الحوثي يرد بنزع سلاح وتهميش وتنقلات
مع استمرار الهجمات ضد سفن الشحن. شرع الحوثيون بنزع أسلحة عناصرهم المنحدرين من محافظة الحديدة تزامنا مع تحركات مكثفة لخبراء أجانب.
وتتخوف مليشيات الحوثي بشدة من أي تحركات تغير “معادلة الحديدة” المطلة على البحر الأحمر. لذلك، عمدت إلى سحب جميع الأسلحة التي كانت قد صرفتها لعناصر جندتها من المحافظة.
مقاتلون بلا سلاح
وقالت مصادر عسكرية إن مليشيات الحوثي نزعت الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة من جميع مقاتليها الذين ينتمون لمحافظة الحديدة .بما في ذلك المنتشرين على جبهات المحافظة الساحلية.
وأضافت المصادر أن “توجيهات عليا صدرت من صنعاء للقيادات الحوثية في الحديدة بعدم تسليح أي عناصر مستجدة من أبناء تهامة. كما عممت المليشيات على كل الجبهات باستلام السلاح. الذي تم صرفه للعناصر التي تم تجنيد أغلبها بالإكراه والضغط على الأسر”.
ووفقا للمصادر، فإن “المليشيات أقرت بقاء عناصرها من أبناء تهامة (الحديدة) .بدون سلاح والاكتفاء بتواجدهم في جبهات القتال بشكل متواصل مثلهم مثل بقية العناصر الحوثية المسلحة التي تتواجد على جبهات المحافظة”.
ولا توجد إحصائية بعدد العناصر .التي تم تجنيدها من أبناء الحديدة المنضوين تحت مظلة ما يسمى “ألوية الساحل الغربي” و”كتائب تهامة”. وتتبع ما يسمى “المنطقة العسكرية الخامسة” الخاضعة لقيادة وإشراف يوسف المداني المصنف بقوائم الإرهاب العالمية.
تهميش وتشكيك
المصادر أكدت أن المليشيات الحوثية همشت المقاتلين بصفوفها من أبناء الحديدة ماليا. إذ “تصرف مخصصات شهرية وبشكل منتظم لعناصرها من المحافظات الأخرى. في حين أن الصرف للمجندين من أبناء تهامة يكون عبارة عن مخصص واحد كل شهرين أو 3 أشهر”.
وأشارت المصادر إلى أن التهميش المالي المتعمد “أثار غضب أبناء الحديدة المنخرطين بصفوف المليشيات الحوثية الذين اعتبروا التمييز العنصري ضدهم سلوكا متبعا في كل المجالات ويمارسه الانقلابيون بشكل ممنهج”.
وأوضحت أن الحوثيين “مكّنوا عناصرها المنتمين .والمنحدرين من محافظتي حجة وصعدة في محافظة الحديدة. بينما أبناء الأخيرة يواجهون التهميش والإقصاء في كل المرافق”.
ويرجع قرار سحب السلاح- وفق المعلومات- إلى “تقديرات .وتقارير أمنية صنفت أبناء المحافظة غير موثوق بهم في الولاء الجهادي”، وهو المصطلح الذي يستخدمه الحوثيون.
وكان الحوثيون قد شكّلوا وسلّحوا كتائب محلية من أبناء الحديدة. حيث تم تدريبهم على الاقتحامات والعمليات الخاطفة وحفر الأنفاق والهجمات البحرية وزرع العبوات والألغام برا وبحرا وقرصنة السفن، قبل سحب السلاح من هذه القوة إثر مخاوفهم من تغير المعادلة ضدهم، وفقا لخبراء.
خبراء أجانب
في السياق، كشفت مصادر أمنية في الحديدة عن قيام خبراء أجانب بينهم أعضاء في الحرس الثوري الإيراني بتحركات مكثفة على امتداد الريف الجنوبي في المحافظة الساحلية المطلة على البحر الأحمر.
وقالت المصادر “لوحظ تنقل عدد من الخبراء الأجانب على متن مركبات مموهة في مناطق ساحلية مختلفة ابتداء من مطار الحديدة الدولي وحتى مناطق الجاح. حيث تنتشر المزارع الكثيفة والتي حولها الحوثيون لثكنات عسكرية، ومناطق التماس مع القوات المشتركة”.
وتتزامن التحركات الميدانية للخبراء الأجانب المتخصصين في جوانب عسكرية وأمنية مع إعادة المليشيات الحوثية تجديد وتوسيع أنفاق وقنوات مائية. وإجراء ترتيبات عسكرية واسعة النطاق في المحافظة، وفق المصادر.
وكانت مليشيات الحوثي قد حفرت عشرات الأنفاق وعددا كبيرا من القنوات المائية التي تبدأ من البحر إلى عمق مزارع كثيفة الأشجار جنوبي الحديدة. تستغلها في إطلاق القوارب المفخخة نحو خطوط الملاحة الدولية.
ووفقا للمصادر، فإن إحدى القنوات المائية جنوبي الحديدة يصل طولها إلى 2 كيلومتر وبعرض يصل لـ20 مترًا وعمق 10 أمتار. وتعد وسائل الحوثي لإطلاق الزوارق السريعة المفخخة لاستهدف السفن التجارية.
وتأتي هذه التطورات الميدانية في الحديدة عقب أيام من مقتل 4 خبراء أجانب مختصين في شبكات أنظمة الرادار وأجهزة التعقب .والاستشعار البحرية في ضربة أمريكية محكمة استهدفت الجبانة شمالي المحافظة الساحلية.
مصادر أمنية ذكرت آنذاك، أن بين الخبراء الـ4 الذين قتلوا “خبيرين إيرانيين من الحرس الثوري. وخبيرا ثالثا من حزب الله يحمل جنسية أفريقية”. وتم استهدافهم خلال عملهم في صيانة أجهزة عسكرية تخص ما يسمى “القوات البحرية” للحوثيين في المنطقة.
-
اليمن.. مليشيات الحوثي ترفض محادثات المبعوث الأممي الجديد
-
اليمن.. انتصارات للجيش وخسائر فادحة لمليشيات الحوثي
كما استهدفت ضربات أمريكية أخرى خلال ذات الفترة مخبأ سريا لمليشيات الحوثي كان عبارة عن حاوية (غرفة كونتينر) مدفونة على ساحل الحديدة. مما أسفر عن مقتل 7 حوثيين بينهم 3 قيادات برتب عسكرية عالية ضمن ما يسمى “القوات البحرية” التابعة للمليشيات.
وتعرضت الحديدة إلى العدد الأكبر من الغارات الأمريكية بعد تحولها إلى معسكر متقدم لاستهداف سفن الشحن بالبحر الأحمر. وذلك ضمن سلسلة ضربات بدأت في يناير/ كانون الثاني، وطالت أهدافا عدة في اليمن.