الهجمات الإسرائيلية تخترق هدنة تكتيكية في غزة
شنّت إسرائيل الاثنين ضربات على شمال قطاع غزة. بينما أشار شهود إلى انفجارات في الجنوب لكن الوضع هناك يشهد هدوء نسبيا لليوم الثاني على التوالي بعد إعلان الجيش عن هدنة في جنوب القطاع.
والهدنة التي تزامن إعلانها الأحد مع أول أيام عيد الأضحى. تهدف إلى تسهيل نقل المساعدات الإنسانية التي يحتاج إليها سكان غزة بشدة. بعد ثمانية أشهر من النزاع المميت بين إسرائيل وحركة حماس.
وأكد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي سريان الهدنة الاثنين. لكن مسؤولا إسرائيليا ذكر أنه “ليس هناك تغيير في سياسة الجيش الإسرائيلي” خصوصا في رفح (جنوب) حيث أطلق مطلع مايو/ايار عملية برية أدت إلى فرار مئات آلاف الأشخاص.
وقال الجيش في بيان الاثنين إن القوات الإسرائيلية تواصل عملياتها في رفح وفي وسط غزة وتخوض “قتالا من مسافة قريبة” مع مسلّحين. مضيفا أنه دمر عددا من المنشآت العسكرية التي كانت تشكل تهديدا للقوات.
وأشار أطباء في المستشفى المعمداني في مدينة غزة في الشمال إلى سقوط خمسة قتلى والعديد من الجرحى في ضربتين جويتين.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل “الجيش الإسرائيلي على نحو الثانية فجر اليوم الاثنين وعبر طائراته شن غارتين على شقة سكنية ومنزل في مدينة غزة بمنطقة الزرقة. نجم عنه شهداء بينهم طفل ورجل مسن وجرحى انتشلناهم .ونقلناهم إلى مستشفى المعمداني”.
وأوضح “باقي المناطق في قطاع غزة هادئة نوعا ما. مع تحركات لآليات الاحتلال الإسرائيلي وإطلاق نار ومدفعية في المناطق الشرقية بمدينة رفح جنوب قطاع غزة. وإطلاق نار شرق مخيم البريج وسط القطاع”.
وبحسب مسؤولين محليين، أطلقت دبابات نيرانها على مناطق في شرق رفح وجنوبها. وأشار شهود إلى انفجارات في المدينة. في حين أفاد سكان بأن وسط القطاع استهدف بضربة جوية في مخيم البريج.
وقال عامر عاجور وهو أحد سكان رفح ونزح إلى دير البلح (وسط). “لسنا في أجواء عيد، العيد هو حين نعود إلى منازلنا حين تنتهي الحرب. كل يوم يسقط شهيد، هذا ليس عيدا”.
وأعلن الجيش الأحد أن الهدنة “التكتيكية” و”المحلية” يفترض أن تتيح “زيادة حجم المساعدة الإنسانية التي تصل إلى غزة” غداة مقتل 11 جنديا في القطاع بينهم ثمانية سقطوا في انفجار قنبلة. وهذه الحصيلة هي الأعلى للجيش الإسرائيلي في القطاع الفلسطيني في يوم واحد منذ بدء الحرب.
واندلعت الحرب عقب هجوم غير مسبوق نفّذته حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، أسفر عن مقتل 1194 شخصا غالبيتهم من المدنيين. وفقا إلى بيانات رسمية إسرائيلية. وخُطف خلال الهجوم 251 شخصاً ما زال 116 محتجزين رهائن في غزة، توفي 41 منهم، بحسب الجيش.
وردا على ذلك، شن الجيش الإسرائيلي هجوماً واسع النطاق في غزة خلف 37347 قتيلا. معظمهم من المدنيين، وفقا لبيانات وزارة الصحة في حكومة غزة التي تقودها حماس.
وقال الناطق الرسمي باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس لايركه إن المنظمة الأممية رحبت بالخطوة الإسرائيلية. رغم أن “هذا لم يُترجم بعد إلى وصول المزيد من المساعدات للمحتاجين”. ودعا إسرائيل إلى أن “يؤدي ذلك إلى إجراءات ملموسة أخرى” لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية.
وتدافع إسرائيل منذ فترة طويلة عن جهودها للسماح بدخول المساعدات إلى غزة بما في ذلك عبر معبر كرم أبوسالم قرب رفح. وتلقي باللوم على المسلحين في نهب الإمدادات وعلى العاملين في المجال الإنساني لفشلهم في توزيعها على المدنيين.
ورغم جهود الوساطة الدولية، لا تزال الآمال بالتوصل إلى وقف إطلاق نار تصطدم بمطالب متناقضة من إسرائيل وحماس.