لمواجهة الإرهاب… تنسيق أمني بين دمشق وبغداد
أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال اتصال هاتفي مع الرئيس السوري بشار الأسد أهمية التنسيق الأمني بين البلدين في مواجهة الإرهاب. وذكر بيان حكومي عراقي أن السوداني بحث في اتصال هاتفي مع الرئيس السوري بشار الأسد العلاقات الثنائية وأهمية رفع مستوى الشراكة المثمرة بين البلدين.
وأوضح البيان أن الاتصال تناول التنسيق الأمني بين البلدين في مواجهة أخطار فلول الإرهاب، والتحديات الأمنية الأخرى.
وبحث السوداني مع الأسد سبل تنمية التعاون، وتوسيع آفاقه في مختلف المجالات، لاسيما المجالات الاقتصادية، والتأكيد على أهمية رفع مستوى الشراكة المثمرة لما فيه خدمة ونماء الشعبين.
كما ناقش الجانبان آخر تطورات الأوضاع في المنطقة، والحرب الدائرة في غزة واستمرار العدوان الإسرائيلي الذي يتطلب موقفا عربيا وإسلاميا ودوليا موحدا، من أجل إنهاء معاناة أبناء الشعب الفلسطيني.
ويعتبر السوداني أول رئيس وزراء عراقي يزور سوريا منذ عام 2010، وأول مسؤول عربي على هذا المستوى منذ اندلاع الحرب السورية عام 2011.
وأكد أن بلاده تسعى للمصالحة بين تركيا وسوريا بعد توتر العلاقات منذ أكثر من عقد. وأضاف خلال مقابلة له مع قناة “خبر ترك” التركية الأسبوع الماضي، “أنه على اتصال مع الرئيس بشار الأسد وكذلك نظيره التركي رجب طيب أردوغان بشأن جهود المصالحة.
وتابع “إن شاء الله، سنرى بعض الخطوات في هذا الصدد قريباً، نحاول التوصل إلى أساس مماثل للمصالحة والحوار بين سوريا وتركيا” في إشارة منه إلى اتفاق التطبيع بين السعودية وإيران.
وشدّد رئيس الوزراء العراقي على أن مصادر التهديدات الأمنية التي تواجه العراق وتركيا من سوريا تنبع من المناطق التي لا تسيطر عليها الدولة السورية بحسب تعبيره. ونوّه السوداني إلى أن العراق بذل الكثير من الجهود لاستعادة مقعد سوريا في الجامعة العربية.
وكانت المحادثات بين السعودية وإيران عقدت مؤخراً في العراق قبل توسط الصين لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض في العام الماضي.
لكن الرئيس الأسد كان قد أكد في مقابلة مع وكالة “سبوتنيك” الروسية خلال زيارته موسكو العام الفائت أنه لا جدوى من الاجتماع مع الرئيس التركي حتى تنهي أنقرة الاحتلال غير الشرعي للأراضي السورية، مطالباً الإدارة التركية بوقف دعم الإرهاب.
ويرتبط العراق وسوريا بعلاقات قوية خاصة بعد الإطاحة بنظام صدام حسين عام 2003، لكنهما يعانيان من مخلفات الإرهاب خاصة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) الذي سيطر على أجزاء من البلدين. وتمكن العراق من طرد عناصر التنظيم عام 2017، ورغم ذلك فإن عناصر التنظيم يحاولون التسلل عبر الحدود السورية إلى الأراضي العراقية، مما يشكل خطرا على أمن العراق.
وكان الطيران الحربي العراقي قد دمر في وقت سابق الأربعاء 10 أوكار تابعة لداعش في محافظتي ديالى شرقي البلاد وكركوك شمالها، أسفرت عن مقتل ثلاثة إرهابيين، وفقا لمصدر أمني.
وذكرت خلية الإعلام الأمني التابعة لقيادة العمليات المشتركة العراقية في بيان أن الطيران الحربي العراقي دمر أربعة أوكار للإرهابيين في محافظة ديالى وستة في محافظة كركوك. وأكد البيان أن الأوكار دمرت بالكامل وتحولت إلى ركام نتيجة الضربات التي استندت إلى معلومات استخباراتية دقيقة.
واتفق البلدان الأسبوع الماضي على تشكيل لجان وزارية مشتركة من خبراء ومختصين لمناقشة القضايا التي تعزز العلاقات وتزيد من أواصر التعاون في مختلف المجالات. وذكر بيان لوزارة الخارجية أن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين التقى نظيره السوري فيصل المقداد، على هامش الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي-الصيني الذي عُقد في بكين”.
وتم خلال اللقاء وفق البيان، مناقشة مجموعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك وسبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات. كما تبادل الجانبان وجهات النظر حول الأوضاع الأمنية في المنطقة، وتم التأكيد على أهمية استمرار التواصل لتبني مواقف موحدة فيما يتعلق بمكافحة الارهاب والعمل معاً للتصدي له.
وأكد حسين القيادة العراقية في بغداد ستستمر في التواصل مع كافة الاطراف لحل المشاكل التي تؤثر على الاوضاع الامنية في المنطقة وايجاد الحلول المناسبة لها بالطرق السلمية”.