سياسة

إيران تتراجع عن تعهدها السابق وتعين ‘سفيراً’ جديداً في صنعاء


في تراجع عن تعهدات قطعتها إيران لوسطاء إقليميين بعدم تعيين سفير في صنعاء، أعلنت وسائل إعلام حوثية أن وزير الخارجية في الحكومة غير المعترف بها تسلم أوراق اعتماد سفير طهران الجديد.

وكان السفير الإيراني السابق في صنعاء حسن إيرلو، قد لقي حتفه على نحو غامض في 21 ديسمبر/ كانون الأول 2021.

وذكرت مليشيات الحوثي على وسائل إعلامها أن وزير الخارجية (في حكومة الانقلاب غير المعترف بها بصنعاء)، جمال عامر، تسلم أوراق اعتماد علي محمد رمضاني.

ووصف مراقبون الخطوة الإيرانية الجديدة بإنها “تصعيد جديدة” ورسالة أخرى لجهة عدم احترامها للأعراف الدولية ولا القانون اليمني وأنها الدولة الوحيدة التي تصر على إقامة “علاقة دبلوماسية علنية” مع جماعة منبوذة.

ضابط أم دبلوماسي؟

ولا يعرف على وجه التحديد تاريخ وصول المندوب الإيراني الجديد إلى صنعاء وما إذا كان اسمه حقيقيًا أم مستعارًا وما هو دوره ضمن مهام ضباط الحرس الثوري الإيراني الموجودين في مناطق مليشيات الحوثي شمال اليمن.

ووصفه مصدر أمني يمني رمضاني بـ”الضابط والمستشار” ولم يقدم مزيدا من التفاصيل، فيما لا توجد أي معلومات عن المناصب الدبلوماسية السابقة للمندوب الجديد المعين في صنعاء.

كما وصفت وسائل إعلام إيرانية رمضاني بـ”الدبلوماسي المخضرم” وهي الأُوصاف ذاتها التي أطلقتها على المندوب السابق حسن إيرلو قبل أن يؤكد الإعلام الإيراني لاحقا أنه كان أحد المستشارين العسكريين للحرس الثوري وكان في مهمة عسكرية باليمن منذ عام 2018.

وكانت تقارير ومسؤولين في الحكومة اليمنية أكدوا أن إيرلو كان “خبيرا في الأسلحة المضادة للطائرات”، فيما عاقبته واشنطن نهاية عام 2020 إثر دوره في “تنسيق التعاون بين الحرس الثوري ووكلائه في اليمن”.

وفي العام نفسه قدمت واشنطن مكافأة قدرها 15 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عن قائد فيلق القدس في اليمن عبدالرضا شهلائي والتي سبق وكان هدفا لضربة أمريكية لم تنجح ويوصف بكونه” المشرف والمسؤول الأول على السياسة الإيرانية والأنشطة المتبعة” في هذا البلد الغارق بالحرب منذ عقد.

توقيت التعيين

وينظر لتعيين إيران مندوبا جديدا في صنعاء إنه إصرار من طهران على نقل العلاقة مع الحوثيين من السر إلى العلن واتخاذ مسمى “سفير” كوجهة لإدارة التصعيد باليمن وقيادة العمليات العسكرية ميدانيا للمليشيات الانقلابية وإجهاض أي حل سلمي للأزمة، وفقا لمراقبين.

وجاء الإعلان عن تعيين مندوبها الثاني كحاكم لصنعاء عقب أيام من استكمال مليشيات الحوثي تشكيل حكومتها الانقلابية غير المعترف بها في صنعاء والتي تقاسمت فيها إيران وعبدالملك الحوثي حصص التشكيل.

كما جاء بمثابة وتحدٍ صريح من إيران للحراك الدولي الدبلوماسي في عدن التي شهدت الأيام الماضية فقط تُسلم رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي أوراق اعتماد 8 من سفراء الدول الأسيوية والأفريقية والأوروبية في خطوة مثلت دعما مهما وتعزيزا لحضور الشرعية في المحافل الدولية وتطبيع الأوضاع في العاصمة عدن.

كذلك بعث الحراك الدبلوماسي في عدن رسالة دولية مفادها أن” الشرعية هي المركز القانوني للدولة” وأن الانقلاب الحوثي مهما دعمته إيران عسكريا ودبلوماسيا سيظل مرفوضا داخليا وخارجيا، ومحاصرا بالعزلة ككيان إرهابي يهدد الأمن والسلم المحلي والإقليمي والدولي، وفقا لخبراء.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى