وصفت وسائل إعلام فرنسية خطوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإطلاق سراح القس أندرو برانسون، بالإذعان أمام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقالت إن الأمر لن ينهي الأزمة بين أنقرة وواشنطن. وأشارت مجلة لوبوان الفرنسية إلى أن الأزمة الدبلوماسية بين الحليفين الاستراتيجيين في حلف شمال الأطلنطي (الناتو) والتي غذتها قضية القس، تسببت في انهيار الليرة التركية وهشاشة الاقتصاد التركي، مصيفة أن الرفض المتكرر للمحكمة التركية بإطلاق سراح القس، أثار غضب الولايات المتحدة، مما دفعها لفرض المزيد من الضغوط الاقتصادية بمضاعفة الجمارك على المعادن التركية. وقالت المجلة الفرنسية أنه في نهاية المطاف رضخت تركيا أمام الإصرار الأمريكي على إطلاق سراح القس من دون شروط معلنة، لافتة إلى أنه على الصعيد الداخلي، فإن ترامب يحتاج إلى قاعدة جماهيرية ودعم الأمريكيين المسيحيين المحافظين والإنجيليين في الانتخابات 6 نوفمبر، وأن قضية القس عززت من شعبيته لديهم. وأشارت المجلة إلى أن قضية القس لن تكون الأخيرة في الأزمة الدبلوماسية بين البلدين، موضحة أن هناك العديد من الأمريكيين المحتجزين في تركيا، بينهم سيركان جولي عالم الفضاء في وكالة ناسا، وموظفون أتراك يعملون في البعثة الدبلوماسية الأمريكية…في المقابل هناك ملف آخر يغذي هذا التوتر الدائر بينهما، وهو الحكم على نائب المدير السابق للبنك العام التركي خلق بانك، محمد هاكان أتيلا، في مايو الماضي بالسجن لمدة 32 شهرا في الولايات المتحدة، بعدما اعترف بالالتفاف على العقوبات الأمريكية على إيران عبر تركيا. وفي نفس السياق، أشار موقع أتلنتيكو الفرنسي إلى أن تركيا رضخت للضغوط الأمريكية وأطلقت سراح القس، والذي أصبح في قلب صراع دبلوماسي، معتبرا عودة القس الأمريكي إلى بلاده، بمثابة انتصار دبلوماسي آخر لترامب في استعراض القوى الدائر مع نظيره التركي رجب أردوغان. وأضاف أن الرئيس الأمريكي طلب إطلاق سراح برانسون دون شرط مسبق، وهو ما حدث بالفعل، مما يعكس قوة الرئيس الأمريكي وانتصاره في تلك الجولة، وأصبح القس رمزا للصراع بين البلدين. ومن جهتها، رأت إذاعة إر إف أي الفرنسية أن هذه النتائج الخيالية لنجاح السياسة الأمريكية أمر معتادا، ولكن لم يتوقع أحد أن ذلك الرجل العنيد (أردوغان) سيتراجع بهذه الطريقة أمام نظيره الأمريكي. ولفت الإذاعة إلى رد الرئيس التركي الذي بدا أكثر برودا من نظيره الأمريكي، معربا عن تمنياته في التعاون الجيد بين البلدين.