الإمارات مواقف إنسانية وتاريخية لمساندة فلسطين
دعم إماراتي دبلوماسي وإنساني تاريخي متواصل للفلسطينيين عبر مختلف السبل والآليات والمنظمات الأممية، وعلى رأسها وكالة “أونروا”.
ويأتي الدعم الإماراتي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى “أونروا”، لمساعدتها في القيام بدورها بتوفير التعليم، والرعاية الصحية، والخدمات الاجتماعية للاجئين الفلسطينيين وتوفير الحياة الكريمة لهم، حيث يتم تمويل الوكالة بالكامل تقريباً من خلال مساهمات الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة.
وتزايد الدعم الإماراتي لوكالة “أونروا” في ظل الظروف الراهنة نظرا للدور الذي تقوم به الوكالة في إيصال المساعدات الإنسانية في غزة ودعم اللاجئين الفلسطينيين، في ظل ما يعانونه من أوضاع إنسانية كارثية منذ التصعيد الإسرائيلي في غزة 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وضمن هذا الإطار يمكن فهم الموقف الإماراتي الدبلوماسي القوي والتاريخي المساند للوكالة في ظل ما تعانيه من محاولات لعرقلة جهودها، بعد ما وجّهت إسرائيل اتهامات لموظفين في الوكالة بالضلوع في هجوم حركة حماس على الدولة العبرية 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وعلى الرغم من أن الأونروا بادرت بإنهاء عقود الموظفين المتهمين وعددهم 8 من إجمالي 13 ألف .موظف للوكالة في قطاع غزة وقامت بفتح تحقيق في الأمر. فإن دولا عدة -على رأسها الولايات المتحدة- سارعت بتعليق تمويلها للوكالة الأممية. التي تؤدي دورا حيويا للتعامل مع “وضع كارثي بالأساس” في غزة.
دعم دبلوماسي قوي
الإمارات من جانبها لم تأل جهدا في دعم الوكالة. فمنذ نشأتها أخذت على عاتقها قيادة موقف دولي لمساندة الوكالة.
وفي هذا الصدد دعا الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية الإماراتي. الدول المانحة التي قامت بتعليق تمويلها لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة .وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى “أونروا” إلى إعادة النظر في هذا القرار بشكل عاجل. ومواصلة تقدم الدعم للوكالة لأداء مهامها الإنسانية.
دعوة أكد الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات. أنها تجسد “موقفا تاريخيا وإنسانيا مهما لمواجهة الظروف الحرجة التي يعيشها الفلسطينيون”.
وقال قرقاش، في تدوينة له اليوم الخميس عبر منصة “إكس”: “إن دعم دولة الإمارات الراسخ لـ”الأونروا” ودعوة وزير خارجيتها لإعادة النظر بشكل عاجل في قرارات تعليق تمويل الوكالة هو موقف تاريخي وإنساني مهم لمواجهة الظروف الحرجة التي يعيشها الفلسطينيون”.
وتابع قرقاش “نقف مع جهود وكالة الأونروا في مشاريعها الإنسانية. ونرفض العقاب الجماعي الذي يطال المدنيين الأبرياء”.
وكان الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان قد بحث قبل يومين خلال اتصال هاتفي مع فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى “أونروا”. التطورات الراهنة في منطقة الشرق الأوسط .وسبل دعم الوكالة لأداء مهامها الإنسانية النبيلة والسامية.
وناقش الجانبان، خلال الاتصال. ضرورة ضمان وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية إلى الشعب الفلسطيني الشقيق في القطاع بشكل عاجل ومكثف وآمن ودون أية عوائق. ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح، وتجنب تأجيج الوضع في الأرض الفلسطينية المحتلة.
وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان دعم دولة الإمارات الراسخ لـ”أونروا”. وأهمية الدور الذي تقوم به الوكالة في إيصال المساعدات الإنسانية .ودعم اللاجئين الفلسطينيين.
وشدد على أن دور “أونروا” حيوي في ظل الظروف الحالية التي يمر بها الشعب الفلسطيني الشقيق. لا سيما في قطاع غزة. وأن هناك مليوني شخص في حاجة ماسة إلى المساعدة التي تقدمها “أونروا” ووكالات الأمم المتحدة الأخرى.
وأثنى على تحرك “أونروا” العاجل للتحقيق في المزاعم التي صدرت بحق عدد من الأفراد. مشيرا إلى أهمية ألا يكون لهذا الأمر تداعيات. وآثار سلبية على مسار جهود “أونروا” الإنسانية وخدماتها الحيوية والملحة التي تقدمها للاجئين الفلسطينيين.
