سياسة

من هو مروان البرغوثي؟


في ظل استمرار المفاوضات السرية بين إسرائيل وحماس لوقف العنف في قطاع غزة، يظل اسم الأسير الفلسطيني مروان البرغوثي على رأس قائمة المطالب التي تضعها حماس للموافقة على أي اتفاق، فمن هو هذا الرجل الذي يثير الجدل والاهتمام في الساحة الفلسطينية والإسرائيلية؟ 

النشأة والميلاد

مروان البرغوثي هو قيادي بارز في حركة فتح، وعضو في المجلس التشريعي الفلسطيني، ومؤسس حركة التنفيذ الوطني التي شاركت في الانتفاضة الثانية ضد الاحتلال الإسرائيلي. ولد في قرية كوبر قرب رام الله عام 1959، وانخرط في النضال الوطني منذ صغره، درس العلوم السياسية في جامعة بيرزيت في فلسطين، وتولى عدة مناصب قيادية في حركة فتح واللجنة الوطنية للمقاومة الشعبية. 

اعتقلته إسرائيل عدة مرات، وأمضى ما مجموعه 7 سنوات في السجون الإسرائيلية، قبل أن يتمكن من الهروب عام 1994. 

عاد إلى الضفة الغربية بعد توقيع اتفاقية أوسلو عام 1996، وأصبح أحد أبرز الداعين للسلام والمصالحة مع إسرائيل. 

شارك في عدة مبادرات وحوارات مع الجانب الإسرائيلي، وكان من بين الموقعين على وثيقة جنيف عام 2003، التي تضمنت خطة لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. 

لكنه في الوقت نفسه، لم يتخل عن خيار المقاومة المسلحة ضد الاحتلال، ودعم اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000، وأصبح أحد أبرز قادتها ومنظميها. 

اتهمته إسرائيل بالمسؤولية عن عدة هجمات استهدفت مستوطنين وجنود إسرائيليين، وألقت القبض عليه عام 2002، بعد مطاردة استمرت عدة أشهر. 

 

5 مؤبدات و40 عامًا

أدين البرغوثي بخمسة تهم بالقتل، وتهم أخرى بالمشاركة في هجمات ضد إسرائيل، وحكم عليه بالسجن المؤبد خمس مرات، بالإضافة إلى 40 عامًا. 

رفض البرغوثي الاعتراف بشرعية المحكمة الإسرائيلية، واعتبر نفسه أسيرًا سياسيًا ومقاومًا شرعيًا، ومنذ اعتقاله، يواصل البرغوثي النضال من داخل السجن، ويشارك في الإضرابات عن الطعام والكتابات والمقابلات الإعلامية. 

يعتبر البرغوثي من أشهر وأحب الأسرى الفلسطينيين لدى الشعب الفلسطيني، ويحظى بشعبية واسعة واحترام كبير في الساحة السياسية. 

إصرار حماس ورفض إسرائيلي

لذلك، تصر حماس على إدراج اسم البرغوثي ضمن قائمة الأسرى الذين تطالب بالإفراج عنهم مقابل الإفراج عن الجنود الإسرائيليين والمدنيين الذين تحتجزهم في غزة. 

 تأمل حماس أن يكون البرغوثي حليفا لها في المرحلة المقبلة، وأن يساهم في تحسين صورتها الدولية والإقليمية، كما تريد حماس أن تظهر بأنها تمثل جميع الفلسطينيين، وأنها تحمي مصالحهم وحقوقهم. 

من جانبها، ترفض إسرائيل الإفراج عن البرغوثي، وتعتبره خطرًا على أمنها ومستقبلها. وتخشى إسرائيل أن يعود البرغوثي إلى النشاط السياسي والعسكري، وأن يقود حملة جديدة ضدها. 

كما تخشى إسرائيل أن يزيد البرغوثي من قوة ونفوذ حماس، وأن يقوض موقع الرئيس عباس والسلطة الفلسطينية، التي تعتبرها شريكًا أفضل للتفاوض. 

وفي ظل هذا الجمود، يبقى مصير البرغوثي والآلاف من الأسرى الفلسطينيين الآخرين معلقا بين الأمل واليأس، فهل ستتمكن حماس من إنقاذهم من السجون الإسرائيلية؟ وهل سيتمكن البرغوثي من العودة إلى الساحة السياسية واللعب دورًا في إنهاء الصراع والانقسام؟ هذه الأسئلة تطرح نفسها في كل مرة تتجدد فيها المفاوضات بين الطرفين، دون أن تجد إجابات واضحة.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى