ما آخر التطورات في درنة بعد ثلاثة أشهر على إعصار دانيال؟
كارثة إنسانية ضربت ليبيا منذ ثلاثة أشهر، كانت كفيلة بأن تكون مميتة وتخفي نصف مدينة درنة تحت مياه البحر المتوسط، المدينة المطلة على البحر المتوسط وكانت من أهم مدن ليبيا تعرضت لأقوى إعصار يضرب المنطقة منذ سنوات إثر تغير المناخ.
فيضانات هائلة دمرت كل شيء بالمدينة، وتعرضت البنية التحتية لانهيار؛ ما تسبب في وفيات قدرت بأكثر من 20 ألف شخص وكوارث بالمدينة قدرت بدمار شامل وكأنها قنبلة نووية.
ماذا حدث في 10 سبتمبر؟
ضربت العاصفة دانيال شمال شرقي ليبيا يوم 10 سبتمبر مصحوبة برياح قوية وأمطار غزيرة مفاجئة، أدت إلى فيضانات هائلة، ومقتل آلاف الأشخاص، ودمار شامل، وتعرضت البنية التحتية لأضرار بالغة، بما في ذلك السدود القريبة من درنة التي انهارت؛ ما تسبب في فيضانات اجتاحت أحياء بأكملها.
فرق الهلال الأحمر الليبي ومتطوعيه أول من استجاب، بحيث قاموا بإجلاء الأشخاص، وتقديم الإسعافات الأولية، وتنفيذ عمليات البحث والإنقاذ، وقام الاتحاد الدولي بسرعة بتخصيص الموارد من خلال صندوق الطوارئ للاستجابة للكوارث، ثم أطلق نداء طوارئ لدعم الهلال الأحمر الليبي في توفير المأوى الطارئ، والدعم النفسي والاجتماعي، والرعاية الصحية، والمياه النظيفة، والغذاء، للمجتمعات المتضررة. عملت الفرق أيضًا بلا كلل لمساعدة الأشخاص على إعادة التواصل مع أفراد عائلاتهم.
ولكن حتى الآن ما زال هناك الكثير من الاحتياجات، حيث يعيش الكثيرون من دون منازل، ولا تزال الصدمة النفسية والاقتصادية مستمرة.
وقد ألهمت استجابة الهلال الأحمر الليبي الدعم من كافة أنحاء شبكة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، وما حدث في درنة ينبغي أن يكون بمثابة “دعوة للاستيقاظ” للعالم بشأن الخطر المتزايد للفيضانات الكارثية في عالم يتأثر بتغير المناخ.
الكارثة بعد ثلاثة أشهر
ومؤخراً وبعد ثلاثة أشهر أعلنت السفارة الأميركية لدى ليبيا أن قيمة المساعدات التي قدمتها الولايات المتحدة إلى ليبيا بعد فيضانات درنة تجاوزت 15.5 مليون دولار، وستواصل وقوفها إلى جانب سكان درنة والمجتمعات الليبية الأخرى التي تأثرت بفيضانات عاصفة دانيال بما في ذلك 45000 نازح.
دولة ليبيا بعد 3 أشهر من الفيضانات المدمرة التي ضربت البلاد وسط نزوح آلاف السكان إلى مدن أخرى بعد غمر نحو 24% من المدينة بالماء واختفائها بحسب تصريحات رسمية حكومية، وأوضحت المنظمة الدولية للهجرة، أن نحو 43 ألف شخص نزح من درنة بعد وقوع العاصفة “دانيال”.
النازحون يمرون بظروف معيشية وإنسانية صعبة خاصة مع اقتراب فصل الشتاء وتضرر عدد كبير منهم خاصة الأطفال الذين لم يذهبوا للمدارس وساءت بهم الأوضاع في بلد يشهد خلافات سياسية من الأساس وجاءت الكارثة الطبيعية لتصعب الأمور على المواطنين.
ويقول علي غرور، مسؤول الدعم النفسي-الاجتماعي في جمعية الهلال الأحمر الليبي، إن جميع الفئات الموجودة في مدينة درنة تحتاج الى الدعم، بما فيهم متطوعو الهلال الأحمر الليبي. الناس بالفعل تربط بين المطر والموت، مشيراً إلى أن الواقع المجتمعي اختلف بعد الفيضانات الأخيرة.
وأضاف غرورة، في تصريحات أن مدينة درنة لن تعود كما كانت في السابق، فهناك بنايات كاملة الآن تحت سطح البحر، والكارثة جعلت أكثر من 40% من المدينة مختفية والتهمها البحر، وهناك جثث تعود بشكل متتالٍ إلى سطح المياه عقب ثلاثة أشهر.
ويرى الناشط الليبي، عثمان المير السنوسي، أن إعادة إعمار ليبيا يواجه الانقسام السياسي في ظل وجود حكومتين مختلفتين وهو العنصر الرئيس المعرقل في ملف إعادة الإعمار، حيث هناك انقسام تنفيذي وسياسي أثر بشكل مباشر على مسار إعمار مدينة درنة بشكل كامل، وحتى الآن لم تشهد المدينة إلا وعود كاذبة.
وأضاف السنوسي أنه لا بد من وضع خطة شاملة، للتعامل مع مياه الأمطار الغزيرة المتوقعة في البلاد، وذلك لتجنب الآثار الكارثية التي سببتها العاصفة المتوسطية دانيال في سبتمبر الماضي، والتي قد تعود من جديد في ظل تغيرات المناخ.