الصحافة الفرنسية تغير موقفها من الحرب على غزة
بالتزامن مع التغيير في الموقف الرسمي الفرنسي. شهدت الصحافة الفرنسية كذلك تغيّراً جذرياً في طريقة التعاطي مع الحرب الدائرة بين حركة حماس والجيش الإسرائيلي. بما في ذلك أكثر وسائل الإعلام ذات التوجّه المُتشدد. التي أكدت أنّ إسرائيل في طريقها إلى خسارة معركة مستشفى الشفاء سياسياً. حتى لو انتصرت عسكرياً.
فقد اعتبرت صحيفة (لو بنيون) أنّ العملية العسكرية الإسرائيلية في مستشفى الشفاء بغزة هي إخفاق استخباراتي. مُشيرة إلى أنّ أدّلة الجيش الإسرائيلي لا تُثبت بعد استخدام المنشأة الطبية الفلسطينية كموقع عسكري لحركة حماس. وذلك رغم إعلان العثور عن جثتي رهينتين إسرائيليتين تمّ اختطافهما في يوم 7 تشرين الأول (أكتوبر). واكتشاف مخبأ يُؤدي إلى نفق تستخدمه الحركة.
وذكرت الصحيفة الفرنسية أنّه لا يُمكن استبعاد أنّ مستشفى الشفاء كان موقعاً استراتيجياً لحماس خلال حرب 2014. لكنّ الأمر لم يعد كذلك اليوم. وتساءلت “هل الهجوم على مستشفى الشفاء. كان خطأ كبيراً من قبل المخابرات العسكرية الإسرائيلية؟”.
ولم تستبعد (لو بنيون) أن تكون هذه عملية تضليلية من قبل حماس تهدف إلى الضغط على الجيش الإسرائيلي في وسائل الإعلام وتحريض الرأي العام ضدّه. بحسب ما رصد موقع (24).
أمّا صحيفة (لو فيغارو)، التي كانت تتجاهل في البداية ضحايا القصف الإسرائيلي على غزة، فقد تحدثت عن العملية الإسرائيلية ضدّ مستشفى الشفاء على الطرفين على حدّ سواء. ورأت أنّ إسرائيل تُكافح لمُحاولة إقناع الرأي العام الداخلي. والخارجي بأنّ حربها مُوجّهة ضدّ حركة حماس فقط وليس ضدّ الشعب الفلسطيني في غزة. مشيرةً إلى أنّ ما تم نشره لغاية اليوم لا يرقى إلى مستوى الادّعاءات والمخاطر. ولا يُقدّم دليلاً حول اتهامات إسرائيل..
من جهتها، بدت مجلة (لكسبريس) أكثر وضوحاً ومباشرة، ودعت إلى التوقف الفوري عن قصف المدنيين في غزة، وقالت في افتتاحية لها: إنّ الضغوط الدولية على إسرائيل من أجل وقف إطلاق النار تتزايد. وإنّ استراتيجيتها العسكرية باتت تُثير التساؤلات. وأشارت المجلة إلى أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هو من الزعماء الغربيين القليلين الذين دعوا إلى تجنّب قصف المدنيين.
وحذّرت الافتتاحية من ترسيخ فكرة تحوّل غزة إلى “مقبرة للأطفال” في حال لم تتزايد الضغوط الدولية على إسرائيل بهدف وضع حدّ لعمليات القصف على السكان المدنيين. وهي ترى كذلك أنّ استراتيجية إسرائيل في القضاء على حركة حماس العسكرية تبدو غير واقعية.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد حضّ في مقابلة مع (بي بي سي) إسرائيل على وقف القصف الذي يقتل مدنيين في غزة. وقال: “نحن نشاطر إسرائيل وجعها. ونشاركها رغبتها في التخلص من الإرهاب”. لكن “لا يوجد أيّ مبرر” للقصف الذي يقتل مدنيين في غزة. ذاكراً “الأطفال والنساء والمسنين”.