سياسة

إسرائيل تحدد موعد إنهاء «اجتياح غزة» وسيناريو المرحلة المقبلة


وسط تصاعد وتيرة القصف المتبادل بين حزب الله وإسرائيل، وحاجة الأخيرة إلى قواتها لأي حرب محتملة في الشمال، حددت الدولة العبرية موعد إنهاء الحرب البرية في غزة.

ويقول الجيش الإسرائيلي، إنه بحاجة الى فترة 4 أسابيع لإنهاء عمليته البرية في رفح بجنوبي قطاع غزة، تمهيدًا للانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب.

وبدخول الحرب مرحلتها الثالثة، فإنه سيتم تقليص الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، مع إبقاء تواجده في ممر نتساريم الذي يقسم قطاع غزة ومحور فيلادلفيا عل الحدود بين قطاع غزة ومصر.

وجاء القرار خلال نقاش أجري يوم الأحد بمشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت وكبار ضباط الجيش في القيادة الجنوبية للانتقال إلى المرحلة الثالثة.

ويطلق على المرحلة الثالثة اسم «القصف المستهدف»، أي القصف الذي يستهدف مواقع «حماس» عن بعد.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية، الثلاثاء: «سمح المستوى السياسي للجيش بأن ينتقل بصورة تدريجية إلى المرحلة الثالثة في القتال في قطاع غزة خلال الشهر الحالي».

وأضافت: «ستكون هذه الخطوة مرتبطة بتحقيق تقدم في اتصالات صفقة التبادل والوضع على الحدود مع لبنان (..) يخطط الجيش لإبقاء قوات على محور فيلادلفيا، وممر نتساريم الذي يشق وسط القطاع إلى شطرين».

مرحلة مختلفة

بدورها، قالت صحيفة «هآرتس» في تقرير : «من الآن فصاعداً أصبح الاتجاه أكثر وضوحاً: تقليص القوات في غزة، والانتقال إلى نظام الغارات على أهداف حماس هناك، ونقل القوات إلى الحدود الشمالية».

واستدركت: «سيكون السؤال الرئيسي هو كيفية تضمين هذا التطور في السرد الذي سيقنع الجمهور بأن الحكومة والجيش الإسرائيلي قد حققا جزءًا كبيرًا من أهداف الحرب، على الرغم من أن حماس لم تُهزم بشكل كامل وأن 120 رهينة لم يعودوا إلى ديارهم».

وقالت: «سيظل الجيش الإسرائيلي يحتفظ بقوات في ممر نتساريم، الذي يفصل بين شمال وجنوب غزة، وممر فيلادلفيا، الذي يمتد على طول الحدود مع مصر، لكن العملية في رفح سيتم الإعلان عنها قريبا».

وأضافت: «أحد الأسئلة التي طُرحت هو: ما هي الأجزاء من ممر فيلادلفيا التي يجب على الجيش الإسرائيلي الاستمرار في السيطرة عليها. وفي الوقت الحالي، يبدو أنها لن تغادر معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر، بسبب مشاكل في التوصل إلى اتفاق مع مصر».

 

وأشارت إلى أن «الرسالة التي يسعى وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي إلى إرسالها هي أن الهجوم واسع النطاق في رفح يكمل تدمير الجناح العسكري لحماس في شكله القديم. تم إخراج آخر كتائبها الإقليمية من العمل».

وقالت: «حماس لا تزال نشطة، لكنها تعمل في شكل جديد، يعتمد على خلايا وحرب عصابات صغيرة غير قادرة على التسبب في قدر كبير من الضرر، وليس لها تقريبا أي تسلسل قيادة وسيطرة».

جز العشب

وأضافت: «سيكون لزاماً على الجيش أن يستمر في قتال حماس، لكن هذا سيتم وفق أسلوب جز العشب المستخدم في الضفة الغربية ـ شن غارات متكررة على أهداف تابعة لحماس، واعتقال مسلحين وإرسالهم إلى الشاباك للاستجواب».

بدورها، قالت القناة الإخبارية الـ12 في تقرير: «طلب الجيش من القيادة السياسية أربعة أسابيع أخرى لاستكمال العملية في رفح، أي قبل نهاية شهر يوليو/تموز الجاري. كانت هذه النافذة الزمنية ضرورية للجيش للتعامل مع الأنفاق المتبقية في رفح، لكن أيضا طريق فيلادلفيا، الذي كان الجيش الإسرائيلي قد سيطر عليه بالفعل في نهاية شهر مايو/أيار الماضي».

وأضافت: «قدم مسؤولون كبار في الجيش الإسرائيلي والشاباك لرئيس الوزراء ووزير الدفاع التقدم المحرز حتى الآن في المناورة في غزة، وقالوا إن الإنجاز العسكري مرتفع بالفعل بما فيه الكفاية لدرجة أنه في حالة اضطرار إسرائيل إلى وقف القتال – سواء بسبب صفقة رهائن جديدة أو إمكانية التوصل إلى ترتيب في الشمال – سيكون الجيش قادرا بالفعل على القيام بذلك».

واستدركت: «حتى لو استمر النشاط المكثف لمدة شهر آخر، كما يريد الجيش، أو توقف بسبب الخيارين اللذين ذكرناهما، فإن قوات جيش الدفاع الإسرائيلي لن تنسحب من قطاع غزة، بل ستبقى في موقعين تكتيكيين مهمين: طريق نتساريم ومعبر رفح. محور نتساريم هو في الواقع ممر يعبر غزة إلى الساحل، وهو نوع من المحيط الذي يقسم القطاع ويقسمه. ومع استمرار السيطرة على هذا الطريق، سيستمر تقسيم قطاع غزة بطريقة تسمح للجيش بالسيطرة بشكل أفضل على القطاع».

وبحسب القناة الإخبارية الـ12، فإن «التركيز الثاني حيث ستبقى القوات هو معبر رفح، الذي يسيطر عليه الجيش الإسرائيلي منذ شهرين. تم استخدام المعبر لسنوات من قبل حماس لتهريب كميات كبيرة من الأسلحة، وبعد تطهير طريق فيلادلفيا، الذي يطلق عليه اسم خط أنابيب الأكسجين التابع لحماس، ستتمكن إسرائيل من حراسة أي محاولة من قبل حماس لإعادة تأهيل نفسها عسكريا».

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى