الإخوان يستغلون الحرب على غزة لتأليب الشارع العربي
مع استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، لم يتوقف تيار الإسلام السياسي عن محاولة العودة والانخراط في الأحداث الجارية ومحاولة إنهاء أزمته وانكساراته في المنطقة العربية ومحاولة ربط مناصرته شعبياً بفكرة حضور لحظة تاريخية فارقة في الصراع بين الغرب والشرق من جهة. والعرب وإسرائيل من جهة أخرى على أرض فلسطين.
وتسعى جماعة الإخوان اقتناص الفرصة الراهنة لتوظيف زخم الجماهير لتكرار ما حدث قبل يونيو 2013 في مصر. وزعم المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان (جبهة إسطنبول). أنّ ما حدث في هذا التاريخ عندما عزلت الجماهير المصرية من وصفه بالرئيس المسلم (محمد مرسي). أدى إلى استفراد إسرائيل بالفلسطينيين. ما يعني في نظره أنّ مشروع الإخوان في السلطة يحمي القضية الفلسطينية.وفقاً لمقال تحليلي نشرته صحيفة “العرب”، الاثنين.
وقد أثبتت التطورات التي واكبت تظاهرات خرجت بالأردن في السابع والعشرين من آذار/مارس الماضي عندما حصلت عدة اعتداءات من قبل مدسوسين على أفراد الشرطة .وإضرار بعض المتظاهرين بالممتلكات العامة. وجود أهداف أبعد من إظهار التضامن مع غزة .والفلسطينيين تتعلق باستعادة مشاهد الثورات العربية واستغلال تيار الإخوان للحشود الغاضبة.
وتعيد حالة التثوير في المشهد الحالي حضور الجماعات الجهادية. التي ارتفعت معدلات التجنيد في صفوفها نتيجة عرض المشاهد المأساوية في غزة. وحضور أطراف مختلفة تنافس على تبديد الاستقرار في المنطقة واستغلال هجمات السابع من تشرين الأول/أكتوبر والسعي لإعادة تشكيل الخرائط.
وأطلق قادة لميليشيات موالية لإيران مثل حسن نصرالله زعيم حزب الله دعوات .تحريضية مماثلة ضد دول عربية تستخدم ثقلها في سبيل إيقاف الحرب. مثل السعودية ومصر والأردن وإيجاد حلول واقعية للصراع.
من جهته، وجه مفتي ليبيا الصادق الغرياني، المحسوب على جماعة الإخوان. نداء لحراس الحدود في المعابر حول قطاع غزة والضفة الغربية .ليسمحوا للمسلمين في مصر والأردن باقتحامها لنصرة الفلسطينيين وإنقاذ نسائهم وأبنائهم وعائلاتهم.
كما أفتى الغرياني الذي تكرر تحريضه على المؤسسات والجيوش العربية لحساب جماعة الإخوان، وفقا لقناة التناصح الليبية عبر منصة إكس، بأنّ دخول المسلمين المعابر ونصرة إخوانهم. فرض عين دفاعاً عن إخوانهم. معتبراً أي جهة أمنية تابعة للأردن ومصر تمنع هذا التحرك متعاونة مع إسرائيل وتحمل وزر من يقتل المسلمين في غزة.
وترمي هذه الدعوات إلى إثارة الشارع العربي ونشر الفوضى في المنطقة على غرار ما حدث في انتفاضات ما عُرف بالربيع العربي عبر توظيف قضايا ظاهرها الانتصار للكرامة العربية .والدفاع عن المبادئ والحقوق، وفي جوهرها تنذر بالدخول في فصل جديد من المؤامرات. التي ألحقت ببعض الدول العربية خلال السنوات الماضية الأذى والضرر.
هذا ولفتت الصحيفة على أنّ جماعة الإخوان تأمل، من وراء مخطط تثوير الشارع وتحريض قطاع من الجمهور العربي ضد حكوماته في استنساخ ما حدث في أفغانستان .بعد الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، وفي سوريا، بعد انتفاضات الربيع العربي. لقطع الطريق على أي مبادرة عربية – إسرائيلية للتسوية عقب انتهاء تل أبيب من مرحلة الانتقام.