ودعا الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان الدول المانحة التي قامت بتعليق تمويلها لوكالة الأمم المتحدة .لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى “أونروا”. إلى إعادة النظر في هذا القرار بشكل عاجل، ومواصلة تقديم الدعم للوكالة لأداء مهامها الإنسانية.
دعم عبر مجلس الأمن
موقف مساند للوكالة ليس الأول من نوعه. فسبق أن تم هذا الدعم عبر مجلس الأمن الدولي التي انتهت عضوية الإمارات المؤقتة به نهاية العام الماضي.
جاء ذلك في القرار التاريخي الذي اعتمده مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة .ديسمبر/كانون الأول الماضي، الذي قدمته دولة الإمارات. ويطالب باتخاذ خطوات جوهرية وملموسة لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية التي يحتاج إليها الفلسطينيون بشدة في قطاع غزة. وحماية موظفي الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني على الأرض.
وطالب القرار أطراف النزاع بضرورة ضمان سلامة .وأمن موظفي الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني، في ضوء مقتل أكثر من 136 موظفا. من موظفي كالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”.
دعم إنساني متواصل
وتعد دولة الإمارات من الدول الرائدة والسباقة لتقديم الدعم لوكالة الأمم المتحدة. لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى الأونروا. لإيمانها بالدور الذي تقوم به الوكالة في تحسين معيشة اللاجئين الفلسطينيين. انطلاقا من التزام دولة الإمارات الدائم والتاريخي والراسخ تجاه الشعب الفلسطيني. بما يسهم في الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي.
وأكدت الإمارات مرارا التزامها الثابت بدعم وكالة “أونروا” ومساعدتها على تجاوز التحديات التي تواجه أداءها بالعمليات الموكلة إليها من قبل الأمم المتحدة، وأداء رسالتها السامية في تحسين أوضاع اللاجئين الفلسطينيين وتوفير الحياة الكريمة لهم.
ضمن أحدث خطوات الدعم أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات. 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي .بتقديم مساعدات عاجلة إلى الأشقاء الفلسطينيين بمبلغ عشرين مليون دولار من خلال “الأونروا”. وذلك في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يمر بها الأشقاء الفلسطينيون.
• في 5 يوليو/تموز الماضي قررت دولة الإمارات بناء على توجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان فتح حساب مشترك والمساهمة بمبلغ 15 مليون دولار أمريكي لدعم عمليات الوكالة وخدماتها. ولتوفير المساعدات العاجلة للأسر الفلسطينية. خاصة إعادة تأهيل الخسائر في مدينة جنين ومخيمها والتي شهدت خلال الفترة الماضية اعتداءات إسرائيلية كان لها تداعيات على آلاف الأشخاص.
• 3 يونيو/حزيران الماضي أعلنت دولة الإمارات العربية. المتحدة عن مساهمتها بمبلغ وقدره 20 مليون دولار أمريكي، لدعم وكالة الأونروا.
وقبل إعلان دولة الإمارات عن تلك المساهمات كانت قد قدمت مساعدات لفلسطين. في الفترة ما بين 2018 و2023، بقيمة 521 مليون دولار أمريكي. منها 119.3 مليون دولار من خلال الأونروا.
وتعد الإمارات رابع أكبر دولة عالميا في تقديم المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية .منذ تأسيسها عام 1994 بقيمة 2 مليار و104 ملايين دولار أمريكي حتى عام 2020. وهي من أكبر الجهات المانحة لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين أونروا. بمساهمات بلغت أكثر من 828.2 مليون دولار بين عامي 2013 و2020، فضلا عن مشاريعها الإنمائية والإغاثية التي طالت مختلف المناطق الفلسطينية خلال سنوات طويلة.
وكانت وكالة الأونروا تأسست في 8 ديسمبر/كانون الأول من عام 1949. بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم (302).
وتحرص الوكالة على توفير التعليم، والرعاية الصحية، والخدمات الاجتماعية للاجئين الفلسطينيين. حيث يتم تمويل الوكالة بالكامل تقريباً من خلال مساهمات الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة.
وقد ساعد الدعم الإمارتي المتواصل للوكالة في تمكين الأونروا من مواصلة تقديم البرامج التعليمية .والصحية والغذائية الأساسية للاجئين الفلسطينيين.
ريادة إنسانية تاريخية لدولة الإمارات في دعم فلسطين. أعادت لذاكرة الفلسطينيين جهود المؤسس والمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
وعلى درب المؤسس في دعم القضية الفلسطينية بشكل عام. يسير الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، مؤكدا بالأفعال والأقوال تضامن بلاده الراسخ مع الشعب الفلسطيني.