سياسة

أسباب تأخر الإخوان في إصدار بيان بشأن اغتيال هنية


بعد يومين من اغتيال هنية صدر البيان الأول لجماعة الإخوان حول الحادث، وبعدها بـ  (24) ساعة أخرى صدر بيان ثانٍ، ممّا أثار الكثير من الأسئلة حول أسباب التأخير والانتظار ليومين كاملين؟ .وماذا يحمل البيانان من رسائل قد تكشف مستقبل حركة حماس المرتبطة إيديولوجيّاً وبنيويّاً وعسكريّاً بالتنظيم الدولي للإخوان؟ وما مصير ارتباط حماس بإيران بعد اغتيال أكبر قائد في الحركة وسط طهران. وفي مقر يخضع لحراسة الحرس الثوري؟

ووفق (العربية)، فقد احتوى بيان الإخوان الأوّل على مفردات جديدة في بيانات الجماعة، ومنها تلك العبارة التي تقول: “فقد ترك هنية الدنيا وما فيها إلى الآخرة حيث لا غدر. ولا صخب ولا نصب، ولا خذلان ولا مهانة”.

أمّا البيان الثاني، فقد احتوى على دعوة لاعتبار اليوم السبت يوم انتفاضة كبرى من أجل فلسطين؛ استجابة لدعوة إسماعيل هنية، في كل ربوع فلسطين، وفي مخيمات اللجوء والشتات.

تعليقاً على ذلك، قال المسؤول عن ملف النشاط الإخواني بجهاز الأمن الوطني المصري سابقاً اللواء عادل عزب: إنّ البيانين يحملان (3) رسائل مهمة يجب الانتباه إليها. الأولى هي دعوة إخوانية صريحة لحركة حماس كي تعود إلى حضن التنظيم الدولي بدلاً من الارتماء في حضن إيران، والثانية إشارة إلى وجود غدر وخذلان في حماية هنية ومسؤولي الحركة، وهو اتهام غير مباشر لإيران بتقصيرها في حمايته، والثالثة هي تأكيد ارتباط الحركة بالتنظيم الدولي رغم إعلان هنية نفسه في العام 2015 .عدم ارتباط الحركة بجماعة الإخوان في مصر أو بالتنظيم الدولي.

وأشار عزب إلى أنّه يتوقع حدوث تراجع في دور إيران وفك ارتباطها ببعض تنظيمات الإسلام السياسي بالمنطقة خلال الفترة المقبلة. واستبدالها بالجناح الإخواني في محاولة لتهدئة الأوضاع في غزة. مضيفاً أنّ سياسة الاغتيالات قد تضطر معها حماس للتصعيد أو اختيار قيادات سياسية موالية للاتجاه الإخواني، بل سيدفع ذلك الأمر التنظيم الدولي .للجماعة إلى إبعاد القيادات الموالية لإيران داخل الحركة.

وقال المسؤول الأمني المصري: إنّه عندما ننظر إلى حوادث الاغتيالات الأخيرة. ونستعرض أسماء القادة الذين تم اغتيالهم على يد إسرائيل، فإننا نجد أنّ جميعهم من الموالين لإيران. وهنا يبدو السؤال الأبرز: لماذا ورطت إيران حركة حماس في أحداث 7 تشرين الأول (أكتوبر). وتخلت عنها مرحلياً في هذه الفترة؟

ويجبب المسؤول الأمني بالقول: “من واقع خبرتي أرى أنّه يدور الآن في الكواليس ترتيبات لإعادة الحركة إلى حضن الإخوان بدلاً من إيران”.

وحول بياني الإخوان عن اغتيال هنية، قال المسؤول بجهاز الأمن الوطني المصري سابقاً: إنّ البيانين يؤكدان أنّ الجماعة الأم، وهي التنظيم الدولي للإخوان. تعلن للجميع وبوضوح أنّها ما زالت مستمرة وقائمة تحت قيادة مرشدها الجديد صلاح عبد الحق. كما يحمل البيان الأول مناشدة لحركة حماس وقياداتها الجديدة أن تستمر بالعمل تحت راية الإخوان، وتذكيرهم بأنّ حسن البنا .وأحمد ياسين هما القياديان التاريخيان للإخوان في مصر وفلسطين.

ووفق ما يقول المسؤول الأمني، فقد تعمد البيانان عدم الإشارة أو استنكار أو التنديد بالهجوم على طهران، رغم أنّ ما حدث يمثل اعتداء على إيران، بل ألمحا إلى أنّ هنية تعرّض للغدر والخيانة. ومعروف أنّ الغدر لا يكون إلا من المقربين. وليس من إسرائيل المعروفة بالعداء لحماس وقياداتها.

وقد أعلنت إيران وحركة حماس مقتل هنية في طهرا. بعدما حضر للمشاركة في مراسم أداء الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان اليمين الدستورية الثلاثاء الماضي.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى