سياسة

حزب الله يخفي خسائره باستعراض قوة من الأنفاق تحت الأرض


كشف حزب الله اللبناني الجمعة عن منشأة عسكرية باسم ‘عماد 4’ تحوي أنفاقا ضخمة وراجمات صاروخية كبيرة في ظل تصعيد غير مسبوق على الحدود مع إسرائيل وعلى ضوء مخاوف دولية من حرب إقليمية شاملة بعد اغتيال رئيس الهيئة السياسية لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران.

ويأتي كشف الحزب عن المنشأة تحت الأرض فيما يبدو ضجيجا دعائيا لقدراته بينما تشير بيانات إلى أن عدد قتلاه منذ اندلاع المواجهة مع اسرائيل في اكتوبر/تشرين الأول الماضي أعلى بكثير من عدد قتلاه في حرب العام 2006. وبحسب بيانات النعي وأرقام أوردتها مصادر لبنانية رسمية وغير رسمية، بلغ عدد قتلاه نحو 570 شخصا على الأقل، بينهم ما لا يقل عن 118 مدنياً وأكثر من 370 مقاتلاً من حزب الله
وفي عداد القتلى أيضاً العشرات من عناصر تنظيمات حليفة لحزب الله ضمنها حركة حماس، وفق تعداد استنادا إلى السلطات اللبنانيّة وبيانات نعي حزب الله والمجموعات الأخرى.

والى جانب القتلى في لبنان، نعى حزب الله 25 مقاتلاً قضوا في سوريا منذ بدء التصعيد، وقال إن معظمهم “ارتقى شهيداً على طريق القدس”، وهي عبارة يستخدمها لنعي مقاتليه الذين يقتلون بنيران إسرائيلية منذ بدء التصعيد مع اسرائيل على وقع الحرب في غزة.

وبث الإعلام الحربي للحزب عبر تلغرام، فيديو قصيرا يظهر منشأة “عماد 4” من الداخل، التي تحوي عددا من راجمات الصواريخ وتجهيزات عسكرية في أنفاق ضخمة تحت الأرض.
واللافت في الفيديو حجم المنشأة ومداها الكبير تحت الأرض، حيث تتحرك راجمات الصواريخ بين الأنفاق، وتجول عناصر الحزب بدرّاجاتهم النارية داخلها.
وأوضح الإعلام الحربي أن “المنشأة ليست فقط بعيدة عن القدرات الاستعلامية المعادية (الإسرائيلية)، بل أيضا توفر الحماية حيال الاستهدافات المعادية”.
وأُرفق بالفيديو تصريح سابق للأمين العام لـ”حزب اللهحسن نصرالله، قال فيه إن صواريخ المقاومة تُغطّي كامل الأراضي الفلسطينية “من كريات شمونة (شمال) إلى إيلات (جنوب)”.

وظهرت في الفيديو صورة لعماد مغنية، المسؤول العسكري بالحزب الذي اغتيل في سوريا عام 2005، والذي خلفه فؤاد شكر، الذي اغتالته إسرائيل في بيروت، في 30 يوليو/تموز الماضي.

وفي السياق، أوضح مصدر من “حزب الله” أن الفيديو “رسالة للعدو (إسرائيل) بأن أي تحركات استباقية ضد قدرات الحزب ستكون فاشلة، فالمنشأة واحدة من سلسلة منشآت لا يعرف أين تبدأ وأين تنتهي”.
وأضاف المصدر مفضلا عدم الكشف عن اسمه، أن “المنشأة تحمل الرقم 4، أي أن ما خفي أعظم بما قبلها وما بعدها”.

واعتبر الفيديو محاولة لاستعراض القوة في ظل التهديدات التي تطلقها إيران ووكلائها في المنطقة لشن هجوم على الدولة العربية بعد اغتيال هنية والقيادي في حزب الله فؤاد شكر.
وتمتلك الجماعة الموالية لإيران ترسانة عسكرية تحصلت عليها من إيران تتمثل في الالاف من الصواريخ والمسيرات حيث استخدمت بعضا منها في قصف مواقع إسرائيلية فيما هدد حسن نصرالله بضرب تل ابيب في حال هاجمت الدولة العبرية العاصمة بيروت.
وتثير الأنفاق مخاوف إسرائيل حيث فشل الجيش الإسرائيلي في تدمير انفاق حماس في القطاع المحاصر بينما ستمثل أنفاق حزب الله في جنوب لبنان أكبر تحد.
والخميس، أعلن “حزب الله” استهداف مستوطنة “شامير” الجديدة” شمالي إسرائيل بصواريخ الكاتيوشا، للمرة الأولى منذ بدء تبادل إطلاق النار بين الجانبين قبل أكثر من 10 أشهر.

كما أعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس، رصد إطلاق 25 قذيفة صاروخية وطائرة مسيرة واحدة من لبنان على مناطق متفرقة شمالي إسرائيل.
ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها حزب الله مع الجيش الإسرائيلي، قصفا يوميا عبر الخط الأزرق الفاصل، أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.
وترهن الفصائل وقف القصف بإنهاء إسرائيل حربها المدعومة أميركيا على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الاول، ما خلّف أكثر من 132 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى