بإخلاء إحدى قواعدها.. أمريكا تغير قواعد الاشتباك شمال سوريا
أفادت مصادر بإخلاء القوات الأميركية قاعدة “هيمو” في ريف مدينة القامشلي شمالي الحسكة في شمال شرق سوريا، بعد تعرضها لاستهدافات متكررة من قبل الفصائل العراقية الموالية لإيران، في إشارة إلى لجوء واشنطن إلى تغيير استراتيجيتها في التعامل مع الهجمات المتزايدة.
وذكرت مصادر محلية أن تعزيزات عسكرية وصلت إلى القوات الأميركية في سجن الصناعة في مدينة الحسكة، تزامناً مع تحليق للطيران المروحي في سماء المنطقة.
وتُعَدّ قاعدة “هيمو” من القواعد الحيوية بالنسبة إلى القوات الأميركية، إذ تبعد مسافة 4 كم إلى الغرب عن مطار القامشلي، وهي من القواعد التي زادت قيادتها مؤخراً في عدد عناصرها داخلها إلى نحو 350 عنصراً. كما تحوي قرية هيمو معسكراً للتدريب تابعاً لقوات سوريا الديمقراطية “قسد” بإشراف من القوات الأميركية.
وتعتبر الجماعات الموالية لإيران أن إخلاء قاعدة “هيمو” يعكس قوتها ونفوذها ونجاحها في تحدي القدرات العملياتية للجيش الأميركي في هذه المنطقة، الذي بات يعيد حساباته بشأن جدوى الحفاظ على وجوده في منطقة تغلي بالعداء.
وبقي تأثير الهجمات لفترة طويلة في الجانب الرمزي والدعائي الذي يفيد إيران للقول إنها ند للولايات المتحدة في المنطقة، وإنها تناصر المقاومة الفلسطينية. وتركز المليشيات الإيرانية اليوم على قاعدة محور “المقاومة”، وهذا ما يحتم عليها التحرك حيال العدوان على غزة.
وأعلنت فصائل عراقية في العاشر من يناير/كانون الثاني الجاري، أنها استهدفت القاعدة “هيمو” ردًا على استهداف الجيش الإسرائيلي المدنيين الفلسطينيين. وأفادت مصادر بتعرض قاعدة الجيش الأميركي في حقل “كونيكو” للغاز في شرقي سوريا، في نفس اليوم لهجوم عبر رشقة صاروخية، وهو الهجوم الرقم 19 خلال الشهرين الماضيين، والثالث خلال ثلاثة أيام متتالية، وذلك بعد ساعات من إجراء تدريبات بالذخيرة الحية ضمن القاعدة.
وأضافت المصادر أن انفجارات هزت قاعدة الجيش الأميركي في حقل “كونيكو” للغاز في ريف دير الزور الشمالي، ناتجة عن هجوم برشقة صاروخية، إضافة إلى استخدام المضادات الأرضية بالتصدي لها.
ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، تعرض القواعد الأميركية داخل الأراضي السورية منذ تاريخ 19 أكتوبر/تشرين الأول 2023 الفائت، لـ 93هجوما من قبل الميليشيات المدعومة من إيران.
وتنتشر في سوريا 28 قاعدة أميركية لاشرعية منها 24 قاعدة عسكرية، و4 نقاط تواجد تتعرض بشكل شبه يومي لهجمات صاروخية، منذ 17 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، على خلفية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
واتبعت القوات الأمريكية مؤخراً اسلوباً جديداً في التعامل المباشر مع الفصائل، من خلال تنفيذها عمليات استهداف طالت مقرات تابعة لوحدات الحشد فضلاً عن قادته. بينما أكد قائد عمليات الفرات الأوسط في الحشد الشعبي علي الحمداني، الاستمرار بنشاطه وعدم حلّه إلا بفتوى، مشدّداً على أن الضربات الأميركية “لا تخيفنا”.
ولفت إلى أن “الحشد الشعبي لن يحلّ إلاً بفتوى طالما أسس بفتوى” في إشارة إلى فتوى “الجهاد الكفائي” لرجل الدين الشيعي علي السيستاني صيف 2014، لردّع تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وأقرّ ساميويل وربيرغ المتحدث الاقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، بـ”عدم وجود أي روابط بين الهجمات ضد مصالح الولايات المتحدة وما يحدث اليوم في قطاع غزة”.
ويرى محللون إن هدف الهجمات قبل العدوان على غزة كانت لإخراج القوات الأميركية من المنطقة، ولم ينجم عن تلك الهجمات خسائر بشرية في صفوف القوات الأميركية، لكن في الفترة الأخيرة، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية إصابة ما لا يقل عن 60 جندياً بإصابات خفيفة، وأن جميعهم عاد للعمل، وهذا ما يدفع إلى القول بأن هدف الهجمات لم يتغير، أي تأكيد إيران على رغبتها بعدم وجود القوات الأميركية في المنطقة”.
وترد الولايات المتحدة باستمرار على هذه الضربات في سوريا، من خلال استهداف مصالح “الحرس الثوري” الإيراني، بهدف ردع إيران وإجبارها على وقف الهجمات وغالبا يتم الرد فقط في سوريا.
وبحسب المتابعين فإن هناك حالة من الاتفاق الضمني الأميركي الإيراني على عدم توسيع الصراع، إذ لا نتائج لهذه الهجمات على الصعيد السياسي، وهذا يبدو واضحاً للمراقبين من خارج أنصار محور المقاومة.