سوريون يقاتلون مع الروس في أوكرانيا يستغيثون في جبهات القتال
ذكرت شبكة الراصد الإخبارية السورية، أن خمسة عشر شاباً من سوريا ومصر يرسلون نداءات استغاثة لأهاليهم من جبهة قتال ضارية في أوكرانيا. بعد أن وجدوا أنفسهم في خطوط القتال المتقدمة بمنطقة تدعى “لوغو” بعد أن جرى تجنيدهم من قبل روسيا.
ونقلت الشبكة ما جاء في طلبات الاستغاثة “أيامنا معدودة الموت يحيط. بنا لا يوجد مهرب منه حتى في الخنادق نريد أن ينقذنا أحد لا نعرف اللغة التي يتحدثون بها وتم تفريقنا عن بعضنا البعض.. أخذونا للموت نريد العودة.. ساعدونا”.
وأضافت أنها استطاعت توثيق وجود تسعة شبان في الجبهة الأمامية ينحدرون من محافظة السويداء جنوب سوريا. وثلاثة آخرون من محافظة حمص وسط البلاد. بالإضافة إلى ثلاثة شبان من مصر، حيث كان قد تم التعاقد معهم للقتال مع الجيش الروسي في حربه المفتوحة مع أوكرانيا. وقد تم بالفعل منحهم دفاتر الخدمة العسكرية. في 14 مارس/آذار الماضي وباتوا ضمن الجيش الروسي بعد وصولهم إلى روسيا بنحو ثلاث أشهر، وكانوا قد وصلوا إلى هناك عن طريق وسطاء.
وبدأ تجنيد سوريين للقتال في أوكرانيا منذ بداية الحرب من بدء موسكو حربها ضد كييف. انتشرت تقارير إخبارية عنها في وسائل إعلام سورية محلية وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي. إضافة إلى وسائل إعلام أميركية بين شهري مارس/آذار وأبريل/نيسان 2022. أي بعد شهر واحد فقط
وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين وقع في نوفمبر 2022 .على قانون فيدرالي ينص على أن “الأجانب الذين وقعوا عقدا عسكريا لمدة عام على الأقل. سيكونون قادرين على التقدم للحصول على الجنسية الروسية دون تصريح إقامة ودون إقامة دائمة لمدة خمس سنوات في روسيا”.
وقبل ذلك أعطى الضوء الأخضر لـ”مساعدة” 16 ألف مقاتل من الشرق الأوسط .وسوريا في الوصول إلى أوكرانيا للمشاركة في القتال الجاري هناك.
ويقول أحد الشبان في رسائل إلى عائلته في سوريا “لا تتركونا. للموت لم نتوقع أن يضعونا في الخطوط الأمامية ونحن لا نمتلك أي خبرة بالحروب أو المعارك أو السلاح ولا نعرف المنطقة ولا اللغة. وفرقونا عن بعضنا البعض كل خندق يوجد فيه ثلاثة منا فقط. نرى الجثث تتطاير في الهواء والخنادق تهدم فوق رؤوسنا، سلمونا دفاتر الخدمة بمنطقة اسمها بريانسك. وبعدها اخذونا إلى وحدة عسكرية بمنطقة ثانية اسمها كلينتسي، وبعديها مباشرة فرزونا على منطقة لوغانسيك بأوكرانيا”.
وأضافت الرسالة ” يجب أن يتم الحديث عنا.. أنا اتحدث باسم الجميع حتى عن الشباب من مصر .. حاولوا تثيروا قصتنا بسرعة قبل أن نموت.. لا تلومونا كيف وصلنا إلى هنا”. وأرسل الشاب أسماءهم للتوثيق وقال إن جميعهم يطالبون بفسخ العقد مع من استقدمهم.
وتحدثت تقارير أخرى عن خديعة يتعرض لها الكثير من الشباب السوريين .الذين يوقعون عقود حراسة ليجدوا أنفسهم على خطوط الجبهة في روسيا. وكانت شبكة “السويداء 24 ” قد نشرت مقطع فيديو من داخل أحد مراكز التجنيد التابعة للجيش الروسي في موسكو، يظهر فيها مجموعة من السوريين والمصريين. يستلمون اللباس العسكري الخاص بالجيش الروسي. قبيل إرسالهم إلى مواقع عسكرية قريبة من الحدود مع أوكرانيا.
حصري للسويداء 24: سوريون وعرب ينضمون للجيش الروسي بعد حصولهم على الجنسية الروسية
حصلت السويداء 24 على مقطع فيديو من داخل أحد مراكز التجنيد التابعة للجيش الروسي، في موسكو، يظهر فيها مجموعة من السوريين والمصريين. يستلمون اللباس العسكري الخاص بالجيش الروسي. قبيل إرسالهم إلى مواقع… pic.twitter.com/RtviYtzvOn
— السويداء 24 (@suwayda24) January 2, 2024
وذكرت الشبكة في تحقيق خاص الاسبوع الماضي. عن تسيير رحلات جوية من اللاذقية إلى موسكو. تضم عشرات السوريين من محافظات مختلفة، وبعضهم من السويداء. بعد توقيعهم على عقود تجنيد، بواسطة مستقطبين يعملون مع شركات أمنية.
وفور وصول السوريين إلى روسيا، حصلوا على جوازات سفر روسيّة. أصبحوا بموجبها يحملون الجنسية الروسية. وخضعوا لدورات تدريبية على استخدام السلاح في معسكرات تابعة للجيش الروسي. ترافقت مع دورات لتعليم الأساسيات في اللغة الروسية.
وقال مدير تحرير الشبكة الإخبارية، ريان معروف إنهم حصلوا عليه من أحد شباب السويداء. والذي تم تجنيده من قبل “مستقطبين” داخل المدينة جنوب سوريا. قبل أن يسلك طريقا جويا يبدأ من مطار اللاذقية حتى العاصمة الروسية.
ويقول ناشطون أن معظم المتطوعين غير مؤمنين بالحرب في أوكرانيا .لكن روسيا تستغل فقر السوريين الذين لا يجدون. ما يسد رمقهم فتعطيهم قدرا صغيرا من المال من أجل القتال إلى جانبها والموت في سبيلها.
وكانت صفحات محلية في اللاذقية نشرت في بداية الغزو الروسي. لأوكرانيا إعلانات للشبان الراغبين بالسفر إلى روسيا تفيدهم بآلية التطوع والأوراق المطلوبة. وقالت فيها إن الحكومة الروسية ستدفع 1500يورو شهريا كبدل تطوع وتتكفل بعلاج أي مصاب مهما كانت إصابته.
وأخذت عمليات التجنيد طابعا أوسع مع طلب متطوعين غير عسكريين لتدريبهم. بسبب حاجة موسكو لتعويض النقص العددي في مقاتليها مع توسع الجبهات.