سياسة

حماس تبحث عن وجهة جديدة: تركيا تخرج من الحسابات


حسم مصدر دبلوماسي تركي الاثنين الجدل المتزايد بشأن نقل المكتب السياسي لحركة حماس من قطر إلى تركيا، قائلا أن هذه المعلومات لا صحة لها، مضيفا أن قيادات من الحركة يزورون البلاد من وقت لآخر.

وقالت الدوحة الأسبوع الماضي إنها أبلغت حماس وإسرائيل بأنها ستجمد جهودها للوساطة الرامية للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن لحين إظهارهما الجدية والإرادة الحقيقية لاستئناف المحادثات. وقالت أيضا إن تقارير إعلامية عن أن الدوحة أبلغت حماس بمغادرة البلاد غير دقيقة.

إلا أن حماس أكدت قابليتها للتجاوب، وصرح عضو المكتب السياسي فيها باسم نعيم، أن حماس مستعدة للموافقة على وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، لكنها لم تتلق عرضاً جاداً من إسرائيل منذ عدة أشهر.

وتنتقد تركيا بشدة إسرائيل بسبب الحملة العسكرية في قطاع غزة وفي لبنان ولا تعتبر حماس منظمة إرهابية. وتزور قيادات سياسية من حماس تركيا بشكل متكرر.
وقال المصدر الدبلوماسي أن ” الادعاءات التي تشير إلى أن المكتب السياسي لحماس انتقل إلى تركيا لا تعكس الحقيقة”.
وليس من الواضح ما إذا كان بقاء كبار أعضاء حركة حماس في تركيا يأتي عقب إنهاء قطر لدورها كوسيطة في صفقة المختطفين والرسالة التي تم نقلها إلى قيادة حماس، والتي تم الكشف عنها مؤخرا، ومفادها أن قادة حماس لم يعودوا موضع ترحيب في الدوحة.

وتقيم قيادات حماس في قطر منذ خروجها من سوريا في عام 2011 بناءً على تفاهمات عُقدت بين قطر من جهة، وكل من الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة ثانية تتعلق بحدود هذه الاستضافة.

ووفقا لمعهد “ستراتيجيكس” الأميركي، فقد أصبح أمام الحركة ثلاث مسارات محتملة “البقاء في قطر، أو المغادرة الجزئية، أو المغادرة الكلية”.

ومن أبرز هذه الوجهات، الجزائر التي تربطها علاقات جيدة مع حماس منذ 2016، وفيها مكتب تمثيل رسمي يتولى مسؤوليته القيادي في حماس محمد عثمان، بالإضافة إلى إقامة القيادي سامي أبو زهري، في الجزائر العاصمة.

وعلاوة على ذلك، لدى حماس علاقات وثيقة مع حركة مجتمع السلم الجزائرية، وهي أحد فروع جماعة الإخوان المسلمين.

وفي اليمن أيضا، للحركة علاقات تعود إلى عهد رئيسه السابق علي عبدالله صالح، الذي قاد وساطة عام 2008 للمصالحة الفلسطينية. وبعد سقوط نظام صالح، حافظت الحركة على علاقات وثيقة مع جماعة الحوثي، والتي تستضيف مكتبا للحركة في صنعاء.

وطالبت إسرائيل في الآونة الأخيرة بضغط أميركي على قطر، لإبعاد قادة الحركة ما لم تقم الأخيرة بإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة.

وكانت الولايات المتحدة ومصر وقطر توسطت على مدى أشهر في رعاية مفاوضات وصولات وجولات من أجل التوصل لصفقة توقف الحرب في القطاع الفلسطيني وتؤدي إلى إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، الذين ما زالوا محتجزين داخل غزة منذ السابع من أكتوبر العام الماضي.

إلا أن المحادثات لم تفضِ لنتيجة، لاسيما أن الجانب الإسرائيلي رفض قبل أسابيع الانسحاب العسكري من القطاع، ما عرقل التوصل إلى اتفاق، حتى بعد قبول حماس نسخة من اقتراح لوقف إطلاق النار كان كشف عنه الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن في مايو/أيار الماضي.

ولا تستبعد حماس تغير السياسة الأميركية في عهد الرئيس الأميركي المنتخب العائد إلى البيت الأبيض دونالد ترمب، وتقول إن لديها “خططاً بديلة”، لأي سيناريو محتمل.

تابعونا على

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button