لماذا من الصعب على بايدن هزيمة ترامب؟
في أول «مباراة رئاسية» ثانية منذ عام 1956، وأول جولة إعادة بين رئيس حالي وآخر سابق منذ عام 1892، من المقرر أن يتنافس الرئيس جو بايدن مع سلفه دونالد ترامب، على السباق نحو البيت الأبيض.
إلا أن الوضع الحالي لبايدن ليس كما هو الحال في 2020، عندما كان يحظى بأفضلية على سلفه، طوال الحملة الانتخابية بأكملها، فالرئيس الأمريكي يواجه الآن طريقا أكثر وعورة؛ كون فرص إعادة انتخابه ليست على المستوى المأمول وإن كانت بنسبة 50-50.
وتقول شبكة «سي إن إن» الأمريكية، في تقرير لها، إنه على عشاق الرئيس الحالي أن يدركوا أن ترامب لديه فرصة حقيقية لاستعادة البيت الأبيض، مشيرة إلى أنه بنظرة على استطلاعات الرأي التي صدرت في الأسبوع الماضي، تتضح مدى فرص الرئيس السابق لاستعادة البيت الأبيض.
ومنحت استطلاعات الرأي التي أجرتها صحيفتا «نيويورك تايمز» و«وول ستريت جورنال»، إضافة إلى «سي بي إس نيوز»، و«فوكس نيوز»، ترامب نسبة أعلى من الأصوات من بايدن بهامش يتراوح بين 2 إلى 4 نقاط، في توقعات ترسم صورة عن شاغل المنصب المتوقع.
وبحسب «سي إن إن»، فإن بايدن بات في وضع «أسوأ» ضد خصمه في الانتخابات العامة من أي رئيس حالي تقريبا خلال الـ75 عاما الماضية (باستثناء ترامب في عام 2020)، مشيرة إلى أن الوضع الحالي بعكس الاستحقاق الديمقراطي السابق، والذي لم يسمع فيه أي تقدم لترامب على بايدن.
وقارنت الشبكة الأمريكية بين الاستحقاقين، قائلة إنه «بينما في سباق 2020، حُسمت الولايات التي وضعت بايدن على القمة في المجمع الانتخابي (أريزونا وجورجيا وويسكونسن) بفارق أقل من نقطة واحدة، فإن حالة الاقتراع تبدو اليوم أسوأ بالنسبة لبايدن».
وضع جعل بايدن متأخرًا بخمس نقاط أو أكثر في أحدث استطلاع للرأي في أريزونا وجورجيا ونيفادا، بحسب «سي إن إن»، التي حذرت من خسارة محتملة لبايدن، في ولاية نيفادا التي لم يخسرها أي مرشح رئاسي ديمقراطي منذ عام 2004 .
هل الصورة «قاتمة»؟
ورغم ذلك، إلا أنها قالت إنه إذا خسر بايدن كل تلك الولايات، فلا يزال بإمكانه الفوز إذا فاز في كل المنافسات الأخرى التي خاضها في عام 2020، ما من شأنه أن يساعده على الحصول على 270-268 من الأصوات الانتخابية.
إلا أن مشكلة بايدن تكمن في تأخره في ميشيغان، بحسب متوسط استطلاعات الرأي على مدى الأشهر الستة الماضية التي أشارت إلى تراجعه بمستوى 4 نقاط، عن سلفه.
وبحسب الشبكة الأمريكية، فإن استطلاعات الرأي تظهر تقدم ترامب، ولو بفارق ضئيل، في عدد كاف من الولايات في الوقت الحالي للفوز بالمجمع الانتخابي والرئاسة، لكنّ الانتخابات لن تجرى اليوم أو غدا، ما يعني أن بايدن أمامه نحو ثمانية أشهر لتصويب المسار.
ويقول الأمريكيون إن أهم المشاكل التي تواجه البلاد تتعلق بالاقتصاد أو الهجرة، وهما قضيتان يحظى فيهما ترامب بثقة أكبر بكثير من بايدن، إلا أن الأخير قد يكتسب زخما إذا استمرت معنويات المستهلكين في التحسن أو تراجعت المخاوف الحدودية.
وبحسب «سي إن إن»، فإن بايدن هو شاغل المنصب المنتخب الأقل شعبية في هذه المرحلة منذ الحرب العالمية الثانية، مشيرة إلى أن نسبة تأييده تتراوح عند 40% أو أقل بقليل.
أما الرئيسان الأخيران، اللذان حصلا على معدلات منخفضة مماثلة حول هذه المرحلة من رئاستيهما (ترامب وجورج بوش الأب في عام 1992)، فقد خسرا في نوفمبر/تشرين الثاني.
إلا أنه مع بقاء ثمانية أشهر يمكن لبايدن التأكيد على تعويض هذه الفجوة، فعلى عكس معظم الحملات الانتخابية فإن مرشحي الحزبين الرئيسيين محددان بشكل جيد بالفعل، ما يعني أن أقل من 5% من الناخبين غير قادرين على تسجيل رأي بشأن بايدن أو ترامب.
هل هناك أمل لبايدن؟
وبحسب الشبكة الأمريكية، فإن أفضل أمل لبايدن، يكمن في لوائح الاتهام الجنائية الأربع ضد الرئيس السابق، مشيرة إلى أنه بغض النظر عن حقيقة أن تواريخ بدء معظم تلك المحاكمات غير واضحة، باستثناء قضية الأموال السرية في نيويورك، فليس من الواضح مدى الفارق الذي سيحدثه إذا ثبت أن ترامب مذنب في أي من تلك القضايا.
وقال أغلبية الناخبين المحتملين (53%) إنهم يعتقدون بالفعل أن ترامب ارتكب جريمة فيدرالية خطيرة، وفقًا لاستطلاع صحيفة «نيويورك تايمز» الذي أظهر نفسه تقدم ترامب بأربع نقاط بين الناخبين المحتملين.
وكان ترامب متقدما في هذا الاستطلاع لأن 18% من مؤيديه قالوا إنه ارتكب جريمة فيدرالية خطيرة وما زالوا يدعمونه، بحسب «سي إن إن»، التي قالت إنه يجب أن تكون مثل هذه الإحصائية مثيرة للقلق لمؤيدي بايدن، لأنه إذا كان بعض الناخبين يعتقدون أن ترامب ارتكب جريمة فيدرالية خطيرة لكنهم ما زالوا على استعداد للتصويت له، فما الذي قد يدفعهم إلى تغيير رأيهم؟
وعلى المنوال نفسه وجد استطلاع الرأي، الذي أجرته صحيفة «التايمز»، أن 72% من الناخبين المحتملين قالوا إن عمر بايدن جعله أكبر من أن يكون رئيسا فعالا (مقارنة بنسبة 53% الأصغر نسبيا الذين قالوا إن ترامب ارتكب جريمة فيدرالية خطيرة).
لكن سؤال الأشهر الثمانية المقبلة يكمن فيما إذا كانت نقاط ضعف ترامب ستبدأ في التفوق على نقاط ضعف بايدن؟