سياسة

الدولة الوطنية في منظور الإخوان.. أداة أم غاية؟


تحدث عدد من السياسيين المصريين الكبار عن تهديدات الإخوان المسلمين في مصر. وأنّ تلك التهديدات تمثل خطورة كبيرة على الأمن القومي المصري.

وقال أستاذ العلوم السياسية نائب رئيس حزب المؤتمر اللواء الدكتور رضا فرحات: إنّ جماعة الإخوان الإرهابية منذ نشأتها على يد حسن البنا عام 1928 .سعت لتحقيق أهدافها السياسية من خلال التسلل إلى المؤسسات الوطنية واستخدام العنف والإرهاب وسيلة لتحقيق غاياتها.

وأوضح فرحات، في تصريح صحفي نقلته صحيفة (الأهرام)، أنّ جماعة الإخوان لم تتبنَّ منذ بدايتها أيّ رؤى تتفق مع مفهوم الدولة الوطنية. بل كانت تنظر إلى الوطن كمرحلة مؤقتة في سبيل مشروع كبير يتجاوز حدود الأوطان، وهذا الفكر المناهض للحدود الوطنية هو ما جعل الجماعة تميل إلى دعم أو إبرام علاقات مع قوى خارجية. ممّا يعكس عدم احترامها استقلالية الأوطان، وتضارب مصالحها مع سيادة الدول، لأنّها كانت تتبع منذ تأسيسها أسلوباً يرى العالم كله أمّة واحدة تحكم وفق رؤيتها الإيديولوجية، دون اعتبار لتنوع الهويات الوطنية.

وأشار فرحات إلى أنّ الجماعة تعرضت لـ (3) قرارات حل: الأوّل في عام 1948. والثاني في عام 1954، والثالث في عام 2014، باعتبارها تنظيماً إرهابياً. وكل ذلك جاء نتيجة العديد من الأعمال التي اعتبرت تهديداً للأمن القومي المصري، بعد أن أظهرت الجماعة ولاءاتها العابرة للحدود. ونشرت أفكارها التي تحرض على تجاوز الأنظمة والدول. وهذا القرار التاريخي كان محاولة لحماية مصر من تأثيرات فكر الجماعة الهدام الذي يستهدف النسيج الوطني. الذي تراه الجماعة وسيلة لتحقيق غاياتها السياسية والإيديولوجية.

وأضاف فرحات أنّ مفهوم “الدولة” بالنسبة إلى جماعة الإخوان لم يكن يوماً محورياً. فقد كانوا يسعون لزعزعة الاستقرار والنيل من الأمن القومي عبر نشر الفوضى والتآمر. وقد ظهرت هذه النزعة من خلال محاولاتهم المتكررة لاستغلال الأوضاع السياسية في مصر بهدف تحقيق أجندتهم الخاصة، ممّا أكد بُعدهم عن روح الانتماء للوطن. والتزامهم بخطاب مناهض لفكرة الدولة المصرية وتقاليدها الوطنية.

ويرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي أنّ فكر جماعة الإخوان المسلمين يرتكز على رفض فكرة الدولة الوطنية ووحدة حدودها وسيادتها، وهو ما يتناقض مع المفاهيم الحديثة للدولة. 

ووفقاً لرأيه، يعتبر الإخوان أنّ مصر ليست سوى “ممر” لدولة الخلافة الإسلامية. ويرونها نقطة انطلاق نحو كيان إسلامي عالمي.

وأكد فهمي أنّ الخطاب الإعلامي للجماعة مليء بالتضليل. وأنّه يُستخدم لتسويق فكرة “الخلافة” المزعومة التي تعني في منظورهم كياناً إسلامياً يتجاوز الحدود الوطنية، ويهدف لتوحيد المسلمين حول العالم.

وأضاف فهمي أنّ الجماعة تنظر إلى مصر كبوابة وممر نحو هذا المشروع الكبير. دون اعتبار لمصر كدولة مستقلة بحدود وسيادة، بل هي في نظرهم مجرد حلقة في سلسلة هذا المشروع.

ويفسر هذا الفكر الدعم الذي قدّمته الجماعة لبعض الجماعات المسلحة في سيناء ودول أخرى، حيث يعبرون عن توجه يتجاهل سيادة الدول. ويعتبر الأرض والحدود هي مجرد وسائل لتحقيق حلم “الخلافة الإسلامية”.

وأكد فهمي أنّ جماعة الإخوان المسلمين تفتقر إلى رؤية واضحة لمفهوم الدولة الوطنية الحديثة. ولم يلحظ على مدى تاريخها أو في أدبياتها ومفكريها أيّ تأكيد لأهمية الحدود الوطنية أو سيادة الدولة.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى