا عضو في لجنة مراقبة وقف النار في الجنوب، إلى جانب الأميركيين، هذا يعني أن الدور الفرنسي في لبنان أصبح مزدوجا سياسيا وعسكريا.