عزاءات الفنانين بين التغطية الإعلامية والاستعراض الاجتماعي
“انهيار الفنان ميلاد يوسف في جنازة والده”، هكذا عنونت بعض المواقع الخبر، وأرفقته بفيديو يظهر ميلاد وهو يجهش البكاء؛ ما تسبب باستياء المتابعين، واعتبره البعض استهتارًا بحرمة الموت ومشاعر أهل الراحل.
وفي اليوم نفسه وأثناء مجلس عزاء والد الفنان يوسف، تعرض الفنان أحمد رافع لانتقادات شديدة بسبب لباسه الغريب غير المناسب للحزن، واتهمه البعض بالبحث عن تريند؛ ما دفع رافع للرد بالقول: “اتركوني بحالي.. ذوقكم غير ذوقي”.
-
“قسمة ونصيب”.. برنامج جديد يجمع المتسابقين في “جزيرة الحب”
-
رامي رضوان ينفي وفاة والدة زوجته الفنانة المصرية دلال عبدالعزيز
وخلال السنوات الماضية، تسببت مجالس عزاء الفنانين وجنازاتهم، بجدل كبير نتيجة تجاوزات مصوري بعض وسائل الإعلام، الذين أجروا بثًّا مباشرًا للدفن، أو أخذوا لقطات اعتُبرت تعديًا على خصوصية المعزين وأهل الفقيد.
تحول مجالس العزاء والجنازات، إلى سباق للحصول على “الترند” على حساب حرمة الموت وطقوس الجنازة، دفع وزارة الأوقاف المصرية في مايو الماضي، إلى إصدار قرار يحظر تصوير الجنازات. كما بدأ الفنانون بالإعلان مسبقًا، عن رفضهم حضور المصورين في مجالس عزاء أهاليهم.
وقبل ذلك، اضطر نقيب المهن التمثيلية أشرف زكي، إلى الإعلان عن منع الصحفيين والمصورين، من حضور مجلس عزاء الفنان صلاح السعدني، بعد المشكلة التي حصلت نتيجة تدافعهم لتصوير لحظة الدفن.
وظهر أسلوب البث المباشر للجنازة، للمرة الأولى أثناء تشييع الفنان سمير غانم، ونتيجة التجاوزات المتكررة في الجنازات، أطلق عدد من الصحفيين “هاشتاغًا” بعنوان “صحفي ضد تصوير الجنازات”.
البحث عن “ترند” خبطة، دفع الفنانة فيفي عبده، لحضور جنازات الفنانين وهي ترتدي النقاب، لكن الصحفيين كانوا بانتظارها في كل مرة، ليلتقطوا لها الصور، عندما تقوم برفع النقاب لتعزية أهل الفقيد.
وفي عام 2016، كاد نعش الفنان الراحل ممدوح عبد العليم، يسقط على الأرض بسبب تزاحم المصورين أمام المسجد بعد الانتهاء من صلاة الجنازة. وفي تشييع دلال عبد العزيز، قام زوج ابنتها، بتحطيم هاتف أحد المصورين وهو يحاول تصوير الجثمان عند إخراجه من النعش.
ولم تنج ميرفت أمين، من هوس المصورين بالترند، فتعرضت للتنمر بعد تصويرها في عزاء المخرج علي عبد الخالق، بسبب ظهور علامات الشيخوخة على وجهها. وهو ما دفع الهام شاهين للمطالبة بمنع تصوير الفنانين في مجالس العزاء والجنازات.
وفي رد أحد مصوري تلفزيون Ltv على تصوير مجالس التعزية، قال “إن بعض الفنانين يطلبون منا تصويرهم وهم يبكون بتأثر مبالغ فيه، ليتصدروا الأخبار على السوشال ميديا”.
وظهرت خلال مجلس عزاء الفنان مصطفى فهمي منذ أيام، مشكلة جديدة تتعلق باحتشاد الجمهور في المكان، من أجل التقاط الصور مع المعزين المشاهير الذين حضروا لتقديم الواجب، مثل ليلى علوي ويسرا وشهيرة وميرفت أمين ولبلبة.
وبسبب كثرة الصحفيين غير المهنيين، بفعل السوشال ميديا، اضطر منظمو عزاء الفنان مصطفى فهمي للاستعانة بالشرطة من أجل إخراج المدّعين منهم، على اعتبار أنهم يتصدرون قائمة المهووسين بالترند.
ودفع هوس التقاط السيلفي، بالفنانة درة، للانفعال في وجه أحد الحضور عندما حاول التقاط صورة معها بشكل خفي، أثناء جنازة الفنانة دلال عبد العزيز، وحصل الأمر نفسه مع دينا الشربيني في جنازة هيثم أحمد زكي.
واللافت، أن الممارسات السلبية التي تحدث في جنازات ومجالس عزاء الفنانين اليوم، لم تحصل في جنازات فنانين مشهورين، مثل عبد الحليم حافظ وأم كلثوم وعاصي الرحباني ووديع الصافي، حيث لم تكن هناك وسائط للسوشال ميديا، ولا مسابقات للحصول على ترند!.
يتفق الجميع على أن وجود عدد هائل من الإعلاميين الذين أفرزتهم السوشال ميديا، رفع حد التجاوزات في المناسبات الاجتماعية وفي مقدمتها مجالس العزاء والجنازات، فأولئك يمكن أن يفعلوا أي شيء مقابل صناعة الترند وكسب المتابعات.